سواء كان تجاه إيران أو العراق.. مزدوجو الولاء أشد من مزدوجي الجنسية برأى مرزوق الحربي
زاوية الكتابكتب يوليو 16, 2010, 11:55 م 1462 مشاهدات 0
مزدوجو الولاء أشد من مزدوجي الجنسية
كتب مرزوق فليج الحربي
لم أكن أتوقع ردة الفعل الغاضبة من البعض بسبب مقالتي السابقة والتي حملت عنوان (عفوا ايران اننا نخاف منك) مع اني حرصت ان ابين الموقف الايراني الرسمي تجاه دول الخليج سواء من الحكومة الايرانية او من بعض اعضاء البرلمان الايراني وحرصت ان انقل التصريحات الايرانية الرسمية والمنشورة في وسائل الاعلام المختلفة والتي تضمنت تهديدات مباشرة احيانا ومبطنة احيانا اخرى لضرب دول الخليج ومع هذا جاءتني ردود تقول ان التهديدات الايرانية هذه اشاعات تطلقها امريكا لتشويه سمعة ايران وهناك من يقول ان ايران دولة صديقة ولم نر منها الا كل خير وهناك من يحول القضية الى قضية طائفية وان سبب الهجوم على ايران هو الخلاف السني الشيعي مع ان القضية قضية دول وليست طائفة دون غيرها ورابع يحاول ان يخلط الاوراق باننا يجب ان نتكلم عن الارهاب وعن القاعدة لانهم الخطر الحقيقي على دول الخليج وليست ايران.
قضية مزدوجي الجنسية احدى القضايا التي اشغلت الناس بالفترة الماضية ومازالت مستمرة مع انها قضية قديمة ومشرع لها قوانين الا ان اثارتها اخذت ابعادا انتخابية وقبلية وفئوية وتم الطعن في ولاء كل مزدوج مع ان المسألة قديمة وكثير من الناس ممن يحملون اكثر من جنسية يستخدمونها للتنفع المادي او للاستفادة من حقوق المواطنة في اكثر من بلد فيقدم طلب اسكان بالكويت وطلبا آخر في بلد يحمل جنسيته ويكون متقاعدا هنا ويأخذ راتبا وفي بلد آخر يكون موظفا براتب آخر او انه يستفيد من حق المواطنة بالدول الاجنبية التي تعطي مواطنيها حقوقاً اكثر من الدول العربية وهكذا، وهذا خطأ كبير نتمنى على الدولة معالجته بالتعاون مع جميع دول الجوار والدول الاجنبية التي تعطي حق المواطن بقوة الاقليم.
ولكن اصعب واشد من مزدوجي الجنسية هم مزدوجو الولاء والمقصود بمزدوجي الولاء ان تولد في بلد وتعيش فيه كل حياتك وتنتمي لارضه وتتعلم في مدارسه وتعاشر ابناءه وتبني صداقاتك وعلاقاتك الاجتماعية فيه وتكون حياتك وتتزوج فيه ويكون هو عمقك وانتماؤك واصلك ولكن قلبك معلق ببلد آخر ولو تعارضت مصلحة البلدين لربما قدمت البلد الذي يواليه قلبك على بلدك الاصلي المنتمي له.
وربما يكون المشهد الذي رأيته في الردود على مقالتنا الاخيرة صورة من صور مزدوجي الولاء وهناك صور كثيرة وللاسف ولا يقف الامر عند ايران بل يتعداه الى العراق كذلك والعراق قضية ذات ابعاد مختلفة عن ايران فالعراق لم يهددنا بل احلتنا لمدة 7 اشهر وضع بين قوسي الاحتلال استشهاد ابناء وبنات الكويت واسرهم والتلوث البيئي بسبب احراق آبار النفط والخسائر المالية التي بلغت مليارات الدولارات وغيرها كثير ومع هذا وبعد تصريحات احد المسؤولين العراقيين عن عدم اعترافه بالقرارات الاممية المتعلقة بالحدود الكويتية العراقية رأينا من يتعامل مع الموضوع بالتبرير للمسؤول العراقي احيانا وبالتماس العذر احيانا اخرى واغرب هذه التصريحات تصريح النائبة معصومة المبارك التي تسرعت في اطلاقه فقد نفت تصريح المسؤول العراقي بعد مقابلتها السفير العراقي ولا اعلم ما الصفة الرسمية التي تحملها الدكتورة معصومة حتى تنفي تصريح مسؤول عراقي واذااستثنينا تصريحات المسؤولين الحكوميين العراقيين والكويتيين الدبلوماسية والتي تنظر للموضوع من باب التهدئة هناك تصريحات من ناس غير مسؤولين تنادي بأن العراق دولة شقيقة وصديقة وان دولة صدام انتهت وغيرها من التصريحات التي ركزت على مدح الجانب العراقي وتناست التصاريح المكررة عن قضية الحدود وتناست مواقف العديد من المسؤولين العراقيين التي حملت في طياتها عدم اقتناعهم بالحدود وعدم اقتناعهم بالكثير من القرارات الاممية التي كانت من مصلحة الكويت كتعويضات الغزو العراقي الغاشم وغيرها.
نتمنى ان نعيد حساباتنا مع وطننا وان نصفي نوايانا وان نخلص في ولائنا… فالامر لا يتحمل اختلاف وجهات النظر، هي وجهة نظر واحدة لا غيرها (الكويت اولا واخيرا) اما ان تؤمن بها أو تبحث عن وطن آخر.
مرزوق فليج الحربي
تعليقات