الكويت ليست على وشك الغرق.. لكنها حتما شبيهة بسفينة بلا اتجاه ولا موقع.. برأى د.ناجي سعود الزيد مبديا تشاؤمه ومعتبرا أن الشلة المحيطة بالرئيس والوزراء هم مكمن الداء
زاوية الكتابكتب سبتمبر 14, 2010, 12:28 ص 965 مشاهدات 0
حتى لا نكون متشائمين!
كتب ناجي سعود الزيد :
أخيرا اصبحت معظم الكتابات تفتقر الى الموضوعية، لم يعد في الصحف الكويتية اعتدال في الطرح، فالقضية اصبحت إما مع او ضد.. بغض النظر عن الموضوع او الاشخاص.
ليس هناك تحليل واضح للوضع، وليست هناك كتابات تعنى بالوضع العام والسياسات التي يدار بها البلد بكل مؤسساته وليس بالاشخاص وسلوكياتهم.
لماذا؟!
لأن الهموم الرئيسية للبلاد معنية بالاشخاص او بالاحرى بالقيادات، وبما ان الحكومة يقودها وزراء في معظمهم لا يملكون بوصلة من اي نوع، دع عنك بوصلة سياسية وادارية وقيادية فان الامور ستستمر كما هي من دون تغيير بل نراها تزداد سوءا يوما بعد يوم.
أليس لدى رئيس الوزراء مستشارون، وهل بعض من هم حوله «ربع» ولاؤهم له مشروط بالمنفعة؟ هل تتوافر له الخبرة عن خلفياتهم الدقيقة؟ وهل لديه علم بما يحيكون وما يهدفون اليه؟
هذه الشلة وغيرها ممن يحيطون برئيس الوزراء او بالوزراء هم مكمن الداء.. ولا دواء هناك لمن يحبذ الصداقة على الموضوعية والعلم والدراية، ولا مستقبل للكويت ان كان تقدمها مرهونا بشلل الصداقة والاحزاب والتجمعات وبنواب متنفعين وبعدد من الاشخاص المشكوك بولائهم وبسلوكياتهم.. فالبوصلة ضايعة والكل يدور في حلقة مفرغة ما عدا اصحاب المصالح والمنفعة.
سمو رئيس الوزراء يستطيع تحريك المياه الراكدة بالبحث عن مستشارين وخبراء في ادارة المؤسسات والوزارات في الدولة، وفي خطط تنميتها، ويجب ألا، ولا يجوز ان تُحصَر الامور وتحصن بمن يحيطون به او بنواب مصلحة، ولاؤهم مؤقت وقدرتهم على السباحة بعيدا عن اي سفينة على وشك الغرق، تفوق قدراتهم على انتشالها قبل الغرق.
وحتى لا نكون متشائمين، الكويت ليست على وشك الغرق.. لكنها حتما شبيهة بسفينة بلا اتجاه ولا موقع.. فيا حبذا لو تم تدارك الوضع، فالدولة المؤسسية لا تحتمل المجاملات ولا التراخي، بل تبقى على مر الزمن خالدة ومتقدمة اذا كان الاساس مؤسسيا وليس مبنيا على اشخاص ومجاملات وشللية..!!
د. ناجي سعود الزيد
تعليقات