أسامة الطاحوس ينتقد إقحام الوحدة الوطنية عند الحديث عن الفرعيات وإزدواجية الجنسية
زاوية الكتابكتب إبريل 4, 2010, 3:04 ص 893 مشاهدات 0
وحدتهم الوطنية!الأحد, 4 أبريل 2010
أسامة الطاحوس
ثمة مشكلة مفاهيم عندنا يا أبناء الأمة الكويتية التي لا يتجاوز عددها المليون نسمة، وهي مفهومنا للوحدة الوطنية، فصار الكل يتحدث بالوحدة الوطنية والكل تحول إلى مُنظّر وماضغ لعلكة الوطنية، حتى دعانا الباكي جموعا لنبكي على أطلال الغرام، وكيف تشابكت أيدينا هواً؟ وكيف ارتفعت فراقا لا سلاما؟! فيا ليت الداعي والمحلل عالم بأسباب الفراق القهري فاهم للكلام، بل جاء بكلام وأحكام تتقلب وتتلاعب بين ما في الزور من حبال، فبكينا معه وأصدر حكمة أن الفراق سببه «المعبوج والأجار»!
«أجار» يكون مفرقا للجماعات و«معبوج» مسبب للاستجوابات، فلأجل المواجهة اللامنطقية نلوي عقولنا ونُسوق أن الوزير ـ القاسي ـ هو من وضع هذا المنتج في الأسواق ليفرق الخلان ويبكي الولدان ويضرب نسيج الغرام المذكور في مواد الدستور!
حركات وتصرفات «أجارية» مبنية على أساس كما يقال «ارعصلك زرار يخرجلك شعار»! فاليوم شعارهم الوحدة الوطنية وتحت الستار مصالح انتخابية.
لا أعرف من مصطلح الوحدة الوطنية سوى أنه مصطلح تسويقي لأننا لا نعرف حقيقة ما مرجعية كل شخص منا لهذا المفهوم؟ أو بالأصح، ما هو التعريف الشامل المانع لنقف عنده؟ سوى أن الواقع فرض أن يتحول هذا المفهوم لمصطلح شعبوي، لعلكة تتلاعب بها الأسنان ولا يفيد الأبدان، فالوحدة الوطنية التزام بالقانون وسيفه ولو كان علينا. والوحدة الوطنية هي عدم المساس بحقنا القانوني حتى لو كنا أقلية، والأغلب يرون أن وحدتهم الوطنية مكانها في وطن يشمل الجميع بسيادة قانونه. ولكن هناك أفرادا يريدون وحدة وطنية تتماشى مع خطواتهم حتى لو ضُرب القانون وهمشت الأغلبية.
إن من مصائب وحدتنا الوطنية أنها وحدة مطاطة، فعندما نتحدث عن الفرعيات ـ ووجهها الآخر التشاوريات ـ المخالفة للقانون يصيح البعض على أن تطبيق هذا القانون يعد ضربا للوحدة الوطنية والأساس الديموقراطي، وعندما يُسوق أصحابها للدفاع عنها، يقومون بزج جماعات وطوائف ليخلقوا لنا مقارنة، تفيدها بأن الحكومة تتعامل بمكيالين، وأنها حكومة ظالمة كارهة لأطياف شعبها، وفي المقابل يظهرون بأنهم هم المظاليم ليفرقوا بازدواجيتهم للوطنية بين الشعب الواحد.
وكالعادة دائما تزج القبائل وهي أكرم وأعز في هذه المخالفة القانونية، ويتسترون خلفها بدعوى الوحدة الوطنية، وهم يضربونها! فأي وحدة وأي وطنية أنتم تذكرون؟ وأي حديث وشهادة بها تستشهدون؟ فحتى في مزدوجي الجنسية يقحمون القبائل، وكأن القبائل هي لعبة لدى بعض أبنائها، فالمزدوجون ووجودهم هو ضرب للوحدة الوطنية، وشق لأجنابها وجيوبها، فهل كانت الكويت بلدا مؤقتا حتى نخفي حقيقتنا عنها لنسترزق من هنا وهناك؟ فلا بارك الله بمزدوجين ولا بارك في من هم عنهم محامون.
إن اختلاف الآراء لا يعد ضربا للوحدة الوطنية، بل ما أتصوره هو أن الاختلاف والتناظر يعد ظاهرة صحية، وهي زيادة لحمة لا تفريقا، حتى يعرف كل طرف الآخر خير معرفة، فسنة وشيعة وبدو وحضر هم جسد الكويت وروحها، أما الغوغائية والتهديدات الشوارعية فلا تأتي إلا من أعوج رديء، استخف بالبلد وقانونها، وزاد تمرده وقاحة، فمن أراد أن يخرج للشارع ليأخذ حقه بيده فليخرج الآن ليرى يدا صافعة تعيده إلى أحضان من يغسل «فلوسه».
نهاية يا صاحب مصطلح ضرب الوحدة الوطنية هلا تُعرّف لنا الوحدة لتكون عندنا أرسطو المجلس وفيلسوفه؟! فإذا كانت الفرعيات والازدواجية ومصطلح أبناء القبائل ومناطق داخلية وخارجية لا تعد ضربا للوحدة الوطنية، فكلمة أهل السور وعيال بطنها والترويج لها بالمقارنة لدينا سواء، فوحدتكم الوطنية تختلف عن وحدتنا، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسِبوا.
تعليقات