«متى دشوا أهلك الكويت؟» و«من وين أنت؟» و«شنو مذهبك؟» و«شنو تاريخ أهلك؟».. تساؤلات عنصرية يرفضها ذعار الرشيدي

زاوية الكتاب

كتب 2470 مشاهدات 0


 



 العنصرية على ألسنة عقلائنا
 
الأربعاء 23 يونيو 2010 - الأنباء
 
لاتزال العنصرية البغيضة تضرب بأطنابها في قلوبنا، تختفي قليلا ربما عندما نتمدن أو ندعي التمدن، نركب أفخم السيارات ونسكن في منازل بنيت على أحدث الطرازات، ورغم هذا لا ننسى أن نترك شيئا من بخور العنصرية هنا وهناك، بعضنا وليس جميعنا، حتى لا أتهم بالتعميم، على الأقل يجعل من العنصرية شريانا بقرب قلبه.
وتختلف عنصريتنا الكويتية عن بقية العنصريات في العالم أجمع كونها العنصرية الوحيدة التي تأخذ أكثر من شكل وتسير عموديا وأفقيا يحددها موقفنا من الشخص الذي نريد أن نقلل من شأنه.

فلعنصريتنا التي لا مثيل لها عالميا أكثر من باب وأكثر من درجة نرمي بها من نشاء بحسب جنسية وجنس وأصل ولون ومذهب الشخص الذي نريد أن نقلل من شأنه.

عنصريتنا تبدأ بأسئلة تبدو في ظاهرها مشروعة ولكنها في باطنها جمرة من جحيم العنصرية البغيضة، وحتى نعرف الى أي مدى تضرب في قلوبنا ألف وتد ووتد، رغم ادعائنا دائما بأننا شعب يسعى نحو المدنية، فعلينا ان نقرأ ماذا يكتب عقلاؤنا بعضهم ضد بعض، وماذا يقول من نعتقد انهم جذوة عقول هذا البلد ضد أبناء جلدتهم كلما احتدم بينهم نقاش سياسي والذي سرعان ما يتحول الى نفس عنصري بغيض.

أسئلتنا.. أسلحتنا التي نرمي بها بعضنا البعض تبدأ بأسئلة على غرار «متى دشوا أهلك الكويت؟» و«من وين أنت؟» و«شنو مذهبك؟» و«شنو تاريخ أهلك؟»، وبعدها تكر سبحة الإجابات العنصرية «أنا من نجد.. من أين أنت؟» و«أنت من فارس أنا من الجزيرة العربية» و«أنا حضري وأنت بدوي» أو العكس، ولا نهاية لإجاباتنا ضد أسئلة بعضنا البعض. وكنت أعتقد حتى وقت قريب ان هذا النفس العنصري حبيس قلوب الجهال إلا انني وجدت ان عقلاء ورموز عمل سياسي ورجالا بكل ما تحمله الكلمة من معنى لا يتحرجون عن «فرك» مصباح العنصرية ليخرجوا منها مردة الكراهية ليستحضروها ضد بعضهم.

وتلك المصابيح العنصرية يطلق بعضها اليوم ـ للأسف ـ عقلاء وعلماء وأكاديميون، لا يجدون حرجا من استحضار مردتها كلما غابت حججهم وأضاعوا جادة نقاش أي موضوع يطرقونه، سياسيا كان أو أدبيا أو حتى اجتماعيا.

أسئلة العنصرية البغيضة تلقى على أرصفة بلد يسرق يوميا في الساعة الواحدة ظهرا، ومع هذا جُل همّ أكاديميينا وأساتذتنا ورموزنا ومن نحب من أبناء وطننا لا يجدون حرجا في البحث عن إجابات لا تنتهي إلا بجمرة لابد أن تكوي قلب أحد ما سواء عن قصد أو عن غير قصد.

لم أشارك ولن أشارك يوما في تأصيل عنصرية من أي نوع، وأرى البشر أيا كان لونهم أو عرقهم أو دينهم أو أصولهم متساوين إنسانيا ما لم يثبت لي العكس، وفي حالة ثبوت العكس فحكمي ان هذا الشخص سيئ أو جيد يخصه وحده ولا أسحب رأيي على بقية أبناء جنسيته أو جنسه.

من لا يريد أن ينسى فكرة من أتى أولا الى هذا البلد هو شخص لا يؤمن لا بالقانون ولا بالدستور ولا بدولة المؤسسات، حتى وإن ادعى ذلك.

 
 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك