خليل على حيدر يرد على اطروحات النفيسي، ويعتبر أن اعجاب بعض الشباب بمحاضراته ومقابلاته من غرائب الحياة السياسية والاعلامية في الكويت
زاوية الكتابكتب مايو 21, 2010, 11:20 م 1865 مشاهدات 0
هكذا تكلم.. د.عبدالله النفيسي
كتب خليل علي حيدر
2010/05/21 09:55 م
- لا أحد يعتبر السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط بريئة من الأخطاء والإنحيازات
من أغرب ظواهر الحياة السياسية والاعلامية في الكويت، اعجاب بعض الشباب بمحاضرات ومقابلات د.عبدالله فهد النفيسي.. وتنبؤاته!
ولقد كتبت سلسلة مقالات لمناقشة هذه الاراء، نشرت في «الوطن» منذ عام 1991، وتتابعت حتى عام 1996، كما جمعتها كلها في كتاب بعنوان «حوارات مع النفيسي»، (دار قرطاس 1996)، وقد أُعيد نشر مختارات منها في «الوطن» قريبا!
وتجنبا لاطالة الكلام في هذا المقال، نلخص ابرز الملاحظات على اطروحات ونشاط د.النفيسي:
1 – يتبني د.النفيسي موقفا متعاطفا مع قوى التطرف والعنف الاسلامي وتنظيماته منذ سنوات، ورغم ان هذه التوجهات والنشاطات قد انزلت دمارا واسعا بسمعة الاسلام ومصالح المسلمين، فان الدكتور ازداد تأييدا لها بل طالبها بتطبيق خطط جديدة اشد قتلا وفتكا، حتى بالابرياء من الناس، وكان د.النفيسي على العكس قد انتقد العنف في حركة الاخوان المسلمين السورية!
2 – اهمال شديد لمكانته الاكاديمية وعطائه الفكري في مجال تخصصه وهو «العراق الحديث»، فمنذ ان اصدر رسالة الدكتوراه عن دور شيعة العراق في القرن العشرين، لم يصدر أي عمل ذي قيمة في هذا المجال، ورغم احتلال الكويت وتحررها، وسنوات محاصرة النظام السابق ثم اسقاطه عام 2003 لم يكتب الاستاذ النشط أي شيء بارز في مجال تخصصه، بل كل محاضراته ولقاءاته ومقالاته كانت ولاتزال مكرسة لاشياء اخرى خارج ميدان تخصصه الاول والمفترض.
3 – يتبنى د.النفيسي موقفا اعلاميا شعبويا حماسيا متحاملا ازاء الولايات المتحدة وسياساتها، ولا احد يعتبر السياسات الامريكية كلها، وبخاصة سياستها في الشرق الاوسط بريئة من الاخطاء والعيوب والانحيازات، ولكن د.النفيسي لا ينظر لهذه السياسة بأي نظرة متزنة ولا يأخذ مختلف جوانب القضية في الاعتبار، وينطلق من رؤى غير موضوعية وغير شاملة لعموم سياسة الولايات المتحدة الدولية. ومثل هذه التحليلات الاحادية الجانب تدغدغ مشاعر الجمهور العربي المحبط، والذي وقف ذات يوم ضد تحرير الكويت نفسها بسبب «الدور الامريكي» و«الاستيلاء على النفط» و«اذلال العرب والمسلمين».. الخ.
4 – لا دور للدكتور النفيسي، رغم انه استاذ علوم سياسية، في حوارات الكويت وتطوراتها ومشاكلها وتياراتها وشدها وجذبها بل لا أحد يعرف على وجه التحديد أين يقف اليوم من كل هذه التيارات، حيث يقدم نفسه كأحد الاسلاميين وربما الاخوان ويشيد في الوقت نفسه بسياسات لا تكاد تمثل الاخوان او السلف وحتى حزب الله.
5 – الدكتور النفيسي مولع منذ سنوات وحتى «الامس القريب» بالتنبؤات السياسية، وبخاصة الخاطئة منها!
ففي بداية الحرب العراقية الايرانية قال ان هذه الحرب اشعلتها امريكا للتغطية على بناء قاعدة لها في السعودية وانها ستنتهي فور انتهاء بناء القاعدة، وقد استمرت تلك الحرب ثماني سنوات ولم تكن لها أي علاقة بتلك القاعدة.
وفي فبراير 1993 زار المعارض الامريكي المحترف «رامزي كلارك» العراق في ظل نظام صدام حسين المحاصر، حيث كان «كلارك» ضد شن الحرب عام 1991، وكان تحليل د.النفيسي ان هذه بداية تفاهم الرئيس الجديد «كلينتون» مع صدام، على حساب مصلحة الكويت، وان امريكا ستنحاز للعراق وستجبر الكويت على التصالح معها، وقد رأينا كيف وقف كلينتون نفسه ضد صدام، وكيف قامت امريكا باسقاط نظام صدام في 2003، وكيف ان الكويت لاتزال مصرة على مصالحها دون اجبار امريكي.. وكيف.. وكيف؟!
وفي 1993/12/8 اكد د.النفيسي في مقال له، وبلغة فخمة واثقة، بأن «المشهد الاستراتيجي في اقليم الخليج سيتعرض في منتصف العام القادم 1994 لهزة جوهرية برفع الحظر عن العراق» يا للنبوءة المزلزلة!
وانظر بنفسك كيف كان د.النفيسي يحلل الامور.. وكيف كان مسار ومجرى الأحداث؟!
خليل علي حيدر
تعليقات