عمار يا كويت، الأحرار بالسجون واللصوص بالبنوك

زاوية الكتاب

الدعيج يعتبر سؤال السعدون هو السؤال التاريخي الأول

كتب 3480 مشاهدات 0


اعتبر الكاتب عبداللطيف الدعيج سؤال السعدون الذي انفردت بنشره ونشر الإجابة عليه حول من له علاقة تجارية مباشرة أو غير مباشرة من أعضاء المجلس الأعلى للبترول، بأنه السؤال التاريخي الأول، (أنظر الرابط:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=55457&cid=30

ما كتب الدعيج هو و'مقال اليوم'، والتعليق لكم:

 

هذا والدستور بالجيب!

النائب احمد السعدون وجه سؤالا اعتقد ان الاجابة عنه حولته الى السؤال التاريخي الاول في الحياة السياسية الكويتية. السيد السعدون سأل عما اذا كانت لدى السادة اعضاء مجلس البترول الاعلى علاقة تجارية بمناقصات المجلس وعقوده. بصراحة انا قرأت السؤال واعتقدت انه ساذج او سؤال تأزيمي حسب الاتهامات الحكومية للسيد السعدون بالذات، ليس لاعتقادي بان اعضاء المجلس الاعلى للبترول - او اعضاء اي لجان او مجالس حكومية بشكل عام – هم اعضاء حياديون ويملكون من النزاهة والمصداقية ما يبعدهم عن شبهات التنفع وايحاءاته من مواقعهم الرسمية، بل اعتبرت السؤال ساذجا وغير ذي اهمية لاني اعلم ان اغلب مسؤولينا لديهم شركات باسماء وهمية او مغلفة بملكية لقريب او صديق. يعني كلهم «بواوقة» غصب طيب.
المفاجأة ان اعضاء المجلس الاعلى للبترول طلعوا راهين في التنفع والتربح من وراء مناصبهم التشريفية. فستة من اصل تسعة منهم لديهم، حسب جواب السيد وزير النفط على سؤال النائب، لديهم ارتباطات تجارية مباشرة مع الشركات والمؤسسات البترولية التي يشرف عليها مجلسهم المعين!! اشكره، وعلانية وبلا محاولة للتغطية او التمويه. طبعا قد يكون السادة المشار اليهم اكثر امانة وعدلا من السموأل واكثر حيادية من نهرو وتيتو، ولكن يبقى الظاهر هو الدليل وهو الحكم. والظاهر ان السادة «ماخذينها» مقاولة، حيث تعددت عقود اغلبهم مع الشركات البترولية مما يعني انهم يحظون بافضلية على بقية المتنافسين او انهم بالاحرى يفرضون هذه الافضلية بحكم مناصبهم.
الدستور حرم على الوزير الجمع بين التجارة والوزارة. والسبب الذي اعلن في مناقشات المجلس التأسيسي هو الخوف من استغلال منصبه لمصلحة تجارته. السادة اعضاء المجلس الاعلى للبترول والحكومة التي عينتهم كان من المفروض ان يتحلوا بـ «الادب» الدستوري ويقصون الحق من انفسهم، فاما ان يتركوا التجارة او يتركوا مناصبهم... لكن احنا في الكويت والناس كلها بربيع. لا احد يسائل ولا احد يراقب ومن يتجرأ ويحذر او ينبه الى الاخطاء ترفع عليه القضايا وتتم مضايقته... وحضرة الرئيس مسافر يشم هوى في ديار لم يزرها من قبل. وعمار يا كويت... الاحرار في السجون والحرامية بالبنوك.

الآ--القبس-مقال اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك