ميناء بوبيان ليس مجرد مشروع..بل مشروعا عصريا جديدا للكويت يدشن عصر مابعد النفط برأى فيصل الزامل الذى يشبهه بميناء دبي

زاوية الكتاب

كتب 554 مشاهدات 0





 ميناء بوبيان ليس مجرد مشروع.. إنه افتتاح عصر جديد للكويت
 
السبت 31 يوليو 2010 - الأنباء
 

ماذا يعني مشروع ميناء بوبيان بالنسبة للمواطن؟ لابد من وقفة مع واحد من أكبر المشاريع التي تحدث في تاريخ الكويت، لأنه يختلف عن الاستثمار في النفط المتوقع انتهاؤه بعد 60 –50 سنة، فهو الاستثمار في الموقع الاستراتيجي الذي نشأت بسببه الكويت، وربما كان هو السبب لاستمرارها بنفس الحيوية بعد عصر النفط، لهذا لا ينبغي ترك هذا الحدث في نطاق اهتمام المسؤولين والمختصين، بسبب حجم ما يستتبعه من أنشطة ومناطق سكنية وتجارية جديدة، بل وحياة كاملة خلال السنوات العشرين القادمة، هذه النقلة ستنعكس على حياة جميع الناس، ولابد من استشراف المستقبل، وتصوير الحدث ليتصوره المواطن العادي غير المتخصص، ومن ثم يتهيأ للاحتياجات التي ستستجد، في التخصصات الوظيفية وغيرها.

لقد كانت بداية نشأة مدينة دبي مثل نشأة مدينة الكويت، بسبب الموقع التجاري، وهو ما أدى الى انتظام نسق الحياة لمدينة دبي على إيقاع حركة النقل البحري، ثم الجوي، ومن بعده نشأت الخدمات اللوجستية في منطقة جبل علي وصولا الى استضافة المؤسسات المالية والتجارية العالمية، الأمر الذي جعل الصناعة النفطية بالنسبة لدبي شيئا ثانويا، بالطبع هناك دروس يجب استخلاصها من تجربة دبي، وهذا هو دور راسمي الاستراتيجيات والخطط.

لنتوقف قليلا عند حجم «ميناء بوبيان» أو «ميناء مبارك» كما هي المعلومات المنشورة عن التسمية المقترحة، فهو بالـ 60 رصيفا سيكون أكبر ميناء في منطقة الخليج، وتتكون المرحلة الأولى من 4 أرصفة تم توقيع عقد تنفيذها، ويتبعه توقيع عقد جسر جابر الأحمد - الصبية قبل نهاية العام بإذن الله، وبالنسبة لحركة التجارة بين دول المنطقة (ايران - العراق - تركيا - سورية - وسط آسيا) مع الخليج والهند وافريقيا فإن طريق الكويت سيمثل وفرا كبيرا في الوقت والمال، وليس سرا أن كلفة النقل هي العنصر الأساسي في تسعير البضائع، ومن ثم قدرتها على المنافسة في الأسواق، لهذا كان إلحاق هذين المشروعين العملاقين بمشروع خط سكك حديدية ومنطقة لاستقبال الحاويات خطوة كبيرة ترفع من كفاءة الموقع الجغرافي للكويت أضعافا مضاعفة.

وأعلن وكيل وزارة الأشغال السيد عبدالعزيز الكليب عن تخصيص معرض وديوانية للمواطنين الراغبين في التعرف على ميناء بوبيان الذي يبلغ عمقه 14.5 مترا ويتكون من اربعة أرصفة في المرحلة الأولى بطول 1600 متر وعمق 16 مترا عند الرصيف، وغيرها من المعلومات الإنشائية، ومن اللازم اضافة معلومات أخرى يجب أن تتولى توفيرها جهات أخرى مثل وزارة التخطيط، ووزارة التجارة حول أهمية الاستثمار في قطاع النقل البري والبحري، والخدمات الحديثة في قطاع الاتصالات التجارية.

باختصار، نحن نتحدث عن مرحلة «بدأت» للإعداد لما بعد عصر النفط، وبالقدر الذي نحقق به تقدما فإننا سنلفت أنظار شركاء استراتيجيين - دول ومؤسسات - سيجدون في نجاح هذا المشروع منفذا لهم الى العالم الجنوبي، كما فعلت ألمانيا في مطلع القرن الماضي، فمهما تطورت وسائل النقل البري والبحري تبق للجغرافيا حقائقها الثابتة على الأرض.

كلمة أخيرة:

ربما كان «البنك الإسلامي للتنمية» واحدا من أهم شركائنا في المرحلة المقبلة بالنظر الى تواجده في تمويل التبادل التجاري منذ عام 1976، وحيازته لمنظومة من المؤسسات المتكاملة لخدمة هذا القطاع (تأمين الصادرات - تمويل المستثمرين في هذا القطاع) اضافة الى قيادته لتجربة انشاء منطقة حدودية تجارية بين تركيا وسورية، التي تحولت من مكان ناءٍ الى منطقة تجارية نشطة، برعاية ودعم من حكومتي البلدين، وحسب علمي فالبنك بصدد ترتيب ندوة شاملة للتعريف بالدور الممكن تقديمه لدولة الكويت، لتعزيز مسيرتها الجديدة، والواعدة، بإذن الله.
 
 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك