تعديل الدستور «استحقاق دستوري» لا يجوز أن يختطفه المنتفعون من الوضع المعوج..مقطع من مقالة فيصل الزامل
زاوية الكتابكتب مايو 1, 2010, 12:28 ص 1133 مشاهدات 0
هل يقوم المستفيد من الخلل في توازن السلطات بتعديل هذا الخلل؟
السبت 1 مايو 2010 - الأنباء
اعادة التوازن الى السلطات الذي أشار اليه صاحب السمو الأمير يتطلب تعديل الدستور، هذه الخطوة لا يمكن أن يوافق عليها المستفيد من الوضع الحالي، على سبيل المثال، كيف تطلب من الإدارة التنفيذية في شركتين الموافقة على دمج الشركتين، ما يعني خسائر شخصية للمديرين، هؤلاء الناس هم بشر، لا يمكنهم التفكير في منافع الدمج على أداء الشركات وتأثيرها في زيادة قوة المركز المالي وخفض النفقات.. الخ، كل ذلك لا يهم في ظل خسارة امتيازات ونفوذ ومكانة اجتماعية، انه يحدثك وعينه على السيارة من طراز كذا التي يتم تبديلها كل سنة، ذهنه مركز على الرواتب الضخمة التي ستتوقف والاتصالات اليومية (سمو رئيس الوزراء طالبك عالخط، عندك اجتماع اليوم في المجلس الفلاني والهيئة الفلانية، انت معزوم على العشاء عند سمو الأمير مع..الخ)، هذه الأمور تشغل ذهن بعض الأخوة النواب عند الحديث عن تعديلات دستورية تحقق التوازن وتدعم افادة الكويت من فترة الوفرة النفطية لبناء وضع يفيدها بعد انحسار عصر النفط في عقود قليلة من الزمن.
الكلام عن الفساد «المتوقع» فيه تستر على الفساد «الواقع» في ظل الأوضاع الحالية، فقط انظر الى تأثير تأخر مسيرة المشاريع – لن نتحدث عن بقية أنواع الفساد الآن - طريق الصبية الذي ستطرح مناقصته في يونيو القادم كانت الدعوة للمقاولين فيه قد وجهت عام 2006 ثم توقف كل شيء، اليوم بلغت تكلفته ألف مليون دينار وكان من المقرر طرحه بـ 250 مليون دينار عام 1995 أضف خسارة المنافع الضخمة التي فاتت من إعمار منطقة الصبية وضخ أراض جديدة تنتعش معها حركة المشاريع وتنشط بها دورة الاقتصاد، أليست هذه خسارة فادحة؟ ولو تتبعت عشرات المشاريع في القطاع النفطي وغيره والتي تأخرت بسبب ضعف السلطة التنفيذية وارتفاع معدل دوران الوزراء ولهاث الجهاز الوظيفي المساند لهم لتلبية طلبات النواب، تلك الطلبات التي أخذت طابعا دستوريا (أسئلة ومقترحات واستجوابات) والجميع يعرف أنها غطاء للضغط من أجل تنفيذ تلك الطلبات.
تعديل الدستور هو «استحقاق دستوري» لا يجوز أن يختطفه المنتفعون من الوضع المعوج، ومن الخطأ انتظار موافقتهم للتنازل عن تلك المنافع والهيلمان وهي أهم بكثير - عند البعض - من نجاح تنفيذ الخطة الإنمائية الكبرى، بل يراهن البعض على فشلها بغير النظر في أسباب التعثر، ان حدث، ومحاولة استباق وقوع الفشل الذي يمثل طامة كبرى على الأجيال القادمة في التعليم والعلاج والإسكان.
كلمة أخيرة:
منذ زمن والكويتيون يطالبون بوجود قيادات شابة مميزة من الأسرة الحاكمة وعندما برز شخص اسمه أحمد الفهد وجدنا من يضع له العصي في الدولاب، إن حاجة الأمم لوجود قيادات شابة ونشطة لا تقل عن حاجتها الى الماء والهواء، وقد سئل رجل من بني عبد القيس «بم سدتم؟» فقال «نحن عشرون ألفاً، وفينا حازم نطيعه».. لنترك الهواجس ومعارك الهواء جانبا، ولنتحدث بشكل ناضج، الكاسب هو أنت وأبناؤك وأحفادك، ادعم التغيير، راقب الأداء بشكل ايجابي، ونحن المواطنون سنراقبك، ونراقب كل الأطراف، وسندعم الإنجاز الجيد، ولن نسكت عن الخطأ الفادح الذي تشوبه شائبة التقصير، أو القصور.
تعليقات