يا وزير الإعلام اصح دخيل الله والتفت إلى ما يقوم به المفسدون وتلاميذهم من تدمير لعلاقات الشعب الكويتي بإخوانه في الخليج والوطن العربي.. فحوى مقال سعود العصفور
زاوية الكتابكتب أغسطس 31, 2010, 7:06 ص 2367 مشاهدات 0
يا وزير الإعلام... اصح دخيل الله!
المغرب، قطر، البحرين، السعودية، اليمن، وقطار الإساءات يمضي بنا سريعاً إلى الهاوية، بينما وزير الإعلام ووزارته المحروسة لا حس ولا خبر! أي إعلام هذا الذي يقوم على الإساءة إلى الآخرين والاستهزاء بهم ووصفهم بأسوأ الصفات وأحقرها؟ هذا الإعلام بالتأكيد لا يمثلني ولا يمثل كثيرين من الشعب الكويتي الذين استنكروا مثل هذه الإساءات عبر الدواوين والمواقع الحوارية الإلكترونية. هذا الإعلام لا يمثلني ولا يمثل أي كويتي يكن التقدير والاحترام للأخوة في الدول العربية بشكل عام وللأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص. هذا الإعلام الذي أساء إلى فئات الشعب الكويتي مرات ومرات تطور في إنتاجه ونقل إساءاته إلى ما هو وراء الحدود الدولية، وحكومتنا «الرشيدة» ووزيرها المبجّل «لا هُم هنا ولا هُم هناك».
لا أميل إلى الآراء التي تعزو تلك الإساءات إلى نظرية المؤامرة وذلك المخطط الشرير لعزل الكويت عن محيطها الخليجي والعربي تمهيداً لسيطرة البعض على أجوائها السياسية والإعلامية والاقتصادية، رغم أن مثل هذا الرأي بدأ في التمدد والانتشار بقوة وسرعة في أوساط هذا الشعب، ولاأزال أجنح إلى تغليب أن الأمر لا يزيد على كونه «فوضى إعلامية» وقصورا من السلطتين التنفيذية والتشريعية في تنظيم الوسائل الإعلامية والسيطرة عليها. هذه الفوضى الإعلامية التي فتحت المجال لكل تافه وتافهة ليدلوا بدلوهم في الشؤون السياسية، الجاذبة جماهيرياً، وهم لا يفقهون ألف باء المسؤولية الإعلامية ولا أصول الطرح الإعلامي الراقي.
عندما تترك الدولة مسؤولية الإعلام إلى القطاع الخاص، بما يحمله من أطماع ومصالح تجارية، وما يحتويه من البعض ممن لايزالون يعيشون عقدة التاريخ الماضي الأسود، فمن الطبيعي أن نخرج إلى العالم بإعلام «يسوّد الوجه» ولا يبيضه. وإعلامنا في هذه الفترة البائسة من تاريخ الكويت يسوّد الوجه مع سبق الإصرار والترصد. وعندما تتجاهل الدولة بسلطاتها دعم الإعلام الراقي والمسؤول وتترك «القرعة ترعى» في سوق الإعلام والإنتاج الفني، فمن الطبيعي أن يخرج لنا منتج «أقرع» فنياً، ومؤلف «يرعى» الساقط من الأفكار والأحداث ليقدماها أمام العالم أجمع على أنه «إعلام كويتي يمثل المجتمع الكويتي»، وهو أبعد ما يكون عن تمثيلنا ككويتيين.
يا معالي وزير الإعلام الموقر، اصح دخيل الله والتفت إلى ما يقوم به المفسدون وتلاميذهم من تدمير لعلاقات الشعب الكويتي بإخوانه في الخليج والوطن العربي الكبير، وإن كنت عاجزاً عن التدخل فأضعف الإيمان أن تعلن ذلك للجميع وحينها سنقرأ الفاتحة على هذا الوطن وتاريخه ومستقبله، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها يا معالي الوزير.
*
إلى الأشقاء في المغرب وقطر والبحرين واليمن والسعودية وبقية الدول التي لا تزال على قائمة الانتظار الطويل: ظفر مواطن عربي مخلص لبلده وحافظ لحقوقه وواجباته ولما يربطنا ببعض كأمة عربية، هو برقاب جميع الفاسدين في بلدنا وبلادكم وإعلامهم الفاسد المفسد.
سعود عبدالعزيز العصفور
تعليقات