لماذا لم ينتفض النواب حين طالب القلاف بالحل غير الدستوري، وأصابتهم انفلونزا البراك حين طالب بالحل الدستوري.. عبدالله المسفر مستغربا

زاوية الكتاب

كتب 1300 مشاهدات 0



إنفلونزا مسلم البراك!
عبدالله المسفر

 
كما تعلمون مع تقلب الأجواء وتبدل المناخ من البرودة إلى السخونة، ومن الشتاء إلى الصيف يهل علينا موسم الإنفلونزا والحساسية، وما أصعبه من موسم تزكم فيه الأنوف ويتبادل الناس العطس والرشح والكحة واحمرار الأعين، وتسد خياشيم الأنف ويصاب الجلد بأكزيما وتصبح الحالة حالة... ولا تستطيع وزارة الصحة أن تسيطر على الأمر وربنا هو الشافي المعافي.

ومما لا شك فيه أن نوابنا الأفاضل ممثلي الشعب هم أيضا من عامة الناس وبشر مثلنا، يصابون بنزلات البرد والربو والإنفلونزا والحساسية، خصوصا تلك الأخيرة التي تكون غالباً حساسية سياسية، كما حدث أخيراً، حيث أصيب بعضهم بحساسية احتارت فيها وزارة الصحة ولم يعرف لها الأطباء علاجاً، حتى أن بعض شركات الأدوية اقترحت تقديم اختراع أدوية جديدة مشابهة لمصل إنفلونزا الطيور والصقور حتى تعالجهم ربما تستطيع الحياة السياسية أن تسير بخير وسلام.

إنفلونزا النواب لا يمكن لها أن تعالج، وحتى العلاج في الخارج وعلى نفقة الدولة أو رئيس الوزراء لا تصلح معها، فإنفلونزا النواب مرض مزمن ليس له شبيه أو مثيل، وهو مرض نفسي مستعصٍ وكذلك عضوي، والله يشفيهم من هذا المرض المسمى سياسياً بإنفلونزا مسلم البراك التي تصيب بعض النواب بمجرد أن يتحدث مسلم عن أي شيء وفي أي شيء، فتراهم يبدؤون بالهرش والعطس والحكة والسعال والرشح والزكام.

ولعلنا هنا ننصح النواب الأفاضل بعدم تناول السمك والبيض والفراولة والموز وعدم التعرض للغبار أو التدخين أو التعرض للبخور أو الجلوس في أماكن مظلمة أو المشي على 'الطوفة' في آخر الليل، لأن كل هذه المسببات للأكزيما والحساسية والإنفلونزا من شأنها أن تضر بمصالحهم ومنافعهم، وأيضا نطلب منهم عدم أكل 'الكيكة' لاحتوائها على البيض الذي هو سبب رئيس للحساسية، وياريتهم يبتعدون عن كل أنواع الحلويات سواء الحكومية أو غير الحكومية لأن كل هذه تسبب الحساسية المعروفة سياسيا بحساسية مسلم البراك... 'لا يحوشك'.

في الحقيقة لا نفهم لماذا يصاب بعض النواب بحساسية مسلم هذه عندما يتحدث الرجل بشكل عقلاني ويطالب بحل المجلس والدعوة لانتخابات مبكرة لأن المجلس أصبح حكومياً أكثر من الحكومة نفسها، وبالتالي وجوده كعدمه؟ فهو لم يأت بجديد بل إن كلام سمو الأمير حفظه الله سبق كلام مسلم عندما قال إن المجلس مخيب للآمال، وهو كلام نابع من أميرنا الحكيم صاحب النظرة الثاقبة الذي يستطيع تقييم الأمور كما ينبغي، وبالفعل هذا المجلس مخيب للآمال، ويستأهل الحل لأن النواب كما قال مسلم خذلوا الشعب ووقفوا في صف الحكومة، لذلك يخشون العودة للمربع الأول والانتخابات التي ستعريهم بعدما عروا أنفسهم، بالكثير من المواقف، منها منح الثقة لوزير اتهمهم بالرشوة، ما يعني أن ما تريده الحكومة 'يصير'.

السؤال هنا: لماذا لم ينتفض النواب عندما طالب سيد حسين القلاف بالحل غير الدستوري للمجلس؟ ولماذا لم تحدث تلك الضجة عندما طالب خالد السلطان بعودة عصا عبدالله الأحمد؟ ولماذا لم يرتعد النواب عندما طالب النائب علي الراشد بتعديل الدستور للأسوأ وللمزيد من التضييق على الحريات وسلب النواب حقوقهم الدستورية في الاستجواب وغيره؟ فلماذا لم يتحدث النواب وقتها... وإنما فقط عندما يتحدث مسلم البراك تجد الجيش يتحرك ضده والحساسية والهرش والكحة والإنفلونزا تزيد؟

مسلم البراك رجل لا يصاب بالحساسية، إنما يصيب بها، لأنه لم يأكل من 'الكيكة' المليئة بالبيض المهيّج للحساسية، كما أنه يكره في الأساس كل أنواع الحلويات والأكلات الدسمة سواء الرسمية أو غير الرسمية... باختصار رجل مواظب على الحمية ويعلم أن الإفراط في الطعام يسبب التخمة والتلبك المعوي وفقدان المصداقية وسخط الشعب ومحاسبة رب العالمين يوم القيامة.

خارج نطاق الموضوع:

عندما يتحدث النائب الكبير أحمد السعدون يكون حديثه حديث الكبار، فيقطع الشك باليقين، ويفصل الخيط الأبيض من الأسود، ويلجم ألسنة المعارضين الذين يحاولون إطلاق الشائعات بوجود خلاف بين نواب الكتلة... فشكر كبير للكبير أحمد السعدون.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك