د.شملان العيسى يدعو إلى مساعدة وحماية واحترام خصوصية الجنوس والمثليين في الخليج بعيدا عن الأحكام المسبقة
زاوية الكتابكتب يوليو 26, 2010, 11:58 م 1846 مشاهدات 0
ملتقطات
إشكالية الجنس
كتب د.شملان يوسف العيسى
تتعرض وسائل الاعلام في الولايات المتحدة وبشكل يومي لكل المشاكل المتعددة التي يتعرض لها المثليون GAY والجنوس Lesbian في امريكا، رغم حقيقة ان الولايات المتحدة دولة ليبرالية حرة الا ان الشعب الامريكي بشكل عام شعب محافظ مقارنة بغيره من الشعوب.
تاريخيا الرئيس الامريكي جيفرسون وهو من القادة المؤسسين لامريكا قد اقترح قانونا في عام 1779 يدعو الى اخصاء Castration كل رجل يمارس الجنس مع رجل آخر او ا لرجال الذين يتشبهون بالنساء.
الآن وبعد مرور اكثر من 224 عاما على مقترح جيفرسون حكمت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بعدم تجريم ممارسة الجنس من نفس النوع وهذا الحكم لا يعني انتهاء التفرقة ضد الشذوذ الجنسي.
فتاريخ الولايات المتحدة مليء بالصراع بين انصار الحرية المطلقة بما فيها الجنس والمحافظين من الشعب الامريكي تقودهم الكنيسة. ففي عام 1969 شنت شرطة مدينة نيويورك حملة ضد المثليين انتهت باعتقال اكثر من 2000 رجل وامرأة.. وكانت هذه البداية في انطلاق انصار الشذوذ الجنسي بدون توقف وفي عام 1973 خرجت جمعية علماء النفس الامريكية بدراسة تؤكد فيها ان الخوف والكراهية اللاعقلانية ضد المثليين لا مبرر له وان الجمعية ترى ان المشكلة اجتماعية تتطلب التفهم والدراية.
وفي عام 1980 تبنى الحزب الديموقراطي الامريكي في مؤتمر العام قضية الشاذين جنسيا ورفض المؤتمر كل انواع التفرقة بما فيها التفرقة الجنسية وفي عام 1998 وقع الرئيس الديموقراطي كلينتون قانوناً يمنع التفرقة ضد المثليين الراغبين في العمل في المؤسسات الحكومية الفدرالية.. ما يهمنا هنا ان بعض الولايات الامريكية تمنع زواج الشاذين جنسيا بينما بعضها الاخر يوافق عليه لكن لم تعد التفرقة والمطاردة ومصادرة الحقوق المدنية والقانونية ضدهم موجودة الا في نطاق ضيق.
السؤال هنا هل يعاني الوطن العربي من انتشار هذه الظاهرة؟ ام نحن بعيدون عنها؟
يخطئ من يظن ان المجتمع العربي لا يعاني من نفس هذه الظاهرة الجنسية فموقع جمعية المثليين العرب في الانترنت يؤكد وجود المشكلة ولديهم اربع فروع احدها في نيويورك والاخر في لوس انجلس والثالث في لبنان والرابع في مصر كما توجد جمعية للمثليين المغاربة اسست في عام 2004.
ماذا عن دول الخليج العربية هل المشكلة منتشرة لدينا؟ من تجربتي المتواضعة في التدريس بجامعة الكويت استطيع ان اقول ان المشكلة موجودة ولدينا طلاب وطالبات متفوقون وملتزمون بدروسهم لكنهم لا يخفون رغباتهم الجنسية ومن متابعتي للقصص والروايات التي تصدر في السعودية من كتاب وكاتبات سعوديات يتحدثون باسهاب في رواياتهم عن المعاناة الجنسية التي يتعرض لها المثليون او الجنوس في بلدهم.. وفي دولة الامارات نشرت الصحف اخبار القبض على العديد منهم ولا تختلف دول الخليج الاخرى عن الدول العربية والخليجية ماذا يريد المثليون العرب؟ وكيف يمكن لها كمجتمع التعامل مع هذه الظاهرة الجديدة؟ كل ما يطالب به المثليون العرب هو اعادة الاعتبار للانسان ككائن واع وحر ومسؤول في تدبير ما يتعلق بذاته فالانسان مسؤول عن تصرفاته وسلوكياته ما دام هذا الانسان لا يخترق القانون ولا يؤذي احدا هم يطالبون بعدم التمييز ضدهم كمواطنين فقط لان ميولهم الجنسية مختلفة فهم يطمحون لتصحيح المفاهيم الخاطئة عنهم وتوفير حيز من الحرية للحوار حول مشاكلهم.
من المفترض ان تناقش القضية بعيدا عن الاحكام المسبقة وتصنيف قطاع لا بأس به من شبابنا وشاباتنا بالشواذ وانهم يمثلون خطرا على المجتمع والدولة ويحاول الجميع عزلهم ومحاربتهم.
قضية المثليين هي ظاهرة اجتماعية معقدة تحتاج الى دراسات اجتماعية ونفسية خصوصا وان البعض منهم يولد ولديه هذه الميول.. لذلك علينا مساعدتهم وحمايتهم واحترام خصوصيتهم وانسانيتهم.
د.شملان يوسف العيسى
تعليقات