أحمد الديين يرى أنه لا يمكن أن تكون هناك أدنى صدقية للحديث المزعوم عن إصلاح حال قطاع الكهرباء بعد أن أعاد الشريعان المشتبه بأمرهم في جريمة طوارئ 2007 إلى مواقع المسؤولية !
زاوية الكتابكتب يونيو 16, 2010, 12:14 م 2610 مشاهدات 0
كهرباء سوء الإدارة والفساد..!
كتب احمد الديين
الليلة قبل البارحة انفجر محوّل الكهرباء القريب من منزلي في ضاحية السلام، حيث اندلعت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان الكثيف وأدّى الانفجار والحريق إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنازل المتصلة بشبكة هذا المحوّل... وصباح أمس، وبعد ليلة ليلاء لم أذّق فيها النوم وعانيت فيها مثلما عانى أفراد أسرتي والجيران ما عانيناه من الحرّ الشديد والظلام الدامس، قرأت في الصحف تصريح الوكيل المساعد لقطاع شبكات التوزيع المهندس صالح المسلم، الذي عزا فيه الانقطاعات الكهربائية عن بعض المناطق إلى تهالك شبكة التوزيع وقِدَمِها!
وكان يمكن لمثل هذا التصريح التبريري أن يمر عليّ مرور الكرام؛ بل لعلّ التبرير الوارد فيه كان يمكن أن يكون مقنعا لي ولكثيرين غيري، لولا أنّ الحقيقة المعروفة للجميع تدحض مثل هذا التبرير وتفنّده... فضاحية السلام وبقية ضواحي منطقة جنوب السرة إنما هي مناطق سكنية حديثة لم يمض على اكتمال السكن فيها سوى بضع سنوات قليلة، وهذا ما يسقط تماما الادعاء القائل إنّ تهالك شبكة التوزيع وقِدَمها هما سبب الانقطاعات الكهربائية... وبالتالي فلا بد أنّ هناك أسبابا أخرى لمشكلة الانقطاعات تتجاوز هذا التبرير المتهافت لتكرارها، فقد يكون بعضها فنيا، ليس هذا هو الموضع المناسب لبحثه، وهناك بالتأكيد زيادة في معدلات الاستهلاك بسبب ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، وهذا أمر طبيعي ومتوقع، وربما يعود جزء من المشكلة إلى العادات السلبية غير الرشيدة ضمن ثقافة مجتمعنا الاستهلاكي... ولكن هناك أسبابا أعمق وأخطر لمشكلة الانقطاعات، بل لها ولغيرها من المشكلات، التي نعانيها في الكويت، وهي أسباب تتصل بما ابتلينا به من سوء إدارة صارخ وفساد فاضح وما يترتب عليهما من انعكاسات خطيرة وتداعيات مؤسفة على مختلف جوانب الحياة في البلاد... ومن دون معالجة هاتين العلتين فلن يكون هناك حلّ لمشكلة الانقطاعات ولا لغيرها من المشكلات، التي يفترض ألا نعاني منها في بلد كالكويت، صغير المساحة قليل السكان ومحظي بثروة طائلة!
ومن باب ذكر التفاصيل للاستشهاد والتدليل، فإنّه لا يمكن فصل مشكلة نقص التيار الكهربائي؛ وانقطاعاته المتكررة، والحرائق والانفجارات المتلاحقة للمحوّلات عن جريمة طوارئ مولدات «سكراب» صيف العام 2007 المبرمة بين وزارة الكهرباء وبعض الشركات، التي لا يزال مجلس الأمة يحقق فيها منذ نحو سنة، بل لقد وافق أخيرا على تمديد فترة عمل لجنة التحقيق، التي يبدو أنّها ستطول إلى أبد الآبدين حتى لا تطال المتنفذين.... ولا يمكن أن تكون هناك أدنى صدقية للحديث المزعوم عن إصلاح حال قطاع الكهرباء في البلاد، وذلك بعد أن أعاد وزير الكهرباء المشتبه بأمرهم في تلك الجريمة إلى مواقع المسؤولية في الوزارة، وكأنّ شيئا لم يكن، وولاهم مراكز قيادية حساسة ومقررة!
هذان المثالان في وزارة الكهرباء، وغيرهما كثير في وزارات وقطاعات أخرى بالبلاد، يكشفان بوضوح أنّ الأسباب العميقة للعديد من مشكلاتنا إنما ترتبط أول ما ترتبط بما ابتلينا به من سوء إدارة صارخ وفساد مستشر، وذلك قبل أي أسباب أخرى قد تكون صحيحة أو مزعومة لهذه المشكلات!
***
خالص الشكر لكل مَنْ تفضّل بمواساتي وتعزيتي في فقيدتي الغالية السيدة الوالدة رحمها اللّه... وفي مقدمهم صديقي سجين الرأي الأستاذ محمد عبدالقادر الجاسم، الذي بذل جهده رغم القيود لإيصال تعزيته إليّ من وراء القضبان!
تعليقات