لأنه لم يتم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب فيها، مبارك الهاجري يأسف لأن مؤسسة ضخمة مثل التأمينات مهددة بالإفلاس بعد 10 سنوات

زاوية الكتاب

كتب 800 مشاهدات 0




مبارك محمد الهاجري / أوراق وحروف / إفلاس... التأمينات!

 
كشف المحلل الاقتصادي المعروف حجاج بوخضور، في إحدى الندوات قبل أسبوع، عن أن المؤسسة العامة للتأمينات ستواجه عجزاً اكتوارياً يصل إلى 11 مليار دينار العام المقبل، وهو ما سيؤدي حسب قوله إلى إفلاس التأمينات بعد عشرة أعوام، أي في العام 2020!
مؤسسة مهمة جداً، ومعنية بأرزاق مئات الآلاف من المواطنين، الموظفين منهم والمتقاعدين، على وشك الانهيار، دون أن يقوم
وزير المالية بدوره، والإيفاء بقسمه لحماية مقدرات الدولة.
مؤسسة بهذه الضخامة والحيوية، لم يطبق فيها مبدأ الثواب والعقاب، بل تُركت تفعل ما يحلو لها دون تبصر بالعواقب، والآثار القاتلة التي كبدت الأموال العامة خسارة المليارات من الدنانير، وهو ما نجم عنه ما يسمى بالعجز الاكتواري، والذي يتحمل مسؤوليته القائمون على هذه المؤسسة، ولو كان وزير المالية في اليابان أو إحدى الدول الأوروبية لكان مصيره مغادرة الوزارة بعد المحاسبة المغلظة، وهو ما لم ولن يحدث هنا لوجود غالبية ستتمكن الحكومة من توجيهها حسب رغباتها ومزاجيتها، دون أي اعتبار للمال العام الذي ذهب ضحية سياسة «هذا ولدنا» الشهيرة، والتي تسببت بالكثير من المآسي، والبلاوي، على حاضر ومستقبل الكويت!
*
لا يلام المرء إذا أفلس من مجلس الأمة الحالي، لوجود غالبية بصامة، دورها مقتصر على رفع الأيادي حسب البوصلة الحكومية، ومعارضتهم للرغبات الشعبية على طول الخط، فلابد من رفع الأيدي طمعاً بالعز والرخاء، مصالحهم ماشية عال العال، ومواطنوهم يئنون من سوء الحال، وتقلب الزمان، خُدعوا وليست الأولى، ولكن، هذه المرة أشد عليهم من وطأة السيف، كيف لمن وصل بأصواتهم يقلب لهم ظهر المجن جهاراً نهاراً، يعين عليهم، ولا يعينهم، ولو رجعتم إلى الحقيقة لوجدتم أنكم صنعتم مأساتكم بأيديكم، وأوصلتم الإمعة والانبطاحي!
*
وزارة الداخلية تعاني من أهرامات مقلوبة، ورغم الوفرة المالية ووجود الأجواء المهيئة لتعديل هذه الأهرامات، إلا أن تفكير البعض من مسؤوليها ما زال عصياً على التعديل والتجديد معاً، معتقداً أن الوزارة أسيرة آرائه الفذة، وآراء بقية المسؤولين صفر على الشمال!
وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد مطالب اليوم بإبعاد الحرس القديم في شتى إدارات الوزارة، وإفساح المجال للدماء الشابة لتحل مكانها، فلا يُعقل أن يمضي أحدهم في كرسيه أعواماً طويلة دون أن يتزحزح عن مكانه بينما غيره ينتظر، وكأنه لا يوجد في البلد أحد سواه!
التجديد والتطوير سنة الحياة، ومن لم يعجبه ذلك فعليه أن يلتزم بيته خير له وللأمة، بدلاً من تشبثه بالكرسي، وليأخذ العبرة من الحكمة الشهيرة، لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك!


مبارك محمد الهاجري

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك