أسامة الطاحوس يكتب عن المرتزقة الجدد فى الكويت
زاوية الكتابكتب يوليو 4, 2010, 12:48 ص 1747 مشاهدات 0
المرتزقة الجدد!
الأحد, 4 يوليو 2010
أسامة الطاحوس
لكل دولة رجالها ولكل دولة مرتزقتها..! فهم كالفراش المنثور، تجدهم يجتمعون على أي نور ساطع..! أكان هذا النور نور مصباح أو نور نار أو نور السلطة والقوة، فهم إلى اشعاعها يتساقطون..! وتختلف تسمياتهم في بعض الأحيان، فيقال في وصفهم بالكويتي بـ«مسّاحة الجوخ» ويقولون عنهم أيضا «الطبالة» وجاز لك يا أيها الطالب المحمود عند استاذك أن تسميهم بـ«أم أحمد العجافة»..!
لذا تعال لدرسك ولنقول في المرتزقة ما نقول..!
المرتزقة الجدد هم اليوم خلية منظمة بعضهم يكمل الآخر، حتى وإن لم يعرفوا بعضهم بعضا ولكن تجمعهم جينات واحدة ورائحة واحدة يعرفون بها بعضهم بعضا..! وهذا الأمر لا نعرفه لأننا لا نشتم الجيف ولا نخالط الأموات..! فهؤلاء القوم همهم الأول هو «التزنقح» والمداهنة ليستميلوا قلب الذي بيده السلطة فيكونوا له ناصحين بما ينصب لصالحهم..! ويكونوا له مدافعين وفي خطأ المسؤول مستميتين حتى يأخذ الذنب منه كل مأخذ فينكب من نصحهم على وجهه فيكون من النادمين..!
وبعد الانكباب تستشري سطوتهم، ويعلو شأنهم، فتتدمر المصلحة العامة لتكون خاصة على فئة المرتزقة الجدد، فما تدمرت البلدان ولعنت العصور بما فيها إلا من أولئك المرتزقة..!
واليوم فما بالكم من المرتزقة الجدد..! هؤلاء هم شر على البلاد والعباد، اقتحموا السياسة والصحافة وجادوا بفن تطبيق المهارات الاسترزاقية..! ولم يكتفوا بذلك بل انتشروا في اجهزت الدولة لينشئوا لوبيات وكيانات خدمية على شاكلتهم «الاسترزاقية». فإن كنت جديدا من غير جنسهم أبعدوك وإن عاديتهم دمروك والسبب وكل السبب ممن قدم راحته ليختصر المراحل..! وظن أنه بتأييد المرتزقة ليس براحل..! ولن يصحو صاحبنا المستمتع بمواقفهم المشكوك بها إلا والفأس قد وقعت على رأسه ورأس بلاده..!
لأن المرتزقة الجدد لا ولاء لهم إلا للذي أقام الصلاة لقبلتهم وتحدث بمثل حديثهم..! فلا يستر الله على العرب النائمين..!
لا تجد المرتزقة اليوم تحوم حول من اتبع منهج الشك العلمي أو الشك الحسن، فمثل هذه الشخصية تتبع سياسة أن كل شخص محل للثقة، وكل نقال أفاك من بابه ممنوع، وكل ما لمس أن كيانات المرتزقة بدأت نواتها بالظهور دكها دكا، وضرب رأسها ضربا حتى تهتز الشام وفارس من هزات ذيلهم، ومن اهتز ذيله «خنع» ولكنه يبحث عن طريق آخر وهذه مشكلة المرتزقة أنهم لا يموتون مادام هناك سلطة تقربهم لمصلحتهم الخاصة على حساب الشعوب فمن ذا الذي أوجدهم إذن..!
إن أي صاحب سلطة جبان مترفع يرى الناس من طرف أنفه، تتقاتل عليه المرتزقة لأنهم لا عزة لهم ولا كرامة ولا شموخ، فيتحملون ويكونون «فوط» لصاحب السلطة..! وأما العقلاء والشرفاء فيترفّعون عن مثل هذه الدروب لأن لسان حالهم يقول: «الشيخ هو من بعد عن الشيخ..!» وقسها أيضا صاحب السلطة من بعد السلطة..! فقياسهم واحد ولكن لا قياس لدى المرتزقة.
نهاية الحديث: تتبعوا كل مشكلة سياسية وكل آراء «تودي لستين داهية» ستجدون أن من ورائها ومن خلفها المرتزقة الجدد، فهم يألفون قول «عمي» وقول «إللي تشوفه طال عمرك» ويرددون دائما «هذا معادي لشخصك ويزعزع أمن منصبك..!» فمرتزقة اليوم أبشع وأشنع وأفتك من مرتزقة زمان، فهل تتعلمون..!
تعليقات