د.خالد عايد الجنفاوي يطالب بإخضاع الجرائد الإلكترونية الكويتية لقانون المطبوعات

زاوية الكتاب

كتب 2219 مشاهدات 0





د.خالد عايد الجنفاوي
 26/04/2010

تنظيم النشر الإلكتروني
 

حوارات
مادامت الجريدة الألكترونية الكويتية تتناول قضايا محلية وتفتح باب تعليقات القراء فيجب ان تخضع لقانون المطبوعات
نعرف أن النشر الالكتروني-في بعض الدول الغربية-يكاد لا يقع تحت أي رقابة حكومية بسبب تنافي ذلك مع حرية الرأي والتعبير. لكن نعرف كذلك تعدد أشكال هذا النشر المعاصر (مجلات مهنية إلى صفحات شخصية خاصة) وكيف يمكن لأي من كان تشييده خلال دقائق وملؤه بما يريدون, سواء كان هراء أم نقداً صحافياً مهنياً أو تشهيراً و 'خرابيط' لا معنى لها! ولذلك نعتقد أن عملية 'تنظيم النشر الالكتروني' في سياقنا المحلي الكويتي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تلك 'الاختلافات الجوهرية' ويجب أن يتم التركيز في الوقت الحالي على الأقل على تلك الجرائد الالكترونية والتي يبدو تطرح نفسها في أثيرنا المحلي كصحف مهنية تعمل في نطاق حرية الرأي والتعبير الصحافية وتناقش قضايا وأموراً محلية بحتة. هذه المشاركة الاكترونية في قضايانا المحلية يرافقها مع الأسف غياب تشريعات واضحة تكافح جرائم النشر كي لا تستغل حرية التعبير المزعومة للنيل من كرامة الأفراد أو بث الفتنة في المجتمع.
طرحنا قبل فترة خلال مقابلة في برنامج إذاعي فرضية حول تنظيم النشر الالكتروني وما زلنا نؤمن بصوابها: وفق رأينا, ما دامت الجريدة الالكترونية الكويتية تتناول بشكل مباشر قضايا وشؤون محلية شديدة الخصوصية وتفتح باب تعليقات القراء حولها فهي بشكل أو بآخر يجب أن تخضع لقانون المطبوعات والنشر ولوائحه التنفيذية (2006). هذا القانون وضع من الأساس لحماية الأفراد من التشهير والطعن في سمعتهم ولكنه لا يركز بشكل مباشر على الصحافة الالكترونية. ولذلك ومن أجل سد ثغرات الهوى البشري والقيل والقال ومن أجل لجم أصوات التفرقة والفتنة والطرح الشخصاني المنفلت يجب أن يكون هناك معايير وأسس مهنية تحكم عمل الجريدة الالكترونية.
وإذا جادل البعض أن تنظيم النشر الالكتروني ربما يتعارض بشكل أساسي مع حرية الرأي والتعبير, يجب أن نعترف أننا لا نزال نعيش في بيئة عربية وإسلامية تقليدية تتقيد-بشكل غير مكتوب-بمحاذير وترتيبات اجتماعية معينة تمنع نشر وإشاعة ما قد يثير الفتن أو يسمح بسب الآخرين. الجرائد الالكترونية في الغرب الحضاري إذا تمتعت بالمهنية المناسبة تزيد شعبيتها غالب الوقت وذلك بسبب ممارستها للحرفية والجدية في الطرح, ولكن ليس من الضروري أن يحدث نفس السيناريو المهني في الشرق! بمعنى آخر, تنظيم النشر الالكتروني سيمنع الاستغلال السلبي للعواطف الجياشة الشرقية والنمطية من أجل فقط زيادة شهرة الجريدة الالكترونية على حساب الوطن والوحدة الوطنية والتآلف الاجتماعي, فلعل وعسى.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك