وليد الغانم ينتقد محاولات تسويق الثقافة واللهجة الإيرانية في الكويت

زاوية الكتاب

كتب 2142 مشاهدات 0





القضية أكبر من مسلسل كويتي باللهجة الإيرانية..؟

كتب وليد عبدالله الغانم : 

 
1980 حينما اتخذنا مع الوالد ـــ رحمه الله ـــ مخيماً ربيعياً في منطقة «بنيدر» الجنوبية، وكنا كلما احتجنا الى شراء أغراض ذهبنا إلى سوق الزور، حيث كان يغيظنا ما نراه من تعامل بالعملات الخليجية ورفع أعلامها بل وتسمية المنطقة باسم آخر بخلاف «الزور»، كنا صغاراً، لكن في نفوسنا أن هذا اعتداء على الوطن وتمرد على الولاء للبلد، ومن نافلة القول ان هذه الأمور أصبحت من مخلفات الماضي، خصوصا بعد إنشاء مجلس التعاون الخليجي والوقفة الشريفة لأعضائه مع الكويت وحل خلافات الكويت في الحدود الجنوبية.
اليوم تلفت نظري محاولات تجري بين الفينة والأخرى لنشر الثقافة الإيرانية في الكويت، ولا أقصد بذلك الأنشطة الرسمية المقامة تحت رعاية الحكومة ولكن أقصد البرامج الأهلية التي يكون وراءها مواطنون كويتيون يحاولون نشر هذه الثقافة..
خذ على سبيل المثال ما تكرر في بعض المسلسلات والبرامج الكوميدية من إقحام لأسماء وكلمات غير عربية أو إدارة حوار سريع بلهجة إيرانية أو حتى تصوير مشاهد خارج الكويت في الجمهورية الإيرانية… أو أنظر إلى ما دأبت بعض المدارس على إقامته كحفلات تخرج وتخصيص فقرات للتراث الإيراني بصورة لافتة واخيرا مسلسل كويتي باللهجة الايرانية؟!
هل تذكرون ما قام به بعض المثقفين وأعضاء مجلس أمة قبل سنوات من إقامة ندوات ترويجية لابراز جوانب معينة في النشاط السياسي والاجتماعي لجمهورية إيران، ومن دون خوض في التفاصيل تأتي لقاءات السفارة الإيرانية - الفترة نفسها - مع ناشطين سياسيين في هذا السياق وبصورة حادّة، وهذه الايام قيام مجهولين برفع علم ايران في معسكر وقيام آخرين بتعليق لوحة الخليج الفارسي في الشويخ؟
هل يمكن مقارنة نشر الثقافة الإيرانية بانتشار الثقافة المصرية مثلاً؟! الثقافة المصرية كلهجة فهي عربية قلبا وقالبا، والثقافة المصرية انتشرت بواسطة عناصر مصرية %100 ومن خلال التفوق التاريخي والكمي المصري في الادب والفن والاعلام العربي، وهي انتشرت بواسطة عشرات الألوف من المدرسين والأطباء والمهندسين والصناعيين المصريين الذين أسسوا البنى التحتية في كل الدول العربية وفي دول الخليج تحديداً… وهذا الفرق بين «انتشار طوعي» و«نشر بالقوة»… لقد حاربنا وبقوة ازدواجية الجنسية، واما ازدواجية الولاء فهي انكى وامر.. وحتى نفوت الفرصة على العابثين بالماء العكر صبرا..

وليد عبدالله الغانم

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك