لأن الكتل السياسية لا تؤصل عملها السياسي في المجتمع من خلال التواجد في الحياة العامة.. ماضي الخميس يطالب بوجود الأحزاب لترسيخ مسيرتنا الديمقراطية

زاوية الكتاب

كتب 922 مشاهدات 0


«التكتل الشعبي»... ودوره الاجتماعي!


من مصلحتنا جميعاً أن يبقى «التكتل الشعبي» متماسكاً ولا يتفكك، وأن يصمد أعضاؤه أمام الرياح والخلافات والاختلافات، وأن تزداد تماسكاً من غير أن يموت مروجو الإشاعات بغيظهم، مثلما أن من مصلحتنا أن تستعيد «الحركة الدستورية» عافيتها وأن تشد من عودها وتعاود نشاطها بعد تلافي أخطاء الماضي، وأتمنى أن ينشط «المنبر الديموقراطي» وأن يدفع بوجوه جديدة وشابة في الساحة السياسية، كما أتمنى أن تصبح «كتلة الإصلاح والتنمية» فعالة ومنظمة ومتماسكة، وأتمني أن تنشط «كتلة الإصلاح والتنمية»، وأن يتحد السلف، ويقوى «حزب الأمة»، وينشط «التحالف الوطني الديموقراطي»، وأن تكون هناك تيارات وتكتلات وأحزاب ناشطة وفاعلة ولها دور في المجتمع الكويتي.
أذكر في بداية التسعينات كان هناك توجه لانشاء «التجمع الوطني الديموقراطي» وشاركنا في اجتماعات ولقاءات ومساهمات عديدة، وكانت فكرة التجمع تهدف إلى دعم الحياة السياسية في الكويت وتنشيطها، وترسيخ مفاهيم الديموقراطية وتعزيزها، وكان التجمع قائما بتشاطر مجموعة من الداعمين والمساندين والمؤمنين بالعمل الجماعي، وضرورة المشاركة الشعبية في الحياة الديموقراطية، وكان الدكتور يوسف الابراهيم أميناً عام للتجمع، والدكتور أحمد بشارة نائب الأمين العام، أو العكس لا أذكر، ونشط التجمع فترة... لكنه كحال بقية المشاريع النخبوية في الكويت تعطل وتفكك وانتهى، وقد يكون اندمج في بوتقة «التحالف الوطني الديموقراطي».
إن العمل السياسي في أي بلد يحتاج إلى كتل واحزاب وتيارات سياسية تحركة وتتداول المسؤولية فيه، وحيث ان ديموقراطيتنا ناقصة، ونفصلها على مقاسنا، وننتقي منها ما نشتهي، فلا بأس بأن نبقي على الحد الأدنى من الممارسة السياسية المتمثلة في وجود بعض التيارات والكتل التي تقوم بما كان من الممكن أن تقوم به الأحزاب، وتمارس السياسة بطريقة غير منظمة وليست واضحة، وكان من الأجدى أن نرسخ مسيرتنا الديموقراطية بوجود الأحزاب التي يمكن أن ينتمي لها كل مواطن علانية، وتعمل بوضح النهار بدلاً من البحث عن شعارات ومظلات للعمل تحت مظلتها.
نقول للنائب العزيز مسلم البراك لا تقلق وليظل «التكتل الشعبي» يمارس عمله الوطني بكل رحابة صدر، يأخذ مساحته من العمل السياسي ويفسح للآخرين بأخذ مساحاتهم، و«التكتل الشعبي» وأعضاؤه كما أي تجمع سياسي يعملون ويصيبون ويخطئون، نحاورهم ونتحاور معهم، نتفق ونختلف، ويظل الاحترام المتبادل سنة العمل السياسي... بلا تجريح أو تهميش.
إن «التكتل الشعبي» وغيره من الكتل السياسية لا تؤصل عملها السياسي في المجتمع من خلال التواجد في الحياة العامة ووضع منهج وخطة عمل وبرنامج واضح وأهداف كي يستطيع أن يحشد المؤيدين وينمو كتيار سياسي قوي، لكنهم يكتفون بالأفعال والمواقف داخل المجلس، وهو ما قد يفقد مثل هذه الأعمال بريقها بعد أعوام. ودمتم سالمين.
*
رحم الله الدكتور أحمد البغدادي وغفر الله له ولأهله الصبر والسلوان. فقد كان الدكتور، رغم حدة آرائه وأفكاره، حسن الخلق طيب المعشر كريم التجاوب مع الأفكار، وكان متقبلاً لاختلاف الآراء والأفكار، مساهماً بفاعلية في الحياة الفكرية في الكويت.
*
مبارك عليكم الشهر جميعاً، وكل عام وأنتم بخير... أعاده الله علينا وعلى الأمة الإسلامية باليمن والخير والبركات.


ماضي الخميس

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك