خطة ضرب إيران:

محليات وبرلمان

جرت في سمائنا الغارات الأكثر في العالم على المفاعلات

6059 مشاهدات 0


 يعيد الزمن نفسة في مفارقة غريبة ففي يوم 16 غسطس 2010م  ذكر المندوب الاميركي السابق لدى الامم المتحدة  جون بولتون ' John Bolton'  ان على اسرائيل مهاجمة مفاعل أبوشهر قبل يوم السبت 21 اغسطس2010م  استباقا لقيام جمهورية إيران الاسلامية بشحن المفاعل بالوقود النووي للتقليل من حجم الكارثة . وفي 30 سبتمبر 1980م اغارت طائرتين ايرانيتين من طراز فانتوم '' F-4 Phantoms على مجمع المفاعل النووي العراقي تموز أو اوزاريك '     'Osirisكما كان يسمى بالفرنسي، والمفارقة ان الهجوم الايراني تم بذريعة استباق  قيام نظام صدام بشحن المفاعل العراقي بالوقود النووي، وقد نجحت الغارة في إلحاق الضرر باجزاء كبيرة من المفاعل. ولم نكن في حينها نعي درجة خطورة وجود المفاعل او حتى خطر الهجوم عليه،ورغم ان العملية تسجل لصالح الايرانيين على أنهم اول من هاجم مفاعل نووي في التاريخ ، الا هذا الهجوم الايراني الجسور لم يجعل الطاغية صدام يستشير مساعدية عن كيفية حماية مابقي من المفاعل . ففي الساعة السادسة والربع من عصر يوم الاحد الموافق 7يونيو1981م وحين كان  صدام  ينهر ويؤنب بالاسلكي امام عدسات التلفزيون قادته المنهزمين امام الهجوم الايراني المعاكس، انقطع البث الاذاعي في كل بغداد لمدة 15 دقيقة ثم تصاعدت أعمدة الدخان في  المفاعل النووي العراقي تموز مرة اخرى من جراء العملية الاسرائيلية  بابليون'Operation Babylon'   أو اوبرا 'Opera' ، حيث قامت ثماني طائرات من طراز F16 تحميها طائرات F15  بتسويته بالارض، وقد قيل ان الطاغية صدام قد بكى علنا لاول مرة .  وفي الحادية عشرة من مساء 5 سبتمبر2007م،وفي عملية البستان ' Operation Orchard' خرجت عشر طائرات إسرائيلية من طراز F16 تحميها طائرات F15  باتجاه البحر المتوسط. وبعد 30 دقيقة من الإقلاع تلقت ثلاث طائرات من العشر أمرا بالعودة إلى القاعدة. ثم وصلت الطائرات السبع الباقية إلى دير الزور حيث أطلقت على المفاعل النووي السوري صواريخ من طراز مافريك جو أرض، وقنابل تزن نصف طن أصابت الهدف بدقة ودمرته.

عملية بابليون وعملية البستان جعلت مراكز استراتيجية غربية  تذهب هذه الايام  الى القول إن سلاح الجو الاسرائيلي سينجح ضد مفاعل بوشهر لانه يستند على خبرة طويلة في تدمير المفاعلات النووية،بل أضافت انه سلاح الجو الوحيد في العالم الذي انفرد بمثل هذا العمل .لكن مفاعل بوشهر المزمع تدميره كما هلل الكثير من المراقبين ليس مفاعل  تموز ولا مفاعل دير الزور من حيث التمويه والحماية، وايران ليست عراق صدام المنشغل بالحرب ولا بحجم أوقدرات سوريا .ومن قراءة الحقائق التي رصدناها  اعلاه من مصادر غربية تتضح لنا عدة امور منها ان الهجوم المرتقب سيتم بنفس نوع الطائرات  التي استخدمت من قبل من طراز F16 تحميها طائرات F15 ،و حتى لو تمت بمساعدة طائرات F35 فهل جاهزية هذه الطائرات ستظل كما هي رغم مرور السنين الطويلة ! ثم هل بامكان اسرائيل القيام بمهاجمة عدد لايحصى من المفاعلات على رقعة جغرافية واسعة بنفس عدد الطائرات او حتى ضعفها دونا ان تكتشف! وهل بامكان المراقبين القول ان التسلل الاسرائيلي  للوصول الى ايران عبر البلاد العربية سيكون بنفس السهولة كالتسلل عبر ارضي حليفتها السابقة تركيا خلال العمليات السابقة ! وهل ستكون سماء ايران التي تجري مناورات عسكرية كل يومين مثل سماء العراق في 1981م  او سماء سوريا عام 2007م !

 بالتأكيد، لا .

كما ان مما يقلقنا ان وسائل الاعلام الغربية قد اغفلت اثناء تقليبها للامور حيال الضربة الاسرائيلية لايران كل ماله صلة بتجنيبنا في  دول الخليج العربي  للخسائر المادية والبشرية.وخير دليل على ذلك ان الولايات المتحدة الاميركية قد تراجعت عن شن هجوم على المشروع النووي لكوريا الشمالية عندما قدرت ان حصول بيونغ يانغ  على القنابل النووية اقل كلفة من مهاجمتها عند حساب قدرتها على اغراق سيئول في بحر من النيران بالمدفعية والاسلحة التقليدية الاخرى .

لقد أوردت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور csmonitor.com  تحليلا وصلت فيه الى  ان من الاسباب التي ستحول دون قيام إسرائيل بتوجيه ضربة جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية، طول المسافة وردة الفعل الوخيمة من الجانب الإيراني ضد إسرائيل و الولايات المتحدة. فهل يتغاضى الغرب عن حصول ايران عن السلاح النووي كما فعل مع بيونغ يانغ ،ام يدمر المفاعل في ابو شهر استنادا على المناعة التي اكتسبناها حيث دمر في اراضينا  أول مفاعل نووي . وأكبر عدد من المفاعلات في العالم .وحدثت في سمائنا اكثر الغارات الجوية ضد المفاعلات النووية؟

 

د.ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تعليقات

اكتب تعليقك