زايد الزيد يكتب عن سياسة هز الرؤوس التي يتبعها كبار مسؤولي وزارة الدفاع في مفاوضات صفقة 'الرافال' مع الجانب الفرنسي !

زاوية الكتاب

كتب 1486 مشاهدات 0


الخلاصة
«الرافال».. وهز الرؤوس!
زايد الزيد 


كتلة سياسية في مجلس الأمة ( وهي كتلة الاصلاح والتنمية )، تتصدى خلال عام ونصف العام، لصفقة طائرات «الرافال» التي ينوي الفرنسيون تسويقها علينا وحدنا من بين كل دول العالم التي رفضتها، وتجتمع الكتلة بـ «الجماعة» في الدفاع في أكثر من اجتماع، لتطلعهم على ما لديها من معلومات، وتقدم الأسئلة والاستفسارات، وتحيل الموضوع لديوان المحاسبة، وينتهي الديوان من تقريره الذي يبين فيه عدم تعاون «الجماعة» في الدفاع في موضوع «الرافال» وفي غيرها من المواضيع، وتقوم كتلة سياسية أخرى «كتلة العمل الشعبي» بتبني الموضوع ذاته، وتكشف تفاصيل جديدة فيه، تتعلق بالوسيط، الذي استضاف وزير الدفاع الفرنسي في منزله بالكويت، لغرض تمرير الصفقة، والاتفاق على العمولات، وذلك لقرب الوسيط بأحد أصحاب القرار المباشرين في الصفقة!

وبعد مشوار العام ونصف العام، يحط في الكويت، وفد فرنسي عسكري رفيع المستوى، برئاسة رئيس أركانهم «هذا الأسبوع»، ويعقد رئيس الأركان هذا، المسيو إدوار جيو، مؤتمرا صحافيا عندنا، يستهزئ فيه بالاعتراضات النيابية، وقبلها اعتراضات الشباب الرائع في القوة الجوية، التي سيقت بوجه الصفقة، ويقول بلا حياء وبلا دبلوماسية: «ارموا كل ما يكتب عن الصفقة بسلة المهملات»! وحقيقة لا يلام المسيو إدوار جيو في هذا التصرف، ذلك ان الصورة التي كونها عن الكويتيين، تشكلت من خلال اجتماعاته المتعددة مع «الجماعة» في الدفاع، فهو يرى أمامه مسؤولين كبارا، لا يناقشون، ولا يسألون، هم فقط مكتفون بحركات هز الرؤوس بطريقة رأسية لا أفقية !

إن المسيو إدوار جيو، يعلم أن الاعلام الفرنسي يتحدث عن طائرات «الرافال» بكل حرية، وينتقد المؤسسة العسكرية في باريس، لعدم تقديمها للشعب الفرنسي، تبريرات مقنعة، بشأن صعوبة تسويق «الرافال»، خارج الأراضي الفرنسية؟! وها هي القناة الفرنسية «فرانس 24» تتساءل قبل أيام في تقرير إخباري لها عن «الرافال» فتقول: «لماذا أصبح من الصعب تسويق المقاتلات الفرنسية من طراز «رافال» في الأسواق العالمية رغم ما تملكه من حداثة تكنولوجية ودقة؟ لماذا فرنسا هي البلد الوحيد الذي يملك هذه الطائرات الهجومية؟!

وفي اليوم ذاته، وفي التوقيت نفسه أيضا، الذي عقد فيه المسيو إدوار جيو، مؤتمره الصحافي، عقدت كتلة التنمية والاصلاح مؤتمرا صحافيا، تناول فيه أعضاؤها الأربعة «المسلم والحربش والطبطبائي والصواغ» تجاهل «الجماعة» في الدفاع لأسئلة مجلس الأمة واستفسارات ديوان المحاسبة، وكشفوا عن وجود كتاب رسمي صادر عن ديوان المحاسبة يقول فيه ان وزارة الدفاع أخفت مستندات خاصة بصفقة «الرافال»! وختمت الكتلة بإعلانها تقديم استجواب فور توقيع الصفقة، وأعلن الناطق الرسمي باسم كتلة العمل الشعبي النائب مسلم البراك، أن الكتلة ستكون طرفا أساسيا في الاستجواب الذي سيقدم في حال توقيع الصفقة.

كل هذا المشوار، الذي استغرق عاما ونصف العام، وكل هذا الغموض الذي يلف الصفقة، من بدئها وحتى منتهاها، وبعد أن كشف مجلس الأمة ما لديه من معلومات، وبعد أن قال الفرنسيون، عندنا في الكويت وعندهم في باريس، ما قالوه عن الصفقة، وبعد أن قال ديوان المحاسبة أخطر ما يمكن أن يقال، ومع الغياب التام للشفافية في عصر خطة التنمية ذات الـ 37 بليون دينار، كل هذا يحدث وأكثر، و«بعض الجماعة» في الدفاع صم عمي بكم، أو «كأن على رؤوسهم الطير»، الطوفان يقترب منهم وهم لا يملكون حتى أن يدافعوا عن قراراتهم !

لا تلوموهم يا جماعة، فمن اعتاد طوال عمره على أن يهز رأسه بالطريقة الرأسية، لا تتوقعون منه خيرا.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك