بعد مشاهدتها عرضا لمسرحية ' عمر الخيام ' دلع المفتي تقول لكل المتشددين 'موتو بغيظكم'
زاوية الكتابكتب يوليو 29, 2010, 4:29 م 1256 مشاهدات 0
ابتسامة خجلى
موتوا بغيظكم
كتب دلع المفتي :
موتوا بغيظكم، فبالرغم من تزمتكم وتشددكم، وبالرغم من تكفيركم لكل من خالفكم الرأي، وبالرغم من سيطرتكم على معظم مراكز صنع القرار في هذا الوطن الصغير، وبالرغم من محاربتكم للفن وكرهكم للإبداع، ومحاولاتكم كتم الأنفاس وكبت الحريات، مازال هناك أرواح كويتية شابة تسعى لتنفس هواء الحرية الذي منعتموه عنهم.
نسمة هواء باردة في هذا الصيف الطويل، هكذا كانت مسرحية عمر الخيام التي قدمها مركز «لوياك»، الذي كان ومازال يسعى لإيجاد فرص مميزة للشباب تكشف عن إبداعاتهم وتطور شخصياتهم في شتى المجالات. وعن قصة لأمين معلوف، وبمجهودات شخصية لطلبة كويتيين من الهواة، وبتمويل من شركة خاصة ارتأت أن تشجيع مواهب شابة يصب في النهاية في مصلحة هذا البلد الصغير، كان العمل رائعا، تأليفا، وإخراجا، وتمثيلا، وغناء ورقصا. وقد اجاد الطلبة أداء أدوارهم بشكل رائع، وأضافت الأزياء والموسيقى والرقصات التعبيرية جوا ساحرا للمسرحية جعلنا ننسى ان العمل كان لهواة من الطلاب.
عمر الخيام العالم والفلكي والفيلسوف وسيد الحكماء، أثار الكثير من الجدل منذ نبوغه وحتى يومنا هذا نتيجة لرؤيته الخاصة في ما يتعلق بعلاقة الإنسان بربه وبالكون والوجود. فقد كان الخيام محبا للحياة، داعيا للتفاؤل والتمتع بملذات الحياة، ما استكثره عليه الكثير من المتشددين الذين اتهموه بالزندقة والفجور رغم تدينه وحكمته. وقد سلطت المسرحية، من خلال شخصية الخيام، الضوء على الصراع القائم بين العلماء ورجال الدين المتشددين، وحمل النص إسقاطات مهمة على ما يحدث في مجتمعاتنا الحالية حيث يعلو صوت التشدد ويختفي صوت الاعتدال، ليبدو أن الأعلى صوتا هو الأكثر حماية للدين وتعاليمه. هذا ما يحسب لمن انتقى شخصية وقصة المسرحية، فتشدد رجال الدين وامتطاء الدين للتكسب هما سمة عصرنا الحالي، وما نراه من صراعات سياسية دينية ومن تشدد وتكفير وترهيب ما هو إلا نسخة عما كان يحصل منذ قرون بعيدة، فالشؤون والشجون هي نفسها وإن تباعدت الأزمنة، والتاريخ يعيد نفسه لكن من دون أن نتعلم منه أي درس.
«برافو لوياك»، سمعتها تخرج من فمي دون وعي عند انتهاء المسرحية، وأعيدها هنا، برافو لوياك، لأنكم أثبتم أن هذا الشعب مازال يحب الحياة ويرنو لان يتنفس «الحرية» رغم انف المعارضين. ولفارعة السقاف العضو المنتدب لمركز لوياك ومعدة القصة، قبلة على خدك. ولفريق العمل من إداريين ومخرجين وممثلين ومصممي ديكور وإضاءة وصوت، نشد على أياديكم، فلقد أثلجتم صدورنا. ولكل المعارضين والمتشددين والتكفيريين اقرأوا معنا هذه الرباعية من قصائد الخيام:
ان كنت تفقه يا هذا الفقيه
فلمَ تلحو فلاسفة دانوا بأفكار
هم يبحثون عن الباري وصنعته
وأنت تبحث عن حيض وأقذار.
دلع المفتي
تعليقات