د.إبراهيم الرشدان هو ابن النفيس الكويتي برأي د.ناصر بهبهاني، ويدعو لاستكمال مشروعه الوطني وألا تتم مصادرته من قبل النواب أو البيروقراطية
زاوية الكتابكتب يوليو 12, 2010, 11:43 م 1971 مشاهدات 0
ابن النفيس الكويتي
الثلاثاء 13 يوليو 2010 - الأنباء
في ردهات المستشفيات والمراكز الصحية العربية بشكل عام ثمة عقول تفكر بصمت وتتحرك
بهدوء وتبدع دون ضجيج.
ولكن غالبا ما تصطدم هــــــذه العقول بعقبــــــات بيروقراطية وقوانين تحتاج الــــــى تحديث،
ولــــوائح طويلة من المحسوبيات والواسطات، التــــي تدفع هذه العقول نحو طريق واحد هو طريق
المطار.
لذلك يكسب الغرب منا سنويا ثروات هائلة على شكل عقول مهاجرة، في الوقت الذي يمكن لهذه
الأدمغة أن تشكل مصدر دخل قومي كبير لبلدانها. وقد أدركت بعض الدول هذه المعادلة، فهي
تحقق اليوم موردا طبيا عن طريق الزائرين لها للعلاج، وهناك تجربة عربية ربما تكون ناجحة اليوم
في الأردن ولبنان لهذا الغرض.
في السنوات العشر الأخيرة، شهدت الكويت حراكا صحيا وطبيا عالي المستوى، وذلك على صعيد
الأطباء الذين أثبتوا كفاءة عالية، وتخرجوا في اكبر جامعات العالم بتفوق، وعلى قدر إعجابنا
بالإنجاز الطبي الذي حققه استشاري قسطرة القلب ورئيس وحدة القسطرة في المستشفى الصدري
د.إبراهيم الرشدان والذي سجل انجازا عالميا بابتكار طريقة جديدة لعلاج تفرع شرايين القلب
خصوصا شرايين الجذع الرئيسي عن طريق القسطرة، نقول بقدر هذا الاعجاب، الا ان الأمر كان
متوقعا بأن يظهر «الطبيب الفلتة»، لأن من تابع أداء بعض الأطباء الكويتيين في الآونة الأخيرة،
يعرف بفراسة قلبه أن الأمر سيكون على هذا النحو المشرف، خصوصا ان العملية الجراحية التي
أجراها د.الرشدان، والتي تسمى «سي ام تي» نقلت مباشرة وللمرة الاولى في الشرق الاوسط
من مختبر القسطرة في المستشفى الصدري عبر الاقمار الاصطناعية الى مدينة بالتيمور في ولاية
ماريلاند الأميركية، حيث تعقد خلالها جمعية قسطرة القلب الاميركية أنشطة مؤتمرها الدوري
والعالمي والخاص بحالات القلب المعقدة والذي يحضره أطباء عالميون.
هذا الحدث، يذكرنا بعصر النهضة العربي، والاطباء وعلماء الفلك والرياضيات، الذين كانوا بمثابة
مؤسسات متطورة، والأقرب على مثالنا هنا ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وما قام
به الغرب من نقل لهذه العلوم اليه والاستفادة منها وتطويرها.
في خزينتنا اليوم ليس عائدات نفط فقط، بل عائدات عقول بشرية على مختلف الأصعدة الإدارية
والفنية والعلمية والقانونية والأدبية، ولكن المشكلة تكمن في ايجاد آلية لتوظيف هذه العقول في
عملية البناء التنموي.
ان حالة د.ابراهيم الرشدان، بقدر ما تفرحنا فإنها تضعنا أمام امتحان صعب جدا، فهل نثبت هذه
المرة وعينا الصحي، ونوفر كل إمكانيات البحث العلمي له لاستكمال مشروعه الوطني قبل أن
يكون مشروعه الشخصي؟ ام نثبت علينا تهمة اللامبالاة، والأهم من هذا وذاك هو ان ينأى مشروع
د.الرشدان عن ردهات العمل السياسي، وألا تتم مصادرته من قبل نواب مجلس الامة أو زجه في
أروقة البيروقراطية، واللجان، لأننا باختصار شديد.. نحتاجه.
تعليقات