د.الطبطبائي للإيرانيين والروس : تطميناتكم.. لا تطمئننا

زاوية الكتاب

كتب 2321 مشاهدات 0





تطميناتكم.. لا تطمئننا

 
كتب د.وليد الطبطبائى
 


بعد ان اعربت الخارجية الكويتية عن قلقها من الاخطار البيئية لمفاعل بوشهر الايراني، وهو قلق مشروع يشعر به كل الكويتيين والخليجيين.. عاد مسؤولو الوزارة فقالوا انهم تلقوا «تطمينات» من طهران ومن الروس حول سلامة ذلك المفاعل!!
أما «تطمينات» الروس فمأخوذ خيرها فهم يجنون مليارات الدولارات من نقل تكنولوجيا نووية «بايتة» عندهم الى الايرانيين، ونحن نعلم انه منذ سقوط الاتحاد السوفييتي صار المال هو المحرك الرئيسي للسياسة الخارجية الروسية، وأما «التطمينات لاايرانية فينطبق عليها المثل الشعبي: «قالو لبوحصين (الثعلب) من يشهد لك؟ قال ذنبي».
تطمينات الروس تعيد الى الاذهان انفجار مفاعل شرنوبل عام 1986 عندما تكتم الكرملين عن الحادث لأيام منكراً حدوثه، ثم لما وصلت طلائع الغيمة النووية الى شمال أوروبا قالت موسكو انه «حادث بسيط وتحت السيطرة»، ثم تبين في الاسابيع اللاحقة هول الخسائر البشرية ونطاق التلوث النووي الذي بلغت آثاره تركيا على بعد الف كيلومتر من المفاعل، ونتذكر اننا في الكويت منعنا دخول الخضروات والمنتجات التركية طوال تلك السنة خوفاً من تلوثها نوويا، والآن لدينا شرنوبل محتمل على بعد 240 كيلومتراً.
لكن ما لنا نلوم روسيا وطهران على انطلاق المفاعل ولا نلوم انفسنا، فحكومات دول مجلس التعاون الخليجي هي من الضعف والتفكك في التعبير عن ارادة سياسية موحدة تجاه اي قضية تخص امنها لدرجة الا دولة تأبه بنا، وكأننا قبيلة «تيم» التي قال فيها الشاعر:

ويقضي الأمر حين تغيب تيم
ولا يستأذنون وهم شهود

ولو كان القلق من انشاء مفاعل تلفه الاخطار مثل بوشهر يخص مجموعة دول قوية وموحدة في التعبير عن مواقفها لربما وجدنا روسيا وايران اكثر حرصا على مراعاة تلك الدول مما يحدث الآن مع دول الخليج.
ايران تندفع الآن في مشاريعها النووية لأن النظام هناك بحاجة الى هذا المشروع لاسناد خططه واحلامه في السيادة الاقليمية، اما العالم العربي فلم يقطع اي خطوة تذكر في هذا الاتجاه على الرغم من ان ظلال اسرائيل النووية تهددنا منذ 40 عاما، واكثر الدول العربية تأهيلا في المجال العلمي وهي مصر كانت ابدت اهتماما في التكنولوجيا النووية في الستينات، غير انها لم تقم بأي خطة فعلية في هذا المجال حتى اننا سمعنا قبل يومين فقط ان المصريين بالكاد اتفقوا على موقع بناء مفاعل للطاقة الكهربائية في مكان يسمى «الضبعة».
وكنت كتبت قبل ايام ادعو حكومات الخليج الى اتخاذ خطوات احتياطية تجاه اخطار مفاعل بوشهر البيئية وتجاه التداعيات السياسية للمشروع النووي الايراني كله، وقد ردت علي عدد من المواقع الالكترونية الايرانية بحملة من الشتائم والتهجم لانها لا تملك ردودا مقنعة على ما أثرته من مخاوفنا كخليجيين، وانا اجدد مرة اخرى التأكيد على خطورة هذا الموضوع وادعو الحكومة الى أن تقدم الى مجلس الامة في دور الانعقاد المقبل تصوراتها وخططها – ان وجدت – لتأمين البلاد في حال وقوع المحظور النووي.


د. وليد الطبطبائي 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك