أحمد باقر يؤيد دعوة البراك لحل مجلس الأمة وإجراء انتخاب مبكرة ولكن؟!!

زاوية الكتاب

كتب 2170 مشاهدات 0


 

هل سيدفعنا المجلس إلى تأييد دعوة البراك لانتخابات مبكرة؟

أحمد يعقوب باقر

دعوة النائب مسلم البراك إلى حل مجلس الأمة وإعادة الانتخاب دعوة تستحق الوقوف عندها بكل تجرد، فقد نؤيد ما ذهب إليه البراك ولكن لعكس الأسباب التي ذكرها.

نعم هناك خطورة من استمرار المجلس ولكن إذا استمر وزاد من استنزاف البلاد، وليس للأسباب التي ذكرها مسلم، لأنه بذلك يقضي على مستقبل ابنائنا ويعجل من وصول البلاد إلى العجز المخيف، وتزيد هذه الخطورة إذا اعتقدت الحكومة أن معيار نجاحها هو فشل الاستجوابات وليس نجاحها في إيقاف سلسلة القوانين الاستنزافية.

المجلس الحالي محظوظ من نواحٍ عديدة فقد ولد برغبة عارمة من الشعب الكويتي ضد التأزيم غير المبرر، ووجد بعد ولادته قوانين مهمة وكثيرة مدروسة ومصاغة في اللجان أعدتها وأنجزتها حكومات ومجالس سابقة مثل قوانين العمل في القطاع الأهلي وهيئة سوق المال والخصخصة لذلك فإنها ليست الاختبار الحقيقي للمجلس.

ان الخوف الحقيقي على المجلس هو الفشل في التصدي لقوانين الاستنزاف الكثيرة المعروضة عليه الآن، مثل قانون دفع الفوائد من المال العام لجميع المقترضين وكذلك سلسلة الكوادر والزيادات التي يضغط بها المجلس على الحكومة، وكذلك ما سمي بحقوق المرأة المدنية لأن في هذا القانون من التقاعد المبكر والإجازات المدفوعة وصرف الرواتب دون عمل وعلاوة الأبناء لغير الكويتيين ما سوف يؤدي بالدولة إلى العجز المبكر خاصة مع انخفاض اسعار النفط التي وصلت الآن إلى 67.3 دولارا مع ملاحظة ان ميزانيتنا القادمة هي 17 مليار دينار ولا تتعادل الا اذا كان سعر النفط 71 دولارا للبرميل (لاحظ أن ميزانيتنا عام 99/2000 كانت 4.25 مليارات دينار فقط).

وبالاضافة إلى هذه القوانين هناك قانون الخمسة والعشرة آلاف دينار وقانون رفع السقف التقاعدي وقوانين اخرى تتعلق بالهبات والاعفاءات من الرسوم والديون والتجنيس غير المبرر.

جميع هذه القوانين، التي ليس لها مثيل في اي بلد عربي او اسلامي، تتناقض مع جميع الدراسات الاقتصادية التي حذرت من الاستمرار في الصرف العام وفق النمط الحالي والتي طالبت بتنويع مصادر الدخل ومشاركة المواطن في العملية الانتاجية، كما تتناقض هذه القوانين مع الخطة الخمسية التي أقرها المجلس الحالي، كما انها تهدد مستقبل 460 ألف كويتي مازالوا على مقاعد الدراسة.

اذن فالخطر الحقيقي هو في استنزاف الدولة بهذه القوانين خصوصا اذا استجابت الحكومة او لم تستطع ايقافها او اذا خجلت القلة الواعية في المجلس من التصدي لها، عندها سنضم صوتنا إلى صوت الاخ مسلم وندعو إلى اعادة الانتخابات حتى لو لم تتغير النتائج كثيرا ولكن من الضروري عدم استمرار الاستنزاف حتى وقوع الكارثة.

يقول المثل الكويتي: ما يجيك من الليل إلا ظلام.

 

الرؤية

تعليقات

اكتب تعليقك