يكتب شيئا من تاريخه ويفتقد هجره الكتابة..فيصل الرسمان يسأل أين ذهب الدكتور عبدالله النفيسي؟

زاوية الكتاب

كتب 1885 مشاهدات 0



حوار الطرشان 
أين الدكتور .. عبدالله النفيسي ؟ 
 
كتب فيصل الرسمان
استبدت بي الرغبة منذ حين بل انها اخذت تلح الحاحا في الاونة الاخيرة لاكتب نزرا يسيرا من الرجاء والثناء عن مثقف الكويت الاول بلا منازع استاذي الكبير الدكتور«عبدالله النفيسي» الذي اختفى طواعية ونحن مازلنا في امس الحاجة اليه والى عطائه الفكري ذلك المعين الذي لاينضب والرافد الرقراق الذي لايتوقف.
ومن حيث انني من اشد المعجبين به وبفكره وعقليته المنظمة ومصداقيته التي لم تهتز، فيحق لي والحال هذه ان أتساءل، اين اختفى مثقف الكويت الاول ومفكرها الكبير؟.
هل هجر الكتابة في الصحف اليومية؟ ام انه طلقها طلاقا بائنا لارجعة فيه حتى اضحت محرمة!
فان كان هاجر للكتابة ـ وهذا ما اتمناه ـ فان الهجران يبدده الحنين ولسوف يرجع، اما ان كان طلقها ـ  وهذا ما لا نوده  ـ  فان خسارتنا ستكون فادحة لاننا سنفقد ألمعيا وقاد الذكاء، طالما امتعنا قلمه الحر الشجاع بما يسطره من اراء تدل على عمق ثقافة وسعة اطلاع، فهل ترجل الفارس عن صهوة قلمه؟ لست اعلم!.
ولكن الذي اعلمه تماما ان هذا المفكر الكبير يعتبر فخرا للكويت، وانا ازعم بأن الكويت في المقابل فخورة به وبأمثاله من النجباء، الا انها لا تظهر ذلك، فالكويت لم تجر على ابن من ابنائها كما جارت على مفكرها الكبير الذي يضاهي بفكره ـ ابن رشد، والغزالي ـ في السابق ـ  والافغاني، ومحمد عبده، وسيد قطب ـ في اللاحق.
لقد بزغ نجم مفكرنا الكبير في بداية سبعينيات القرن الماضي بزوغا نحو القمة شأنه في ذلك شأن المفكرين العظماء، حيث العبقرية التي يفتقدها غيرهم تكون متأصلة بهم منذ نشأتهم الأولى، فكان لهذه العبقرية التي يتمتع بها مفكرنا الفضل باختصار الزمن وطي السنين عليه.
وبما انه يحمل فكرا فقد كان متحمسا لنشره بين افراد المجتمع، يدفعه الطمع بتحريك روح المبادرة في نفوسهم، فاختار التلفزيون باعتبار انه اسرع وسيلة لنشر الفكر، فقام بتقديم برنامجه الشهير أنذاك«المائدة المستديرة» الذي استوحى عنوانه من مائدة الفرسان في اوروبا منذ عصور مضت، ذلك البرنامج الحواري الثري بكل ما تعني الكلمة من معنى، ذلك البرنامج الفريد الذي لن يتكرر على الاطلاق مهما حاول المزيفون تقليده في ايامنا هذه، الا ان برنامج «المائدة المستديرة» لم يجد الرضى في نفس المسؤول، ولم يتنازل مقدمه عن مصداقيته في المقابل، فتوقف.
دخل مجلس الامة بكل يسر، الا انه كان فيه من الزاهدين، لانه وجد هذه المؤسسة عبارة عن«دكان» قد كسدت بضاعته خاسرا من باع فيه واشترى، يفتح بابه للجمهور يوما ويغلقه اياما كثيرة، وجد فيه اللغو الذي طغى طغيانا كبيرا، كما وجد الفوضى اطارا، وتجاذب المصالح قاعدة، الامر الذي جعله يقول من غير تحفظ ان تجربته النيابية تعتبر سقطة يتمنى ألا تتكرر، لانه يدرك بان رجال العلم لايمكن لهم الدخول في نفق السياسة، مالم تقم هذه الاخيرة على اساس فكري يغذيها ويوجهها.
فهل انسحب مفكرنا لانه ايقن بان المناخ الفكري في بلده لم يعد صالحا لإناخة «ركائبه الفكرية» ام انه ادرك بان الاخر لايفهمه ام انه يريد ان لا يفهمه.
والدليل على عدم الفهم لهذا المفكر واقعة«زيد الشكر الشاي ماصخ» هذه الواقعة التي اثرت كثيرا في دكتورنا الكبير«عبدالله النفيسي».
ومن نافلة القول لايفوتني الا ان اتقدم بجزيل الشكر لقناة الجزيرة التي اتاحت وستتيح لمفكرنا نشر افكاره واستنتاجاته.. والسلام.

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك