تعقيبا على استقالة الفضالة.. عبدالعزيز القناعي لايري في التيارات السياسية الا واجهات للفارغ من الكلام والكذب الرخيص والمملوء بأقبح الصفات

زاوية الكتاب

كتب 931 مشاهدات 0




التحالف الوطني واللعب مع الكبار 

كتب عبدالعزيز عبدالله القناعي : 

تعتبر التيارات السياسية في الكويت، وهي قريبة نوعا ما الى عمل الاحزاب السياسية غير المنظمة، بمنزلة حالة تبين مسيرة الوضع العام للمجتمع الكويتي ومدى نفوذ او انحسار الاقبال الجماهيري على الافكار والمبادئ التي يطلقها اصحاب هذه التيارات، ومنها ما هو وطني او طائفي بشقيه، او متلون وعلى حسب الحاجة. وحادثة السيد خالد الفضالة واستقالته من التحالف الوطني، او كما يروج على الساحة المحلية بوجود خلافات ومصالح طغت على العمل الوطني الصحيح، مما حدا الى سقوط هذا التحالف واعادة الانتخابات، فتعتبر هذه الحادثة دليلا صحيا ومؤشرا قويا على وجود المصالح والاختلافات في الرؤية لاعضاء التجمعات السياسية المختلفة في الكويت، وقد يكون للشعارات المعلنة بريقها الساطع على المواطنين وانخداعهم بما يسمعونه او يرونه من تظاهرات واعتصامات حتى الليل المتأخر. ولكن في الوقت نفسه هناك من يعقد الصفقات ويبيع الوطن من اجل حفنة من المال او من اجل المناصب القيادية والنفوذ القوي. ان تداعيات هذه الاخبار لا شك في أنها ستلقي الضوء على باقي التيارات السياسية ومن يسندها سواء اطراف حكومية او برلمانية، بل وتضعهم امام المواطنين بصورة غير التي يريدون، فقد تعودوا ــ اي اصحاب التيارات والاحزاب ــ على ان المواطن الكويتي راعي شعارات واوهام، فيكفيه شعارات حب الوطن والحفاظ على المال العام وحماية النشء والاسرة الكويتية، وفي المقابل، فان اصحاب هذه الدعايات الاعلامية هم المستفيدون حقيقة من الثمن، وما يقبض من اجل رفع الاصوات او خفضها، ان التحالف الوطني كغيره من التيارات السياسية ظهر الى الساحة لظروف الاصلاح ومعالجة الاخطاء من وجهة نظر معينة، ولكن ما يشوب مسيرة اي تيار سياسي او حزبي من الاستمرار هو في تغيير الاهداف لمصالح فئات خاصة وفقدان البوصلة الصحيحة لقياس الرأي العام وما يريده المواطن الكويتي، فيصبح درب الخديعة واللعب من الكبار ونسيان الصغار هو السمة الغالبة.
لقد وضعت الأحداث المحلية الاخيرة، ومنها خطة التنمية ومشاكلها الاقتصادية، وايضا بروز الجانب الوطني وما يعصف بالوحدة الوطنية للمجتمع الكويتي من تعصب طائفي وبروز عناصر القبلية والاسلامية جميع التيارات السياسية امام معضلات حقيقية تمثلت بتضارب المصالح واختلاف الرؤى والتوجهات، ففي حين ان لبعض التيارات، ويقوم بهذا الدور النخبة القيادية، مصالح مشتركة مع الحكومة واجهزتها من خلال المناقصات او الشركات المسيطرة على السوق، فحتما يريد كل طرف ان يحافظ على قوته الاقتصادية واستمرارية الشراكة، ولكن نرى في الجانب الاخر وفي المكاتب التنفيذية نفسها للتيارات ظهور ما يعرف بالاصلاحيين او الدماء الجديدة، والتي غالبا ما تكون ليس لها علاقة بالمصالح التجارية او الترابط الحكومي، فحينها يكون الاصلاح او الدفاع عن الوطن مضروبا بهؤلاء النخبة القيادية التي تمثل الرأي العام وتقوده في بعض الاحيان.
لقد اثبتت حادثة الاستقالة لنا، نحن المواطنين، أ‍ن التيارات السياسية في الكويت، وربما جميعها، ما هي الا واجهات للفارغ من الكلام والكذب الرخيص والمملوء بأقبح الصفات واذمها تصرفا، بهدف الصفقات، فالكل يريد ان يربح ويستفيد والجميع يريد ان يلعب مع الكبار.

عبدالعزيز عبدالله القناعي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك