عبداللطيف الصريخ يغبط المدرسين على اجازتهم الصيفية ورواتبهم الأربعة، ويؤكد أنه لو كان يملك المال لما تردد بالسفر طوال العام للسياحة في أرض الله

يا حلاة الصيف في الكويت
 

أحب المكوث في الكويت صيفاً، ليس لأن لواهيب الصيف تساعدني على تبديل بشرتي بعد تقشرها، أبداً، ولكني مقيد بإجازة سنوية قدرها خمسة وأربعون يوماً، ولست كالمدرسين عيني عليهم باردة، يأخذون الصيف بكامله، فيسيحون في الأرض طولاً وعرضاً، وتسيح معهم رواتب الأربعة اشهر بتمامها، حتى تغدو جيوبهم قاعاً صفصفاً.
السبب الرئيسي في استمتاعي في الكويت صيفاً أنها تغدو أكثر انسيابية عنها في سائر فصول العام، فالشوارع تبدو خالية نسبياً، وإذا استطعت التأقلم مع حرارة الصيف فأنت بأمان، إلا أن يشاء وزير الكهرباء والماء، ووكلاؤه الأعزاء، أن يعكروا عليك صفو عيشتك في شهري يوليو وأغسطس، من خلال مساهمتهم في صناعة وبناء إنسان كويتي أكثر قدرة على تحمل الظروف القاسية تحسباً للزمن الأكثر قسوة، ولعلها أحد الخطوط الرئيسية لخطة التنمية الشاملة، والتي بشرنا بها الشيخ أحمد الفهد، لبناء الشخصية الكويتية الأكثر تقشفاً في المنطقة.
لعل بعضكم يقول في نفسه «اللي ما يطول العنب يقول عنه حامض»، وأصدقكم القول إنني لو كنت أملك مالاً كافياً وفرصة مواتية للسفر طوال العام لما ترددت لحظة في السياحة في أرض الله، والابتعاد عن أسباب تنغيص عيشتي يومياً، بسبب أخبار وتصريحات وقنوات سلبية، وأفعال نواب ووزراء ومسؤولين تناسوا واجبهم الأصلي في بناء الوطن والإنسان، وأخذوا يعلبون سياسة كل من موقعه، حتى في القضايا الفنية البحتة، ناهيك عن المسائل الأمنية والحفاظ على النسيج المجتمعي.
الجميل في الصيف، خصوصاً مع بداية شهر يوليو، انفضاض دور الانعقاد العادي لمجلس الأمة، وهي فرصة مناسبة كي نلتقط أنفاسنا قليلاً، ونبتعد عن أجواء التنابز بالأصول والأنساب والألقاب التي يمارسها بعض ممثلي الأمة، كما أنه توقف إجباري لمسلسل طويل وممل ومكرر، تصور أحداثه تحت قبة البرلمان.
انتهى الفصل التشريعي العادي مع ابتداء العطلة الصيفية، ولم نكد نفرح بهذا الخبر، إلا وتفاجأنا، وعلى غير العادة، بـ «سرايات» صيفية يقال ان مصدرها جبال البرينيه بفرنسا، تنذر بصيف ساخن جداً، وعلى وزير الكهرباء والماء ووكلائه الأعزاء تحمل المسؤولية السياسية تجاه الارتفاع المفاجئ المرتقب لحرارة الأجواء، وعليهم تفعيل اتفاقية الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما يجب على الإدارة العامة للإطفاء البحث عن طرق جديدة مبتكرة، للتعامل مع الحرائق التي تشوه النسيج الكويتي.

د.عبداللطيف الصريخ