نواف الفزيع متحدثا عن عقدة الفساد يؤكد أن ما سيحصل في تقرير لجنة طوارئ (2007) سيكون مشابهاً لما حصل في المكلسن

زاوية الكتاب

كتب 1092 مشاهدات 0



عقدة الفساد

 
كتب المحامي نواف سليمان الفزيع
 
 
علماء النفس وبالأخص عالمهم الأشهر (فرويد) دائماً ما يعزون اضطرابات الناس النفسية الى ماضي طفولتهم وأي تجارب مؤلمة قد مروا بها وهم أطفال، وكما تحليل مدرسة فرويد يعزو الاضطراب لعقدة طفولة نستطيع أن نقول بالكويت إن سبب اضطرابات البلد عقدة (فساد).
لدينا وسواس قهري من الفساد لا نريد أن نحاربه فعلاً ونحاول قدر الإمكان تجنب الحديث عنه والمقصود بالمتحدث هنا كل معني بدور يملكه في القرار أو في محاربة الفساد.
لم أقرأ تصريحاً واحداً لأني مسؤول بالحكومة خلال السنوات الماضية يقر بالفساد ويحدد معالم برنامج جدي للقضاء عليه ولا تصريحاً على الرغم من جميع خطابات الدول المحيطة بنا وغير الديموقراطية والمشمول بها خط مكافحة الفساد بشكل قوي، فهل المشكلة عندنا عقدة خوف من مكافحة الفساد لأن المكافحة تعني مكافحة دور لكم في هذا الفساد؟
كذلك فإن ما شهدته جلسة مجلس الأمة بشأن إقرار قانون مكافحة الفساد دليل آخر على عقدة الفساد.
انسحاب النواب من الجلسة في شأن إقرار القانون لا يعني إلا أمراً واحداً، أنكم متواطئون مع الفساد في البلد ولا تريدون أي قوانين وأي تحركات جدية لمواجهة هذا الفساد.
فهل هذا مجلس أمة أم مجلس فساد؟ شواهد مجلسكم في محاربة الفساد وبالأخص هذا المجلس تصب لمصلحة المفسدين والدلائل كثيرة.
فبركة جلسة اعتماد تقرير المكلسن ومحاولات صبيان التجار لطمس معالم الإدانة في التقرير من أهم الشواهد على تواطؤ المجلس في دفن قضية من أهم قضايا الفساد التي مرت على البلد.
وللتاريخ نذكركم بأن ما سيحصل في تقرير لجنة طوارئ (2007) سيكون مشابهاً لما حصل في المكلسن.
الأطراف التي هي وراء المكلسن ليست بعيدة عن الأطراف المتورطة في طوارئ 2007 وارجعوا لأسماء الشركات.
في عز انقطاع كهربائي صار حديث الديرة يحاولون إشغال الرأي العام بقضية الرياضة عبر ماكينتهم الإعلامية.
لاحظوا سكوتهم على فساد الكهرباء وعدم التطرق له، لاحظوا خوفهم من إثارة مسألة طوارئ 2007.
بل لاحظوا نوابهم ورفضهم لأن يدلوا بأي موقف قد يؤجج مواجهة الفساد في قطاع الكهرباء بشكل جدي من المجلس.
يناقضون أنفسهم وهذا التناقض هو الشيء الذي يعريهم في نظرنا.
تطبيق القانون مع الرياضة وماذا عن الغرفة لماذا لا نبحث في أمر تطبيق القانون؟
محاربة الفساد في الرياضة وماذا عن الفساد في الكهرباء؟ ولماذا لا نبحث في أمر الفساد في الكهرباء؟
ما الشيء الذي يجعلكم لا تريدون لأحد أن يستفسر عن قانونية الغرفة أو يحاول ان يضع النقاط على الحروف بالنسبة للشركات المتورطة في فساد الكهرباء؟
نعم نستطيع أن نعيش بدون رياضة أو رياضة فاسدة، لكن هل نستطيع أن نعيش بدون كهرباء وماء أو قطاع فاسد يدير الكهرباء والماء؟
القصة (هيّه، هيّه) في الكهرباء كما في القروض، كما في الغرفة، عصبة من المؤسسات الاقتصادية من مصلحتها فساد الكهرباء وعبث القروض والسيطرة على الغرفة، لهذا وجدوا في الرياضة شماعتهم المطلوبة على الرغم من أنه لا أحد من هذه العصبة له أي علاقة بالرياضة لا من قريب ولا من بعيد.
يتعدون على أملاك الدولة ويكسرون القوانين ويتباكون اليوم على عدم تطبيق قوانين الرياضة.
يهربون من إقرار قانون مكافحة الفساد وقانون الذمة المالية ويتحدثون باسم الشرفاء والوطنيين.
عمر المعارضة ما خرجت من كنف التجار في أي مكان بالعالم إلا عندنا، فكيف لصاحب المناقصات مع الدولة ان يكون معارضاً؟ وكيف لسبب الفساد في الدولة أن يكون محارباً له؟ هذه هي عقدتنا!
المحامي نواف سليمان الفزيع 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك