ضاري المطيري يتمنى من الله أن يجمع فيه قلوب أهل الكويت بجميع أطيافهم كما جمعها في خميس 2 أغسطس
زاوية الكتابكتب أغسطس 11, 2010, 6:14 ص 1184 مشاهدات 0
هل يجمعنا رمضان؟
م. ضاري المطيري
جاء الإسلام بتشريعات عديدة تعزز معاني وحدة المسلمين، وتؤكد على أهمية الاجتماع، بل ان أركان الإسلام الخمسة لو تأملناها سريعا، لوجدنا فيها صور الاجتماع واضحة وجلية، فصلاة الجماعة تفضل على صلاة الفرد بـ 27 ضعفا، وأعظم الصلوات هي صلاة يوم الجمعة، والصيام إنما يكون يوم يصوم جماعة المسلمين، والإفطار يوم يفطرون، وعرفة يوم تقوم جماعة الحجاج في صعيد عرفات، كل ما سبق إنما هو تقرير كتب الفقه الإسلامية.
وفي المقابل نهت الشريعة عن كل السبل المؤدية للفرقة والاختلاف، فحكمت الشريعة ببطلان صلاة المنفرد خلف الصف دون عذر، بل هدم النبي صلى الله عليه وسلم مسجد ضرار الذي بناه المنافقون بعد عودته من غزوة تبوك حين أوحي إليه أنه إنما بني بقصد شق صف المسلمين، وكذلك نهت الشريعة عن كل ما يمكن أن يكون مدعاة للفرقة والفتنة أو سببا لجلب سوء الظن، فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بتسوية صفوف الصلاة حتى لا ينعكس تخالف المصلين في الظاهر على الباطن فتختلف القلوب وتتنافر، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم «لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم»، ونهى أن يتناجى اثنان دون الثالث حتى يختلطوا بالناس، كي لا يحزن الثالث وتجرح مشاعره، أو يظن أنهما إنما يقعان في غيبته.
وها هو رمضان شهر القرآن والغفران على الأبواب، شهر انتصار المسلمين واجتماعهم، نسأل الله أن يبلغناه والمسلمين ونحن بصحة وعافية، ونتمنى من الله أن يجمع فيه قلوب أهل الكويت بجميع أطيافهم كما جمعها في خميس 2 أغسطس، وليس ذلك على الله بعزيز، ونقول لمن يتشدق بالوحدة الوطنية التي صيرها صكا بيده لا يمنحها إلا من يهواه، وعلى من اعتاد ضرب مخالفيه ووصمهم بالتكفيريين والتأزيميين وغيرها من الألفاظ النابية التي لا يعرفها أهل الكويت أن يرينا من نفسه ولو مرة واحدة امتثالا حقيقا لولاة الأمر في الكويت، وعدم مخالفتهم في إعلان دخول هذا الشهر الكريم الذي هو حق من حقوق ولي الأمر، خاصة أنه زعم قبل أسابيع أن الاحتفال بالمناسبات البدعية الكثيرة يعد رمزا للوطنية، ودعا إلى تسفيه رأي مخالفيه من السواد الأعظم في الكويت وطاعنا في ولائهم، فنقول له «هذا الميدان يا حميدان»، وهذا رمضان يا سمعان.
تعليقات