تكفيرا عن سيئاتها فى دعم الإخوان والسلف لضرب لزعزعة استقرار مصر فى الماضى.. الدعيج يطالب الحكومة بالتكفير عن سيئاتها ومراجعة موقفها من انصار البرادعي
زاوية الكتابكتب إبريل 13, 2010, 6:14 ص 1010 مشاهدات 0
كفّروا عن سيئاتكم
كتب عبداللطيف الدعيج :
عندما كتبت مقال الامس، معترضا على التعسف الحكومي ضد بعض ابناء الجالية المصرية، لم اكن اعلم انهم ينتمون الى حركة شعبية منظمة ذات نفَس ديموقراطي واضح. فانا بعد الغزو شغلت نفسي تماما بامور الداخل، على عكس المرحلة التي سبقت الغزو التي كانت فيها اهتماماتنا فلسطينية وعربية ودولية واخيرا محلية.
الذي تبين ان مؤيدي السيد محمد البرادعي للترشح للانتخابات الرئاسية في مصر جماعة ديموقراطية تناضل سلميا لتقدم مصر ومستقبلها. حكومتنا الصنديدة او غير الرشيدة ساندت بالامس مجاميع التخلف من الاخوان والسلف، او على الاقل، تغاضت عن انشطتهم ضد جمهورية مصر العربية وضد انتمائها الحضاري. حكومتنا وفرت، بشكل مباشر او غير مباشر، العون المادي والمعنوي لمتخلفي الاخوان والسلف ومكنتهم في الثمانينات من العبث بمصر وتاريخ مصر. قتلوا ودربوا بأموال كويتية، وزعزعوا استقرار مصر بمساندة ودعم كويتي شبه رسمي، الى درجة انهم حولوا مصر «الحنفية» ــــ اكثر المذاهب الاسلامية انفتاحا وتسامحا ــــ وشبه الشيعية الى دولة سلفية يسودها التزمت ويتحكم فيها التطرف.
مصر، مع الاسف، صدّرت لنا الاخوان المسلمين، نحن «طورناهم» وربربناهم ورجعناهم لمصر سلفيين وارهابيين لا يشق لهم غبار. اليوم مصر غير، رياح التقدم والانفتاح والتسامح هي التي تهب من مصر. لهذا حكومتنا الصنديدة تتصدى للمد التقدمي ولمظاهر الانفتاح وظواهره، مع اننا دولة ديموقراطية من المفروض اننا نشجع التحولات الديموقراطية في المنطقة وندعمها. ومن المفروض بعد هذا كله ان نكفر عن سيئاتنا ونتستر على اخطاء «البترودولار» التي تفاقمت في الثمانينات.
نحن مع الحكومة في ان قضايا مصر شأن داخلي، لكننا ايضا مع المنطق ومع الواقع اللذين يؤكدان انه في عالم اليوم ليس هناك قضايا خصوصية، وليس هناك شؤون محلية، بل علاقات وتفاعلات دولية مترابطة ومتشابكة.
من مصلحتنا ان نساهم في التطور الحضاري لجمهورية مصر العربية، ومن مصلحتنا وامننا ان تكون مصر ديموقراطية ومدنية وليست مرتعا، كما تريدها مجاميع التخلف هنا، للتزمت والتطرف، او مركزا لاحتكار السلطة ونموذجا للفردية والتسلط كما يريدها صناديد مجلس الوزراء.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات