ميثم الجشى يستغرب نظرة الريبة والشك فى الوطنية والإخلاص تجاه الشيعة فى البلاد العربية
زاوية الكتابكتب إبريل 27, 2010, 12:47 ص 1262 مشاهدات 0
اليهود والشيعة والمواطنة
ميثم الجشى
بالامس القريب نشر البرلمان اليهودي العالمي رسالة مفتوحة باسم رئيسه الأميركي رونالد لودر، موجهة للرئيس الأميركي، وقام البرلمان بنشرها في كبريات الصحف الأميركية، وكانت صحيفة «الوول ستريت» واحدة منها، المهم أن الرسالة تلوم الرئيس أوباما على تحيزه ضد إسرائيل، وتلومه أيضا على إهانة إسرائيل، كما توضح الرسالة أن الضغوط التي يمارسها راعي البيت الأبيض على إسرائيل لن تزيد إسرائيل إلا إصرارا على حقها في ضم أراضي المستوطنات إلى الدولة اليهودية، وتحث الرسالة أوباما على حماية أمن إسرائيل، وذلك عبر زيادة العقوبات على طهران، وإنهاء التهديد النووي التي تمثله إيران على الدولة اليهودية.
وأنا هنا لست معنيا بتفنيد ادعاءات الصهاينة هذه في هذا المقال، ولكنني أتعجب من أن الأميركيين المسيحيين لا ينظرون لليهود من مواطنيهم نظرة تشكيك في ولائهم أو حبهم للولايات المتحدة، مع كل نشاطاتهم المؤيدة لدولة اليهود، بل حتى مع الأموال الطائلة التي يجمعونها في كل عام لدعم إسرائيل، ومجموعات الضغط السياسية والاقتصادية التي يشكلونها للضغط على مجلس الشيوخ الأميركي والبيت الأبيض، بالرغم من هذا كله، يضع لهم أوباما شمعدانا كبيرا في الحديقة الخلفية للبيت الأبيض جنبا إلى جنب مع شجرة الميلاد خلال فترة الأعياد المنصرمة، مع ملاحظة أن اليهود الأميركيين لم يكن لهم ذلك الدور في حروب أميركا التي لا تصب في مصلحتهم كيهود.
في المقابل، وفي كل لقاء يجتمع فيه شيعي مع سني في دول الخليج العربي، وفي كل مقابلة لأي شخصية شيعية في وسائل الإعلام، هناك سؤالان أزليان يتم توجيههما للشيعة، الأول كيف توفقون بين إتباعكم لمرجعية دينية خارجية، وبين ولائكم لوطنكم؟ السؤال الآخر هو، كيف يدفع الشيعة خمس ما زاد عن حاجتهم في كل سنة لمراجع النجف وقم؟ أليس هذا ينافي أو يتعارض مع الولاء للوطن، وفي كل مرة يجيب الشيعي بنفس الإجابة، ويثبت أن التاريخ والحاضر يثبت عدم صحة هذين الادعاءين، في المملكة يقول الشيعة إنهم دخلوا تحت الحكم السعودي بالسلم وليس بالحرب كما باقي المناطق، وأنهم فضلوا الملك عبد العزيز على الحماية البريطانية، وفي الكويت، يسرد الشيعة تاريخهم المتجذر في هذه الأرض، وأن الشيعة كانوا وما زالوا أحد أعمدة الكويت الرئيسة خصوصا خلال الأزمات، واحتلال الكويت أكبر دليل على ذلك.
إذاً، في الولايات المتحدة، ينظر لليهود بالرغم من كل نشاطاتهم الداعمة لإسرائيل على أنهم مواطنون درجة أولى، وأن أنشطتهم هذه لا تجرح ولاءهم لوطنهم، بينما ينظر للشيعة في كثير من الدول العربية ان لم يكن كلها بعين الريبة والتشكيك في وطنيتهم وإخلاصهم، فكيف سيشعر الشيعي وهو يعيش تحت نيران التشكيك والريبة؟
تعليقات