زايد الزيد يُبين أسباب الهجوم الظالم على صاحب المدرسة السياسية الكبيرة النائب الفذ مسلم البراك من جانب ما أسماهم بقوى ' الفساد والسقوط والتردي ' وزملاؤهم ' الفاسدون الجدد ' !
زاوية الكتابكتب إبريل 12, 2010, 12:23 ص 7715 مشاهدات 0
مسلم البراك .. ملك التأزيم!
زايد الزيد
هذا الهجوم المنظم والمبرمج والمكثف وغير المسبوق، الذي يتعرض له النائب الفاضل مسلم البراك هذه الأيام، ومن أطراف وشخصيات وقوى لا يجمعها رابط فيما بينها، سوى العداء لمسلم ولما يمثله من منهج، لابد أن نفهم أسبابه، ونعرف من هم محركوه، خاصة بعد أن دخل على خط مهاجمة مسلم، قوى وشخصيات «غير تقليدية » في إظهار العداء لمسلم ولمنهج مسلم في العمل السياسي، ذلك أن المسألة أكبر وأعمق بكثير من كونها قضية مهاجمة نائب، على موقف هنا، أو موقف هناك .
وأنت من السهل أن تفسر أسباب الهجوم على مسلم من قوى أسميها قوى «الفساد والسقوط والتردي»، فهي القوى «التقليدية» التي اتسمت دوما وعلى مر تاريخنا السياسي، وفي جميع محطاته، بالهجوم على الشخصيات الوطنية التي تنشد الإصلاح، حدث ذلك في مرحلة ما قبل العهد الدستوري للدولة، ويحدث فيما بعده !
وهنا، من المهم أن نتذكر الصرخة المحزنة التي أطلقها النائب الكبير أحمد السعدون، في احتفالية الذكرى الأخيرة لصدور دستور 1962 التي نظمتها «دار قرطاس» في نوفمبر الماضي، فالسعدون قال : ان الأمر الجديد والمؤسف في مهاجمة الدستور أنه بات يأتي من قوى «غير تقليدية»، من قوى كانت تدافع عن الدستور، وانقلبت عليه اليوم، في المقابل، يقول السعدون : «وأن الأمر الجميل أن هناك قوى عرفت «تقليديا» بمهاجمتها للدستور، وأضحت اليوم مدافعة عنه بشراسة» !
إذا، نحن أمام معطى جديد يجب أن ننتبه له جيدا، وهو دخول القوى «غير التقليدية» (أسميهم الفاسدين الجدد) في مخطط (ولا أقول حملة) القضاء على الدستور، من خلال الهجوم على حماته، واخافتهم، وتشويه مواقفهم، والمساس بسمعتهم، واختلاق الاشاعات من حولهم !
وواضح، بالنسبة لي على الأقل، أن الربط بين الهجوم على الدستور، وبين الهجوم على الشخصيات الوطنية المتمسكة بالدستور والملتزمة به نصا وروحا، والتي يأتي على رأسها النائب الفذ مسلم البراك، هو ربط مدروس ومقصود، وله اهداف وغايات بعيدة، مبتغاها النهائي، كما ذكرنا، القضاء على دستور 1962، وحينها فقط لاسمح الله سيخلو الجو لقوى «الفساد والسقوط والتردي» وزملائهم «الفاسدين الجدد» لنهب البلد وتصفية أمواله، وإهانة من يعترض سبيلهم في النهب والسرقة!
والآن، لنعد إلى عنوان المقال، فكيف يكون مسلم شخصية وطنية، ومتمسكة بالدستور إلى أقصى حد ممكن، والعنوان يصفه بملك التأزيم ؟! نعم، هو ملك التأزيم، فبعد أن أصبح للتأزيم مفهوم خاص عند قوى «الفساد والسقوط والتردي» وزملائهم «الفاسدين الجدد»، مفهوما يختلف عن كل معاني التأزيم الموجودة في قواميس لغات العالم أجمع، فإن مسلم هو المؤزم بجدارة ! فحينما يقوم مسلم بدوره الرقابي والتشريعي على الوجه الأمثل منذ اليوم الأول في جلوسه على المقعد النيابي في العام 1996 وحتى اللحظة، وحينما يمارس أدوارا متعددة، وعلى جبهات عدة، وفي خطوط متوازية، ويحقق انجازات لا تحصى لبلده ولأبناء بلده تصب كلها في الصالح العام، من حماية الدستور، إلى «الذود عن أموال الشعب ومصالحه»، منذ ما قبل حصوله على شرف تمثيل الأمة، فإن مسلم يستحق أن يتوج ملكا للتأزيم! ذلك أن قوى «الفساد والسقوط والتردي»، وزملاءهم «الفاسدين الجدد»، في مفهومهم الخاص بالتأزيم، لا يعتبرون من يقوم بتلك الأدوار بأنه سياسي وطني، وأكبر دليل على ذلك تمجيدهم للمتردية والنطيحة من نواب يعرف العامة قبل الخاصة كيف وصلوا للبرلمان !
إن الحديث عن مسلم اليوم، لا ينبغي أن يكون حديثا عن ظاهرة سياسية عابرة، كما يحاول أن يروج لذلك مشجعي حرامية المال العام وخصوم الدستور ( ولا أقول خصوم مسلم )، إنما الحديث عن الرجل يجب أن يكون في إطار بحثه كمدرسة سياسية، فنحن نتكلم عن تاريخ من العمل السياسي المتصل على امتداد ما يقارب العقود الثلاثة من الزمان، لرجل بالكاد قد بلغ اليوم الخمسين من عمره المديد بإذن الله، فالرجل ترأس في مطلع ثمانينيات القرن الماضي نقابة البلدية والاطفاء، وهي واحدة من أهم النقابات العمالية في فترة انتعاش العمل السياسي في الكويت، ودخل في العام 1989 عضوا في «تجمع الـ 45 » الذي شكل مع تجمع نواب مجلس 1985الرافضين لتعليق الدستور، الدور المحوري الأكبر في حياتنا السياسية، ووفق في الوصول إلى عضوية مجلس الأمة منذ العام 1996 عبر تفوقه المذهل في ست دورات انتخابية، وكان خلال هذه المدة الطويلة مثالا للرجل السياسي الجاد والرصين والملتزم، إننا فعلا، أمام مدرسة سياسية كبيرة، مدرسة في الصلابة، ومدرسة في الثبات، ومدرسة في العزة والعفة والأنفة .
مسلم، هو النائب الأكثر التزاما في حضور الجلسات، وهو الأكثر التزاما في حضور اجتماعات اللجان التي يشترك في عضويتها، كما أنه أكثر الأعضاء حرصا على حضور اجتماعات لجان ليس عضوا فيها، مسلم لا يصرف وقته في سفرات المجلس السياحية التي تجوب العالم من غير فائدة تذكر .
مسلم، إذا تبنى موضوعا، التزم به حتى النهاية، سواء كان في الجانب الرقابي أو التشريعي، ولو أردنا أن نحصي انجازاته هنا، لفاضت هذه الزاوية، وحسب الرجل مواقفه الرقابية في الدفاع عن أموالنا وأموال أجيالنا من بعدنا، لم ولن ينسى أحد مشاريع النهب التي أوقفت بسبب صلابة مسلم ووصلابة كتلته وصلابة زعيمها الكبير أحمد السعدون، كما لم ولن ينسى أحد أدوار مسلم التشريعية الرائعة والرائدة، فحسب الرجل أيضا، إصدار قانون المعاقين، لقد أجهد نفسه في تبني المشروع وصياغته ومتابعته، وواصل الليل بالنهار، حتى صدر هذا القانون التنموي الراقي، وأسعد به معظم أسر أهل الكويت وأراحهم .
مسلم لم يرد قط صاحب حق لجأ إليه، وهو في هذا المسلك، لا ينظر لصاحب الحق أي يسكن ؟ أو ما هي فئته الاجتماعية أو الطائفية ؟ لذا، لم ولن ينسى أحد لمسلم ما عمله من أجل الكويت، ولو كره الحاقدون العنصريون!
يقول الحاقدون في قوى «الفساد والسقوط والتردي» وزملاؤهم «الفاسدون الجدد» أن مسلم يريد أن يبني لنفسه مجدا ! نعم، لقد بنى الرجل لنفسه مجدا عظيما، أسسه على العزة والشرف، لم يبن القصور العالية، ولم يجب البحار باليخوت الفخمة، إن مجد مسلم هو مفخرة لأبناء شعبه، قبل أن يكون مفخرة شخصية له، لأنه مجد منهج يقوم على الاصلاح، لو علم الكاذبون المزيفون!
والله يا «بو حمود» أقولها من الأعماق، من أعماقي وأعماق محبيك الكثر، الذين تعلم أنت، وأعلم أنا، ويعلم حتى قوى «الفساد والسقوط والتردي» وزملاؤهم «الفاسدون الجدد»، نعلم جميعا حجم محبتك الهائلة التي تملأ نفوس أهل الكويت، أقول لك : «عسى الله أن يثبتك على ما أنت عليه»، وليمت العنصريون بغيظهم.
تعليقات