ضمن وصفة لإنهاء التعصب: خليل علي حيدر يدعو إلى انهاء سيطرة الفقه التقليدي ومؤسساته على فهم النصوص والاجتهاد

زاوية الكتاب

كتب 1284 مشاهدات 0


 



طرف الخيط

الخروج من مصيدة التعصب

كتب خليل علي حيدر
 
- واقع العصر يُِِحتم على المسلمين وضع فهم جديد للعلاقة بين العلم والدين

الليبرالية وحدها القادرة على تطوير الفكر الإسلامي ودمجه بثقافة العصر والعولمة!
لقد أدخل «الإسلام السياسي» بمختلف أحزابه وألوانه هذا الفكر، على امتداد القرن العشرين حتى اليوم، في متاهات وأنفاق ودروب وعرة، وكانت النتيجة تبديد حياة آلاف الشباب، وتوزيع الأوهام السياسية والثقافية والاجتماعية والتنموية على الملايين، والصدام مع مجتمعات العالم العربي والاسلامي.. ثم المجتمع الدولي.
ماذا أنجزت كل هذه المعارك الفكرية والسياسية سوى تعميق الانقسام في مجتمعات بلداننا وبقاء التخلف الحضاري والتنموي على حاله؟
ربما كانت الخطوة الأولى للخروج من الازمة، هي التخلص من هذا الفهم العقائدي التسلطي الشمولي لعلاقة الدين بالمجتمع، والذي أدخلته الاحزاب الاسلامية السياسية في مختلف مناحي حياة المسلمين، فأدى الى عزلة المسلمين الشعورية والفكرية أولا، والى ظهور جماعات التكفير والجهاد ثانيا.
لابد من النظر الى الدين كحق من حقوق الانسان لا كهاز تسلطي ومؤسسة عقابية، واعطاء المسلمين في ديارهم نفس الحريات والحقوق الدينية التي يتمتع بها المسلمون في أوروبا وأمريكا واستراليا وكندا!.
لابد من اعادة التسامح التعددي الوارد في القرآن الكريم والذي طمسته «الصحوة الدينية» الراهنة وجماعات الاسلام السياسي.
فمن آيات القرآن الكريم، يونس 99 {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين} وسورة المائدة 48 {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة}.
ولعل الخطوة الثانية انهاء سيطرة الفقه التقليدي ومؤسساته على فهم النصوص والاجتهاد الديني. فالمجتمعات الاسلامية اليوم تعيش ازمات حضارية خانقة لاسباب معروفة من بينها هذا التمزق والصراع بين الفهم الموروث للتعاليم الدينية، وبين واقع العصر الذي يحتم على المسلمين فهماً جديداً للنفس وللآخر وللثقافة والمرأة ولاتباع الاديان الاخرى ولحرية الفكر وللعلاقة بين العلم والدين، ولهذا يعيش المسلم المعاصر بجسد في زمان ومكان، وعقل ومشاعر في مكان وزمن آخر.
ولا بد للجامعات وكليات الشريعة والمثقفين والنخبة القيادية في العالم الاسلامي ان تقود هذه الحركة وتدرسها بعمق وتساهم في انضاجها وتطبيقها بدلاً من تأجيل الصواع وتسويف اللقاء مع العصر.
لابد أيها الأخوة من أن نتصارح لننقذ أنفسنا.. ونتقدم!

خليل علي حيدر 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك