إيران نحو إقرار 'إقليم الخليج الفارسي'
عربي و دوليبن طفلة: عبث سياسي، واستفزاز غبي من أصحابها
مايو 17, 2010, 12:18 ص 2821 مشاهدات 0
تلقف البرلمان الإيراني 'اقتراح' تشكيل إقليم باسم 'الخليج الفارسي'، يتكون من الجزر الإيرانية في الخليج، بالإضافة إلى الجزر الإماراتية الثلاث، وسط توقعات بطرحه على البرلمان للتصويت عليه.
وكان جعفر محمدي، وهو رئيس تحرير موقع 'عصر إيران' تقدم باقتراحه قبل أسبوع، مؤكداً أنه يأتي للرد على ما وصفه 'أطماع إماراتية' بالجزر الإيرانية. وتوقع الصحافي الإيراني، المعروف بصلاته الوثيقة بمراكز اتخاذ القرار، أن الجزر التي ستشكل 'الخليج الفارسي'، وتضم أيضاً الجزر الإماراتية الطنب الكبرى والطنب الصغرى وأبو موسى المتنازع عليها مع طهران، ستشهد 'نمواً' تحت السيطرة الإيرانية خلال 5 سنوات.
سريعاً، أخذ البرلمان الإيراني هذه الدعوة على محمل الجد، حيث تحدثت أوساط برلمانية إيرانية عن تبني لجنة الشؤون الداخلية في مجلس الشورى الإيراني هذا الاقتراح، مع توقع طرحه على البرلمان للتصويت عليه.
ونقل موقع 'عصر إيران' عن عضو لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان الإيراني النائب ولي إسماعيلي تأييد الاقتراح ودعمه في البرلمان، معتبراً أنه 'اقتراح عمليّ، لتحسين وضع الجزر الإيرانية في الخليج الفارسي'، مضيفاً أن اللجنة البرلمانية المتخصصة 'تدرس هذا المشروع بشكل جاد' باعتبارها اللجنة الرئيسية المعنية بمثل هذه المشاريع التخصصية، على حد تعبيره.
وتوقع إسماعيلي أن يكون موقف الحكومة الإيرانية إيجابياً تجاه الاقتراح، معتبراً ذلك رداً على ما وصفه بـ' الدعاية التي تمارسها دولة الإمارات بشأن الأراضي الإيرانية'، قاصداً الجزر الإماراتية الثلاث المتنازع عليها معها طهران.
واعتبر النائب الإيراني أن 'ملكية إيران للجزر في الخليج الفارسي' غير قابلة للشك حتى للحظة واحدة قائلاً أن إيران وقفت لمدة 8 سنوات أمام العالم وحاربت لكنها لم تخسر شبراً واحداً من أراضيها'، في إشارة إلى الحرب العراقية الإيرانية، مضيفاً أن 'من المستحيل أن تتراجع أمام بلد صغير'، وذلك في إشارة إلى الإمارات العربية المتحدة.
وكانت نخب سياسية كويتية أعربت عن استيائها العميق من الاقتراح الإيراني، إذ رأى ناشر د.سعد بن طفلة في تصريحات خاصة للعربية نت أن 'هذه الأطروحات لا تعدو كونها عبثاً سياسياً واستفزازاً غبياً من أصحابها، معتبراً أنها مؤشر تخلف وتفكير استعماري يحمل أطماعاً قديمة ونوايا غير حسنة تجاه الدول المجاورة'.
وأضاف بن طفلة بقوله: أنه طرح مخجل في وقت نتحدث فيه عن ضرورة تنسيق المواقف بالمنطقة ومحاولة إيجاد تعاون مثمر ونقاط اتفاق مشتركة بين الجانبين العربي والايراني، مشيراً إلى أننا لسنا في صراع أسماء ما بين العربي والفارسي.
وأشار بن طفلة أن مرحلة النظام الصدامي البائن كانت تمثل الصورة الأنصع لهذه النوايا السيئة، فلينظر هؤلاء كيف انتهى صدام؟ والآن نشهد كثيراً من الصداميين في مناطق إيرانية مختلفة يفكرون فكراً توسعياً، وعليهم أن يعوا الدرس جيداً ويطالعوا التاريخ بوعي وينأوا بأنفسهم عن مثل هذه الأطروحات الاستعمارية.
وأكد أن احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث سيوفر مادة لهذه المقترحات السخيفة وذلك بسبب بسبب إصرار إيران على عدم انتهاء الاحتلال البغيض للجزر.
وقال بن طفلة في نهاية حديثه: لابد من وجود موقف عالمي وشعبي يدعو للحوار مع إيران لتسوية قضية احتلالها للجزر الثلاث لتنتهي معها كل السلبيات المرتبطة بالأزمة.
من جانبه، أعرب أمين عام مجلس التعاون الخليجي الأسبق عبد الله بشارة عن استيائه الشديد من هذه الأطروحة، واصفاً الأمر بالفانتازيا وبأن المشهد السياسي الإيراني متخبط ويعتمد فقط على البهرجة الإعلامية المسرحية.
كما وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت عايد المناع الطرح بأنه 'استفزازي وعمل جنوني'، معتبراً أنه 'دليل دامغ على أن العلاقة التي تسعى إيران لإنشائها مع دول المنطقة ليست متوازنة وتسير وفقاً لأسلوب استعلائي مرفوض'.
وكان وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان جدد مؤخراً دعوته طهران لإنهاء 'احتلالها' الجزر الثلاث الواقعة في الخليج، مكرراً وصف سيطرة إيران على جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، بأنه 'احتلال يعطل علاقات إيران مع جيرانها العرب'.
بدوره أكد أمين سر اللجنة الإسلامية العالمية المحامي مبارك المطوع أن قضية الجزر الإماراتية الثلاث هي التي مكنت لهذا الطرح أن يجد مساحة للحوار، لكنه استهجن جرأة تلك الآراء لدرجة أن تأخذ منعطفاً يختلف عن توجهات دولها في قضايا حساسة ومهمة بهذه النوعية.
تعليقات