مؤكدا مشاعر الغبطة والارتياح لدى الكويتيين.. بعد الكشف عن الشبكة هل سنستمر فى الهرولة إلى طهران.. د.الطبطبائى رافضا

زاوية الكتاب

كتب 1322 مشاهدات 0





 والآن.. هل سنستمر في الهرولة نحو طهران؟

 
كتب د.وليد الطبطبائى
 
لاحظت ان مشاعر الكويتيين تجاه الكشف عن شبكة التجسس الايرانية لم تكن الصدمة او القلق او الانزعاج، بل بالعكس كانت شعورا بالارتياح والغبطة، وترددت على كثير من الالسن كلمة «.. وأخيرا»، فالمريض اعترف اخيرا بانه مريض وبدأ يسأل عن العلاج، وحكومتنا اعترفت بما يعرفه كل كبير وصغير في الكويت وهو ان النظام الايراني يلقي بثقله الكامل لاختراق امننا في الكويت وفرض هيمنته ونفوذه علينا.
وهناك بين أغلبية الكويتيين الآن الأفكار والمشاعر نفسها حول الشبكة الايرانية:
أولا: ان الناس لا يقبلون اي تساهل او تراخ حكومي تجاه هذه القضية او طمطمة هذا الخرق الامني الخطير، ونرجو الا يكون صحيحا ما نشرته صحف عن تغافل الحكومة عن هرب بعض قادة الشبكة من البلاد، وقد سمعت من كثيرين يطالبوننا نحن النواب بعقد جلسة برلمانية خاصة توضع فيها النقاط على الحروف في شأن ملف التغلغل الايراني.
ثانيا: انه لا تجوز ولا تمكن معالجة امر هذه الشبكة وكأنه جريمة عادية فالتهديد سياسي خارجي مثلما انه امني داخلي، ولا يجوز ان تستمر حكومتنا في الهرولة نحو طهران على غير هدى، فغاية الدبلوماسية الاخيرة هي تحقيق المصالح الوطنية لا التفريط بها او المجاملة على حسابها.
ثالثا: ان الكويت تمكنت خلال الثمانينات من التعامل بحكمة وصلابة مع التجاوزات الايرانية وعاصفة الارهاب والتفجيرات وخطف الطائرات التي شنتها طهران ضدنا، ولم تكن الكويت آنذاك تتمتع بالامكانات الحالية ولم تكن لها اتفاقيات امنية ودفاعية مع الدول الخمس العظمى، فلماذا الضعف والتراخي الآن؟
رابعا: الكويت كلها تتحدث عن عناصر مرتبطة بالنظام الايراني وتجاهر بذلك وفي الوقت نفسه تحظى بقرب بعض كبار المسؤولين، هذه العناصر تحوز ثروات طائلة مشبوه مصدرها وهي تغزو الاقتصاد وسوق الاعلام الكويتي، وصارت تضرب الوحدة الوطنية مثيرة نعرة (بدو وحضر)، فأين صاحب القرار من هذا؟
خامسا: يجب على الكويت ان تنسق وبشكل كامل مع شقيقاتها الخليجيات في شأن مواجهة الخروقات الامنية الايرانية وفي مبدأ التعامل السياسي مع ذلك النظام، فلا يجوز ان تستفرد طهران بكل قطر خليجي على حدة، ويجب ان ترسل رسالة خليجية واضحة الى النظام الايراني بان العبث بأمن اي دولة خليجية مساس بالعلاقات الايرانية الخليجية كلها.
سادسا: الشكر لله اولا ثم لرجال الامن الاوفياء الذين كشفوا هذه الشبكة ولايزالون يتابعون واجبهم الوطني تجاهها، وما نأمله هو الا يضع البعض العصا في عجلات رجال الامن وألا يضغط عليهم لتمييع ودفن القضية، لان القضية خطيرة ولا تحتمل المجاملات على حساب البلد.

وليد الطبطبائي
 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك