.. وزايد الزيد يعتبر ان من وضعت في 'عهدته' عملية التصرف في قضية الجاسم أضر بسمعة الكويت دوليا وجرح مصداقيتها في محافل الحريات وحقوق الإنسان

زاوية الكتاب

كتب 1679 مشاهدات 0


الخلاصة
انتصار الأحرار
زايد الزيد 

 حقا كان خبرا مفرحا في وقت ندرت فيه الأخبار السارة في بلدي ، ذلك هو خبر الإفراج عن الكاتب والمحامي محمد عبدالقادر الجاسم ، الذي زفه لي الزميل المجتهد داهم القحطاني فور النطق به .

      محمد عبدالقادر الجاسم خرج يوم أمس من سجنه ، بعد أن قضى فيه تسعة وأربعين يوما ، على ذمة التحقيق في القضية ! وهذا الأمر بالتحديد كان مثار جدل عندنا في الكويت بعد أن تم التعسف في استخدام القانون ليصبح الحبس الاحتياطي عقوبة للمتهم محمد الجاسم ، وهذا كان ما لاينبغي أن يكون !
      وللأسف الشديد ، فإن ماكان عندنا مثار جدل ، أصبح عند الآخرين مثار دهشة واستغراب ، وأعني بالآخرين : المهتمين في قضية الجاسم في المنظمات الدولية ذات الصلة بقضايا الحريات وحقوق الانسان ، بالاضافة إلى ممثلي سفارات الدول الغربية الموجودين عندنا ، الذين لم تنقطع اتصالاتهم بمناصري قضية الجاسم ، لقد كانت علاقة هؤلاء بهؤلاء ، علاقة تبادلية بامتياز ، كان يتم تزويد الأولين بآخر مستجدات القضية ، فيما كان الآخرون يمدون مناصري الجاسم بالتحركات الدبلوماسية والسياسية المتصاعدة في عواصمهم تجاه القضية ، إلى درجة أن أحد الدبلوماسيين من ذوي المناصب المتقدمة في سفارة بلاده هنا ، قال : أننا بصدد ' فعل ' سياسي كبير ، مالم يخرجوا القضية من إطارها السياسي الذي وضعها ' البعض ' فيه ، ومالم يحرروها من التعسف الذي يغلفها في كل إجراءاتها !!
      فعلا ، جرى تسييس قضية الجاسم ، وبلغ فيها التعسف مبلغا غير مقبول ، فالاحتجاز على ذمة التحقيق يفترض أن له مبررات ، إلا أنها غير متوافرة في حالة  الجاسم كما بين عدد كبير من أهل القانون في هذه النقطة ، ولا داعي هنا لتكرارها ، بالاضافة إلى تقييد يدي الجاسم ب ' الكلبشات ' ، ووضعه في قفص المحكمة ، ومرتديا لباس السجن ، ويتم نقله من السجن المركزي إلى المحكمة وبالعكس ، في سيارة مصفحة ، يشرف عليها ضباط القوات الخاصة وهم مقنعين لاتظهر من أقنعتهم سوى عيونهم وشفاههم !! بالله عليكم أين يحدث هذا ؟! هل يصدق أحد أن هذا يحدث في الكويت ؟! هل يتصور أحد أن هذه هي صورة البلد التي ' كانت ' تتباهى بخلو سجونها من سجين رأي واحد ؟! وهل يليق بنا – ككويتيين – أن يحدث كل هذا التعسف لمتهم في قضية رأي ؟!
      كنت ، ولا أزال أرى ، أن من وضعت في ' عهدته ' عملية التصرف في قضية الجاسم ، أضر بسمعة الكويت دوليا ، وجرح مصداقيتها في محافل الحريات وحقوق الانسان ، وهذه المحافل لو يعلم ' الجاهلون ' هي خط دفاع لنا في أوقات المحن ، فمن الذي سيحاسب هؤلاء ' الجاهلون ' على ما اقترفته أيديهم من آثام بحق الكويت ، قبل يأثموا بحق الجاسم ؟!
 
      إن خروج الجاسم من السجن يوم أمس – وعلى الرغم من جراح التعسف التي طالت كل الأحرار – هو انتصار للحرية وللأحرار في الكويت وفي العالم الذي ناصره بكل قوة ..
      أما أنت يا أبا عمر ، أيها البطل الصلب ، فلقد ضربت أروع الأمثلة في الصمود والثبات ، وقدمت للجميع دروسا في التضحية ، وعبدت لنا طريق الدفاع عن الحريات ، وقمت بما عجزت عن فعله الأحزاب والتنظيمات ، بمجرد ثباتك على مبادئك التي رفعتها عاليا ، غير آبه بالتهديدات ، ولا طامع بالترغيبات ، فللّه درّك يابطل

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك