صالح الشايجي يعتبر تمذهب البعض وقبلية البعض الآخر دليلا على انهيار المجتمع وتآكله ، بل وسقوط الدولة

زاوية الكتاب

كتب 1441 مشاهدات 0



المتمذهبون والدولة
 
الثلاثاء 31 أغسطس 2010 - الأنباء
 

تمذهب البعض من شيعة وسنة، وقبلية البعض الآخر، دليل صارخ على انهيار المجتمع وتآكله من الداخل وسقوط مفهوم الدولة بشكل صريح وكامل.

الدولة في الكويت والتي عمرت ما يقرب من ثلاثة قرون، استطاعت أن تحافظ على بقائها ككيان سياسي ومجتمعي طيلة هذه القرون الثلاثة، رغم انعدام الامكانات، حتى جاء وقتنا الراهن هذا لنشهد فيه تضعضع مفهوم الدولة لدى فئات كثيرة وكبيرة ومؤثرة في المجتمع.

وهذا مؤشر إلى فرز جديد في المجتمع يكون قوامه الانتماء إلى الفئة لا إلى الدولة! وتبعات ذلك أن تتهلهل الدولة وتتحول إلى مجرد حارس لحماية تلك الكيانات والفئات ومنفذ لما يصدر عنها ومنها.

ليس في مثل هذا الكلام من تهويل أو مبالغة وهو بعيد كل البعد عن الصيد في بحور السياسة أو حتى اللعب على رمال جالها، إنما هو استيحاء من الواقع الذي تعيشه البلاد وظهر جليا في الفترة الاخيرة، ولذلك أمثلة قد لا يسعف المقام إيرادها جميعا ولكن القليل منها كاف لايضاح الصورة المطلوب إيضاحها.

يترافق هذا مع غياب الحياء الانساني لدى المتمذهبين الذين تحولوا إلى أبواق تبرر كل فعل غير لائق يصدر عمن يوالونه، مثل تبرير المتمذهبين الشيعة لكل الجرائم الايرانية حتى وصلت الوقاحة ببعضهم الى محاولة تبرئة إيران من الشبكة الارهابية التي تم اكتشافها في البلاد مؤخرا، وكذلك الدفاع عن مفاعلها النووي التدميري الذي يهدد الكويت ودول الخليج أكثر مما يهدد إيران ذاتها.

والحقيقة تقال فان من ابتدأ الولاء الخارجي هم مجموعة القوميين العرب واليساريون في حقبتي الخمسينات والستينات وقبل ذلك، ممن كانوا يؤمّنون على كل ما يصدر من عواصم تلك البلدان التي يناصرونها، وكذلك الاخوان المسلمون.

وفي الميزان القبلي أيضا اضطربت المقاييس فصرنا نرى قوافل حجيج تولي قلوبها شطر القبيلة، ولعل قضية «خالد المريخي» تغني عن التفصيل حيث طغت المناصرة القبلية على مناصرة الوطن الذي أساء له المذكور إساءة بالغة ورغم ذلك لم تهز شعرة في بدن أي من اولئك القبليين!

الضمير فيما عرضنا لا يدين المذهبيين من الطرفين ولا القبليين أيضا، بل يلوم من أنيطت به حماية الدولة ففرط بها أو لعب لعبة ساهمت في هذا التشرذم وفي تغييب مفهوم الدولة، والمقصود بالادانة طبعا هو الحكومة التي ولاها الدستور سلطة حماية المجتمع والدولة، ففرطت فيهما وفرطت بنفسها أيضا!!
 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك