عبدالله المسفر يقول لرئيس الوزراء بعدما أمنتم الاستجواب ولديكم أكبر ميزانية فى تاريخ الكويت ، آن الآوان لإثبات قدراتك كرجل دولة

زاوية الكتاب

كتب 1702 مشاهدات 0





أنت المسؤول ياسمو الرئيس!
عبدالله المسفر

 
سنتحدث إليك اليوم يا سمو الرئيس بكل صراحة ووضوح ودون مواربة أو نفاق، لأننا لا نجيد هذه اللعبة ولسنا من مسّاحي الجوخ أو المطبلين المزمرين الساعين إلى نيل رضا الحكومة للحصول على جزء ولو بسيط من بركاتها، أو الاستئثار ببخورها، أو الاستحواذ على عطرها.

يا سمو الرئيس لقد ثبت بشكل قطعي امتلاك الحكومة لأغلبية نيابية تؤهلها لتجاوز أي مساءلة أو محاسبة تجاه أي تقصير أو خلل، وتجاوزت خمسة استجوابات دفعة واحدة كان أبرزها استجواب الرئيس وآخرها استجواب وزير الإعلام أحمد العبدالله، وأثبت هذا الاستجواب الأخير صدق مقولة لكل نائب سعر، كما ذكر أحد أعضاء الحكومة.

يا سمو الرئيس أنت تعلم أن تقديم الاستجواب من النواب للحكومة ليس له علاقة بالتنمية، وإنما ما يشاع حول ذلك هو مجرد حجج وشماعة علقت عليها الحكومة خيبة أملها وتقصيرها وتراجعها وكسلها عن تنفيذ الخطط التنموية والبرامج التطويرية، وكانت مقولة الاستجوابات تعطل التنمية شائعة من أجل تبرير التقاعس الحكومي. سمو الرئيس الآن أصبح الوضع مختلفا؛ فشبح الاستجواب تلاشى، وأصبح الاستجواب أسهل من بلع حبة 'بانادول'، ولم يصبح 'البعبع' الذي يخيف الوزير المخالف أو المتكاسل، بل إنه أصبح فرصة للحكومة لتعرية النواب الذين يساومون أمام ناخبيهم، خصوصاً بعدما ساوموا على أهم قضية في الاستجواب الأخير وهي الوحدة الوطنية، التي لن يأتي استجواب يحمل محاور أهم منها فيما بعد، وبالتالي لن ينجح أي استجواب آخر في الدورة البرلمانية الحالية.

يا سمو الرئيس... لقد أمنتم جانب الاستجواب، وحصلتم على أكبر ميزانية في تاريخ الدولة والبالغة 37 مليار دينار، ولم يعد هناك أي معوقات لتحقيق التقدم والرخاء لهذا البلد وشعبه، وأنت الآن في مفترق طرق وأمام تحدٍّ لإثبات قدراتك كرجل دولة، تلك القدرات التي لم يشاهدها الشارع السياسي إلا من خلال بعض الصحف والفضائيات.

يا 'بوصباح' المجلس ضمنته، والفلوس في خزينة الحكومة، وكل السبل مهيأة لك، لذلك أنت المسؤول عن أي تقصير أمام الشعب، ولم يعد هناك أي حجج أو شماعة يمكن تعليق عدم الإنجازات عليها، فالتنمية هي التي نسعى إليها جميعاً، وبإنجازك تستطيع أن تحظى بإعجاب المعارضين، أما إن فات الوقت ولم تحقق شيئاً، فإن المطبلين والمزمرين وأبواق السلطة لن يستطيعوا العزف على أوتار الفشل والتخاذل مرة أخرى.

خارج نطاق الموضوع:

خالص العزاء للشيخ أحمد الفهد وإخوانه لوفاة المغفور لها بإذن الله جدتهم والدة الشهيد فهد الأحمد.

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك