يرى فى حضور قطر مناورات 'الرسول الأعظم' دليلا على التباين الخليجي تجاه إيران، ويعتبر المناورات استعراض عضلات ضد دول الخليج
زاوية الكتابكتب إبريل 28, 2010, 1 ص 1612 مشاهدات 0
خارج التغطية
التناقض الخليجي في العلاقة مع إيران
ناصر المطيري
مناورات «الرسول الأعظم» الخامسة التي أجرتها قوات الحرس الثوري الايرانية في الخليج الأسبوع الماضي وهي احدى أكبر المناورات من حيث الحجم والتقنية العسكرية والأسلحة المستخدمة وجاءت في توقيت سياسي يراد منه توجيه رسالة تحد ايرانية لقوى الضغط الدولية على ايران واستعراض عضلات ايرانية لمحيط ايران الاقليمي لاسيما في الخليج.
لا غرابة في اجراء مناورات عسكرية في الخليج وهذا أمر معتاد ولكن الغرابة التي تسترعي الملاحظة والاهتمام هي أن تلك المناورات كانت بحضور وفد عسكري من دولة قطر الشقيقة بقيادة الأدميرال عبدالرحيم الجناحي وهي المناورات ذاتها التي أعلن فيها قائد الحرس الثوري الايراني على مسمع من الوفد العسكري القطري أن مياه «الخليج الفارسي» باتت تحت السيطرة التامة للقوات البحرية الايرانية.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل انه في اليوم التالي للمناورات الايرانية التي جرت بحضور قطري صدرت تهديدات ايرانية شديدة اللهجة ضد وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الذي ندد باحتلال ايران الجزر الاماراتية: طنب الصغرى والكبرى وأبوموسى.
هذا الموقف يدعونا لتدقيق النظر في العلاقات الخليجية - الايرانية تلك العلاقات التي يشوبها التباين غالبا والتناقض أحيانا وتتسم بالفردية وتخرج عن اطار السياسة الموحدة لدول مجلس التعاون تجاه ايران، فدول مجلس التعاون الخليجي لا تحكمها استراتيجية موحدة في العلاقة مع ايران بل هي علاقات ثنائية فردية تتباين في درجاتها لتصل الى حد التناقض ففي حين نجد هناك تنافرا بين أبو ظبي وطهران نلحظ في الوقت ذاته تقاربا وحميمية بين الدوحة وطهران، وقد نجد حالة من الفتور في العلاقة السعودية - الايرانية في حين نلمس علاقات سياسية قوية بين مسقط وطهران، ورغم التقارب الأخوي بين مملكة البحرين ودولة الكويت الا أن هناك قطيعة بحرينية مع ايران وتقاربا قويا بين الكويت والجمهورية الاسلامية الايرانية!.
هذا التباين الخليجي في التعامل والتعاطي مع ايران هو ما عزز سياسة الهيمنة الايرانية وفرض القوة بالقول والعمل على دول مجلس التعاون الذي «تتفتت» توجهات دوله ومصالحها الاستراتيجية أمام ايران، ولعل هذا ما يشجع طهران بين فترة وأخرى على «الاستفراد» ببعض دول مجلس التعاون بالهجوم السياسي والتهديد على مسمع من شقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي.
وليس بعيدا عن ذاكرتنا العودة غير الرسمية للطموحات الايرانية في البحرين في العام الماضي، وشهدنا تكرار التهديدات باغلاق مضيق هرمز وامكانية «احراق المنطقة»، وكان هناك حديث عن ضلوع أو دور ايراني في الحرب الحوثية في اليمن ناهيك عن استغلال ايران الورقة الطائفية في الخليج وبعض البلدان العربية لدعم سياستها التدخلية في المنطقة وتعزيز نفوذها.
أمام هذا كله بات من الضروري بلورة استراتيجية خليجية موحدة ازاء ايران تنطلق من منظومة مجلس التعاون لاسيما أن المستقبل ربما يحمل لنا العديد من التطورات التي تتطلب تنسيقا خليجيا مشتركا في التعاطي مع الملف الايراني بكل أبعاده الدولية والاقليمية بما يضمن الأمن الخليجي المشترك.
تعليقات