لماذا يدفعوننا لمواجهة إيران؟
محليات وبرلمانستكون القوات البحرية الكويتية رأس حربة تفتيش السفن الإيرانية بموجب قرار مجلس الأمن
أغسطس 12, 2010, 2:38 ص 5386 مشاهدات 0
هللت وسائل الاعلام العربية والغربية على حد سواء باعلان وزارة الدفاع الأمريكية عزمها الموافقة على بيع الكويت صواريخ باتريوت الاعتراضية المتطورة، رافق ذلك تهويل غير مبرر للصفقة، ووصل الأمر في دفعنا الى ساحة مواجهة لا نريدها مع جمهورية ايران الاسلامية، والقول إن الصفقة تأتي في سياق سعي الكويت الى حماية أراضيها من تهديد ايراني محتمل.
انظر للرابط أدناه:
http://alaan.cc/pagedetails.asp?nid=57165&cid=46
وحقيقة الأمر ان الكويت قد اظهرت اهتمام بالحصول على 209 من الجيل الجديد من صواريخ الباتريوت، وقد وافقت حكومة الرئيس الاميركي باراك أوباما على ذلك، فأرسلت موافقتها على هذا الطلب إلى الكونجرس، وتعد المذكرة التي تقدم بها البنتاجون إلى الكونجرس عبر وكالة التعاون في الأمن الدفاعي إلزامية بموجب القانون، لكنها لا تعني أن قرارا نهائيا اتخذ ببيع هذه الصواريخ، وأمام الكونجرس 30 يوما لكي يطلب اعادة النظر في الصفقة،
والصفقة لا زالت في مرحلتها الثانية، تليها موافقة الكونغرس ، ثم تأتي مرحلة التوريد التي لن تكون من مخازن الجيش الاميركي، كما هو الحال مع اسرائيل، بل تحتاج الى عمليات تصنيع في معامل شركة ريثيون 'Raytheon ' قد تستغرق 3 سنوات او اكثر .
لقد كانت الصيغة التحريضية للخبر مع تراكمات أخرى كافية لاستفزازنا والبحث في حقيقة الصفقة من خلال ما قدمته الوكالة الاميركية للتعاون في مجال الدفاع والامن مع حلفاء واشنطن والمسماة ' Defense Security Cooperation Agency ' وقد جاء النص الذي يهدف الى اقناع اعضاء الكونغرس وبلغته الاصلية التي نوردها للضرورة كالتالي :
'Kuwait needs these missiles to meet current and future threats of enemy air-to-ground weapons,' the notice said. It said' Kuwait would use the increased capability as a deterrent to regional threats and to strengthen its homeland defense.'
وهي كما نفهم في تسويغ الوكالة للصفقة تقول ' ان الكويت تحتاج الصواريخ لصد التهديدات المعادية من أسلحة جو/أرض الحالية والمستقبلية' . وتضيف ' ان الكويت سوف تستخدمها لرفع قدراتها لردع التهديدات الاقليمية،ولتقوية دفاعها المحلي .'ولا ذكر فيه لإيران مطلقا' .
تصفعنا وسائل الاعلام بعناوين مختلفة ولغايات ومقاصد متباينة ومن منطلقات متنوعة، لكن أمن الكويت لايحتمل الزج بنا في كل شاردة وواردة في قضايا الصراع الأميركي الايراني ، في زمن عدم توحد الموقف الخليجي من ذلك الصراع، وزمن عدم حزم الادارة الاميركية لأمرها في شأن المواجهة العسكرية، ويكفينا عبئاً ان القوة البحرية الكويتية تقود قوات الناتو وقوات دول مجلس التعاون البحرية خلال هذا الوقت العصيب الذي قرر فيه مجلس الأمن تفتيش السفن الايرانية، كما أن مما يؤرق المراقب أن كثير من المؤشرات تقول ان الكويت تسير في خط تصادم ' Collision Course' مع ايران ، فقد اظهر حادث تفجير ناقلة النفط اليابانية إم ستار M.Star'' ضعف الاحتياطات الأمنية الغربية في مياه الخليج العربي، كما أظهرت قضية الشبكة التجسسية، وقضية الطائرات المحلقة فوق الشعيبة رغم فبركتها، أن من يدفعنا للإصطدام مع ايران يسير بوتيرة منهجية طرفيها الكويت ودولة الامارات العربية المتحدة، وسيتبعها دول خليجية اخرى .
إن وقود رفضنا الغاضب للإنقياد للتحريض الاعلامي هو الرغبة في تجاوز أن نكون الطابور الوحيد المتخندق في حفرة حرب استنزاف مملة وطويلة وغير حاسمة، يخطط الغرب ان نخوضها بالوكالة عنه، كما أن نفس القناعة يوازيها ثقلاً ان رجال طهران ليسوا من جنس الملائكة، بل إن فيهم ميل كبير الى صنع مفجرات النزاع، وتحويل الخلافات من حجم الذرة الى حجم المجرة.
تعليقات