‬عبدالأمير التركي يؤكد أن لا سجناء رأي‮ ‬عندنا،‮ ‬ولا‮ ‬يحزنون، فلا مبرر لتشويه صورة وطننا خارج حدودنا
زاوية الكتابكتب يوليو 7, 2010, 12:31 ص 681 مشاهدات 0
هكذا كانت الكويت وستبقى
Wednesday, 07 July 2010
عبدالأمير التركي
بداية، نقول وبملء الفم: لن نحيد عن موقفنا الثابت مع سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء، مهما علت أصوات المرابين السياسيين، كوننا مؤمنين بكفاءة هذا الرجل، وبانسانيته النادرة، وبوطنيته الصادقة، وبحنكته السياسية، وقدرته على تحمل أعباء ثقل مسؤولية الولاية التي شرفه بها صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه.. ولسنا بصدد الدفاع عن سمو الرئىس لأسباب كثيرة، أولها أنه وبثقافته الواسعة أقدر منا على ذلك الدفاع اذا أراد ومتى ما أراد.. وثانيها ان دفاعنا عنه ليس تأميناً بأنه لا يخطئ لأن ذلك مستحيل مع كل من يعمل والذين لا يخطئون هم فقط الذين لا يعملون.
هناك من ذهب بدافع الحقد والحسد، إلى الكونغرس الأميركي مدعياً أن سجون الكويت أصبحت تعج بسجناء الرأي، والمناضلين الأحرار، وهذا الأمر يستوجب منهم التدخل السريع، وممارسة الضغط على الدولة الكويتية من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه.. واذا كان هذا النفر »المهووس« يعتقد ان الكويت قد ضعفت في اتخاذ قرارها السياسي الحر فهو مخطئ، فالكويت وهي في أحلك أيام الغزو السوداء لم تقدم أي تنازل ولم تركع لكائن من كان، بل كانت مشدودة العود، شامخة الرأس، تتحرك بارادة قوية وبكرامة صارخة، تتدفق في شرايينها ثورة هادرة، وقد هزت العالم بصلابتها وتمسكها بالوطن واخلاصها لكل ذرة من ترابه، واذا كان هذا النفر المعجون بكذب الادعاء، يعتقد ان التزام الصمت تجاه ما يحدث والتأني في اتخاذ القرار لدى قيادتنا ناتج عن خوف أو ضعف أو في انتظار الأوامر أو ما سيملى عليها فهو واهم، وليفهم هذا النفر ان الدول الكبرى تعلم علم اليقين ان الكويت تؤمن بسيادتها وبأحقيتها في اتخاذ قرارها وترفض بكل الاباء والعزة ان يفرض عليها ما يتعارض مع مصلحتها، فلهذا اتجهت تلك الدول الكبرى إلى بعض الدول التي تقل حجماً ومكانة عن الكويت، كي تملي عليها ما تريد، وان قيادتنا الحكيمة تعي ألاعيب السياسة ولهذا فإنها تحرص أشد الحرص على سلامة الوطن واتخاذ جميع الاحتياطات التي تكفل سلامته وسلامة أهله، وان ما ذكرناه بالأمس وما طالبنا به، من سرعة التحرك، كان بدافع الحرص على عدم تشويه صورة وطننا خارج حدودنا، فلا سجناء رأي عندنا، ولا يحزنون، وحرصنا الشديد أيضاً على سلامة الوطن ومستقبل الأجيال القادمة، كما أنه بدافع الاقتناع بان فترة الصمت والمراقبة والتأمل قد استوفت وقتها، وان سرعة تلاحق الأحداث المفتعلة في هذه المرحلة التي تعصف حولنا وحوالينا، وأن كل التصريحات والبيانات التحريضية التي يطلقها »المناضلون ما غيرهم«، في هذه المرحلة الموبوءة من تاريخنا، بدأت تبدد الصمت الذي يلف قيادتنا ويحتم عليها التحرك بكل ثقل، وان تحدد موقفها وان تضع النقاط على الحروف كي يفهم البعض ان القيادة لم تزل بعافيتها وبقدرتها على اتخاذ أي قرار يحمي دولتنا ويعزز أمنها واستقرارها، فالكويت هي الكويت بمبادئها وديمقراطيتها، وبمشاركتها الشعبية في اتخاذ القرار، وبايمانها بصلابة عزيمة رجالها المخلصين وقادتها..!!
ما نطالب به هو ان تخرج الكويت من مرحلة الصمت والتأمل والمراقبة، إلى المواجهة الصريحة، وتتخذ قرارها المتدفق من سيادتها، وتعلن موقفها المرتبط بمصالحها الوطنية، حتى تعيد لهذا البعض وعيه، وتحفر في ذاكرته ان الكويت هي الكويت، بشحمها ولحمها ودمها، وبقوة ارادتها وبهدير مواقفها وصلابة رجالها وحكمة قيادتها.
تعليقات