قيس العزاوي ينفي لماضي الخميس من خلال ثرثرة على النيل أن تكون قد صدرت عنه تصريحات 'جارحة' بحق الكويت

زاوية الكتاب

كتب 1260 مشاهدات 0


 

ماضي الخميس / ثرثرة على النيل... مع قيس العزاوي!
 
 
 ماضي الخميس 
 
 
لم يغز العشرون مليون عراقي الكويت، هناك من العراقيين من عانى وتضرر من صدام وأعوانه وحزبه أكثر من الكويتيين مئة مرة، هناك من العراقيين من دفع حياته ثمناً لاعتراضه على أفعال وأعمال صدام حسين سواء بحق العراق والعراقيين، أو بغزوه للكويت. لذلك لا يمكن أبداً أن نقول إن كل العراقيين سواء، ولا يمكن أن نأخذ البعض بجرائم البعض الآخر، ويجب أن نفكر بعقل وذكاء كي لا نقع في دائرة الخطأ التي نصبها البعض لنا لنقع فيها، ونظل في دائرة التوتر الدائم مع جيراننا الأبديين، الذين لا نملك ولا يملكون سوى ضرورة التعايش السلمي إذا كنا نرغب ويرغبون بمستقبل آمن ومستقر، ولا أظننا ولا هم يرغبون أن تتكرر سيناريوات الماضي البغيضة على الطرفين... التي لم نجن أو يجنوا منها سوى الفرقة والدمار والخراب. لذلك لابد على الطرفين أن تكون هناك مبادرات إيجابية بينهم للبدء بشكل حقيقي وصادق مرحلة جديدة من السلام والوئام والاستقرار لا تؤثر بها الشائعات أو تهزها الأمواج المصطنعة، يجب أن نبني كياناً سليماً لتلك العلاقة التي من مصلحتنا ومصلحتهم أن تدوم وتستقر وتستمر.
*
في الأسبوعين الماضيين وقعنا في مصيدة نصبها لنا بعض المخططين الذين يسعون بين حين وآخر لزيادة حدة التوتر بيننا وبين العراق، الذين لا يهدأ لهم جفن حتى تشتعل النيران بيننا، ويصيبهم القلق والقهر إذا ما مرت فترة من الاستقرار والتفاهم بين البلدين والشعبين الذين من المفترض أن يعملوا بشكل أفضل من أجل تبادل حسن النوايا، وضمان الاستقرار، وتلافي أخطاء الماضي كافة. وما حدث أن أخباراً نشرت وتصريحات نسبت إلى ممثل العراق في جامعة الدول العربية الدكتور قيس العزاوي بها تهكم وهجوم على الكويت، هذه التصريحات أشعلت نار الفتنة مجدداً في الجانبين قبل أن نتأكد من حقيقتها، ولأنني أعرف الدكتور قيس العزاوي من قبل أن يكون سفيراً للعراق، وهو المنصب الذي لم يمر على تسلمه سوى شهرين، فقد سعيت للاتصال به ولقائه في القاهرة لاستيضاح الأمر... الذي استغربت جداً أن يصدر منه.
كان الدكتور عزاوي قبل أن يتولى منصب ممثل العراق في جامعة الدول العربية يعمل في إطار مشروع لدعم أساتذة الجامعات العراقية المدعوم من قبل الشيخة موزة المسند حرم أمير قطر، وكان قبلها نائباً لرئيس «منظمة صحافيين بلا حدود» لشؤون الشرق الأوسط، وهي المنظمة الدولية المحترمة التي تعمل في إطار دعم الحرية الصحافية والحفاظ على حقوق الصحافيين حول العالم، وكانت للعزاوي مشاركات كثيرة في مجال حقوق الإنسان وحماية الصحافيين في العالم العربي، وقد زار الكويت مرات عدة وشارك في أكثر من مناسبة ومؤتمر، ويرتبط بعلاقات كبيرة مع الكثير من الشخصيات الكويتية في مجالات الفكر والثقافة.
روي لي العزاوي أن التصريح المنسوب له نشر في أحد المواقع الإلكترونية الذي يسمي نفسه «وكالة الأنباء العراقية» ويظن البعض أنها وكالة عراقية رسمية والحقيقة أنه ومنذ الاطاحة بنظام صدام حسين تم تغيير اسم الوكالة إلى «شبكة الإعلام الوطني»، أما تلك الوكالة المزعومة فوراءها بعض الصحافيين «البعثيين» الذين يسعون إلى زعزعة العلاقة بين الكويت والعراق.
ويضيف العزاوي أنني نفيت أن أكون قد قلت ذلك الكلام الذي نسب لي بوسائل عدة رسمية وإعلامية، وأنني بحكم منصبي الجديد الذي من أولى أولوياته أن أرمم علاقات العراق مع الدول العربية لا يعقل أن أبدأها بتصريحات جارحة للكويت التي أكن لها كل احترام وتقدير، ورغم من تكذيبي لتلك التصريحات التي نسبت لي إلا أن بعض السادة أعضاء مجلس الأمة الكويتي، وبعض وسائل الإعلام اهتمت بالتصريح الكاذب، وتجاهلت كلامي الحقيقي الذي ينسف كل ما جاء بتلك التصريحات المزورة.
قلت للعزاوي أنت تعلم أن موضوع العراق حساس للغاية بالنسبة لنا في الكويت، ومثل هذه التصريحات التي نسبت لك تصيب البعض بعدم التركيز فتأخذهم العصبية والحماس، وبالتأكيد لا يوجد هناك من يريد الإساءة لك أو لأي من اخوتنا العراقيين الشرفاء الذين نحترمهم ونقدرهم، ولنا مع الكثير منهم علاقات طيبة وراسخة.
*
بعد هذا اللقاء مع الدكتور قيس العزاوي ممثل العراق في جامعة الدول العربية، والذي أزال الكثير من اللغط والهواجس، أتمنى أن تكون هناك مبادرات من الجانبين الكويتي والعراقي لايجاد آلية سليمة يتم من خلالها تلافي الكثير من الحزازيات التي قد تعترض هذه العلاقة مستقبلا وتؤثر عليها.
*
لا أدري من الذي كتب للسفيرة الأميركية ذلك الرد المضحك الذي نشرته في جريدة «الراي» يوم الأربعاء الماضي، وهو رد يدينها أكثر مما ينفعها، وستكون لنا وقفة معه في مقال يوم الاثنين المقبل. ودمتم سالمين.


ماضي الخميس

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك