أحمد المليفي يتهم مدعو التدين بتشويه الإسلام وأنهم أصبحوا أداة هدم للقيم .. ويكتب عن فريق الكريكيت الكويتي.. من الباكستانيين!

زاوية الكتاب

كتب 1298 مشاهدات 0


 

 

الأرجنتينيون أحبوا العرب المهاجرين فاختاروا كارلوس منعم
مدعو التدين شوّهوا الإسلام فأصبحوا أداة هدم للقيم
احمد المليفي 


 
فريق الكريكيت الكويتي.. من الباكستانيين! 

 
 
كنت احد أعضاء لجنة الصداقة البرلمانية الكويتية الأرجنتينية المشاركة في زيارة الأرجنتين بمجلس 1996 وكان رئيس الأرجنتين كارلوس منعم وهو منتخب عن حزب العدالة من أصل عربي سوري من مدينه يبرود وهو محام كما أن رئيس البرلمان في عهده وهو كذلك منتخب شريكه في مكتب المحاماة ورئيس القضاء قام بتعيينه هو يعني «مسيطرين على السلطات الثلاث من مكتب محاماة واحد».

ما أثار انتباهي أن نسبة العرب في الأرجنتين لم تكن تتجاوز كما أبلغت 10 في المئة من السكان ولما سألت عن سبب اختيار رئيس للأرجنتين من أصل عربي ابلغني المرافق الأرجنتيني بأن الشعب الأرجنتيني يحب العرب المهاجرين ويثق فيهم وقد اثبت الجيل الأول من المهاجرين صدقه في التعامل التجاري مع الناس بخلاف المهاجرين الآخرين فكان التعامل مع العربي بالكلمة التي لا تتغير والثقة التي لا تهتز لذلك أحب الأرجنتينيون العرب ووثقوا بهم وصوتوا لواحد منهم ليكون رئيسا للبلاد. ذكرتني هذه الحادثة بكثير من الفتوحات الإسلامية التي لم تحدث بالسيف ولا بالحرب بل حدثت على أيدي التجار المسلمين الذي بحسن تعاملهم وصدقهم نشروا الإسلام كما ذكرني هذا السلوك بكلمة للإمام زين العابدين - رضي الله عنه - عندما قال لتلاميذه (كونوا دعاة صامتين. فتعجب التلاميذ كيف نكون دعاة صامتين والدعوة تحتاج إلى الحديث والحركة؟ فقال لهم: إذا فعلتم ما نقول وانتهيتم عما ننهى كنتم دعاة صامتين). أي بالقدوة الحسنة والتطبيق السليم والسلوك النبيل.
لا كما يفعل بعض المسلمين مدعي التدين اليوم من تشويه للإسلام بممارسات سيئة لا تمت إلى الدين بأي صلة فأصبحوا أداة هدم للقيم وتخريب للذمم ، بدل أن يكونوا أداة بناء للإنسان وتعمير للأوطان.


في الأرجنتين لبست البشت لثاني مرة

عندما نجحت في انتخابات مجلس 1996 لم ألبس البشت لا في افتتاح المجلس ولا حتى في الزيارات أو المناسبات الرسمية. وفي زيارتنا للأرجنتين كان لنا موعد لمقابلة الرئيس كارلوس منعم لشكره على موقف بلاده من حرب تحرير الكويت فابلغنا سفيرنا النشط الاستاذ علي الزيد بأن الرئيس الأرجنتيني وبسبب أصوله العربية يجب أن يقابل العرب بلباسهم الوطني فكانت عندي مشكلة حيث كان كل أعضاء الوفد معهم دشداشة وبشت وغترة وعقال إلا أنا. وإذا رحت وياهم بالبدلة كأني الأمن الخاص بهم . ولأن السفير يلابسني (نفس مقاسي تقريبا) فقد تسلفت منه «دشداشة وبشت وعقال وغترة وقحفية» وانحلت المشكلة وكانت هذه ثاني مرة ألبس فيها البشت بحياتي حيث كانت الأولى في الكويت ليلة زواجي وكان البشت «سلف» من احد الأخوة والثانية بالأرجنتين «وهم كان البشت سلف» من السفير.


التجنيس والدستور

أيام الدراسة في أميركا كانت حلوة وفيها ذكريات جميلة. ففي أول الأيام اضطررت إلى تغيير معهد اللغة فكان لابد من أن اذهب شخصيا إلى إدارة الهجرة في سان دييغو كاليفورنيا المنطقة التي كنا ندرس فيها وبسبب ضعف اللغة فقد ذهب معي احد مسؤولي المعهد. في إدارة الهجرة ونحن ننتظر الدور لندخل على المسؤول كانت هناك غرفة كبيرة جدرانها من الزجاج وكان فيها مجموعة كبيرة من الأجانب مكسيكان وهنود وعرب وغيرهم من جنسيات ولفت نظري أن كل واحد بيده كتاب ويقرأ فيه . سألت صاحبي «شنو سالفة هالناس وشنو تقرأ» فقال لي: هؤلاء مجموعة من الأجانب تقدم على الجنسية الأميركية لانطباق الشروط عليهم ولكن قبل الحصول على الجنسية عليهم أن يقدموا اختباراً شفوياً وتحريرياً عن قوانين البلد وعلى رأسها الدستور والكتاب الذي بين أيديهم هو الدستور الأميركي لأنهم ولكي يكونوا مواطنين صالحين يجب أن يعرفوا الدستور والقوانين وما تتضمنه من التزامات وحقوق وقيم المواطنة والعدالة والمساواة. تذكرت هذه الحادثة وأنا أرى التجنيس عندنا في الكويت «واحد يأخذ الجنسية وبدل أن يشكر الحكومة والدولة يحط لافتة في الشارع يشكر النائب». والأدهى والأمر أن بعض أعضاء مجلس الأمة والكثير ممن يحملون الجنسية الكويتية لا يعرفون الدستور ولا يحترمون قوانين البلد فما بالك بالمجنس؟

طرارة في المجلس

أيام الانتخابات تكثر عملية «الطرارة» وكل ساعة يأتيك أحدهم مدعيا أن أمه أو أباه مريض ويريد أن يسفرهم و«ناقصته 300 دينار» ومتوقف عليها وعليك للسفر لإنقاذ الأم أو الأب «المساكين اللي قاعدين في البيت ما يدرون أن ابنهم يبيع ويشتري فيهم» ويفاول عليهم بالمرض.

المهم في البداية كنت أشعر بالحرج منهم وأقدم ما استطيع أن أقدمه ولكن المسألة زادت عن حدها ويبدوا أن أمثال هؤلاء يشكلون عصابة ومجموعة متعاونة ما أن تعطي واحدا حتى «يهلون عليك» الواحد تلو الآخر وكأن الواحد يعلم الباقين ولأنني لا أحب أن يستغفلني احد أو يكذب علي فقد أصبحت ادقق في مثل هذه الأمور وأحولها إلى بيت الزكاة .

في احدى المرات وأنا اجلس في مكتبي في المجلس دخل علينا احد الأشخاص وطلب مقابلتي ولما دخل مكتبي سلّم علي «ولمني وخذ بوس وسوالف عن أيام الانتخابات وشلون كانت حلوة وكيف اشتغل فيها وحث الأهل والربع على انتخابي». حاولت أن أتذكره طبعا لم أستطع لأن هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يقصروا وساعدونا وبعضهم من الجنود المجهولين خاصة البعيدين عنك ولكن شكل الشخص وملامحه لا يمكن أن ينساها أحد لأنه كان مميزاً ومع ذلك لم أتذكره فعرفت أن الكلام «خرطي». المهم أن الرجل دخل في الموضوع بعد أن تحدث عن الحكومة وظلمها وعدم تطبيق القوانين والمحسوبية وقال «تصدق يا بو انس بأني اعمل في وزارة الإعلام منذ شهر ونص ولم يدفعوا لي راتبي حتى الآن وأبي منك بس 20 ديناراً «سلف» إلى نهاية الشهر أردهم لك لما آخذ معاشي». عرفت أن الرجل نصاب بس على نظيف وذكرني بعادل إمام لما كان يطر ببدلة ويأخذ بالدولار». وسرت معه وأبديت غضبي على الحكومة الظالمة وطلبت منه هوية العمل «لأني راح اتصل بالوزير الحين وأخليه يجهز معاش صاحبنا من جيب الوزير نفسه وإلا راح استجوبه». صاحبنا تردد وبدا القلق عليه فقال «أخاف يفنشوني أو يؤذوني إذا عرفوا إني اشتكيت عندك». فقلت له: «لا تخاف أنت في حماية القانون وحمايتي ما عليك بس عطني هوية العمل الرجل يصر على العشرين وأنا أصر على مخاطبة الوزارة نزل من العشرين إلى عشرة دنانير وأنا ثابت على إصراري نزل إلى الخمسة دنانير وأنا عند موقفي لما شاف ما فيه فايدة شكرني واستأذن علشان يجيب الهوية وهذا ويه الضيف». المهم في اليوم التالي كانت هناك جلسة في المجلس وكنا نتحدث مع بعض الإخوة الأعضاء وجاء «طاري الطرارة الزايدة في المجلس» فتكلم الإخوة عن هذا الشخص الذي دخل مكاتبهم بالأمس ومن خلال الوصف ونوع الطلب عرفت أن صاحبي لف على الأعضاء المتواجدين في مكاتبهم واخذ من كل واحد عشرين ديناراً بالقصة نفسها وأحد الأعضاء أعطاه 100 دينار «يعني في ذلك اليوم حصل على ما يقارب من 300 دينار ويا بلاش على هيك شغلة».

ممنوع التدخين في اليابان

قضية التدخين قضية مزعجة للكثير من الناس غير المدخنين وهي قضية حضارية وسلوك إنساني راق قبل أن يكون قانونيا. للأسف تجد في المستشفى العاملين فيه يدخنون في الممرات وعلى مكاتبهم رغم أنهم يجب أن يكونوا قدوة. وغيرها من الأماكن المغلقة ومع ذلك هذا السلوك الحضاري بدأ يدخل إلى الكثير من الديوانيات في الكويت فتجد المدخن عندما يريد أن يدخن سيجارة خاصة بعد العشاء يخرج خارج الديوانية ويخلص سيجارته ويعود بعدها إلى الديوانية لتكملة السهرة وهذا سلوك راق وطيب من أصحاب الديوانية وروادها.

في اليابان هذا البلد النظيف الجميل الهادئ التدخين ممنوع ليس في المكاتب فقط بل حتى في الشارع والأماكن المفتوحة فلا تستطيع أن تمشي وتدخن حتى في الشارع فهناك علامات ممنوع التدخين مرسومة على الأرض تراها وأنت تمشي ممنوع التدخين بأي مكان وتم توفير أماكن وزوايا في الشارع وبجانبها طفاية تدخين إذا أردت أن تدخن عليك أن تقف فيها وتدخن ثم تطفئ السيجارة وتواصل تسوقك أو مشوارك لأنه حتى في الأماكن المفتوحة ممكن أن تضر الناس الذين حولك والقريبين منك وتؤذيهم برائحة الدخان والمهم في ذلك ليس توفير المكان بل الالتزام فيه. هكذا الناس التي تحرص على الأمور الصغيرة فانها حتما ستنجح في الأمور الكبيرة.

باكستاني يمثل الكويت في الكريكيت والكويتي يتفرج

هناك الكثير من الأمور المعكوسة في البلد ولكن هناك أشياء عاد لا يجوز أن تحدث وأحد هذه الأمور فريق الكريكيت الكويتي. للأسف من يمثل الكويت في هذه اللعبة عبارة عن لاعبين من الجنسية الباكستانية والطامة الكبرى أن هناك فريقاً كويتياً من الشباب المهتم بهذه اللعبة يصرف على نفسه وهو فريق واعد شارك في بعض البطولات وحصل على مركز متقدم في البطولة الرباعية التي عقدت في الكويت ضمن احتفالات العيد الوطني ولكن للأسف الهيئة العامة للشباب والرياضة غير مهتمة بهذا الفريق وهؤلاء الشباب. كذلك من المؤسف أن هناك ميزانية تصرف من الاتحاد الآسيوي منذ عشر سنوات باسم الكويت لتطوير لعبة الكريكيت تذهب كاملة للفريق الباكستاني والفريق الكويتي يصرف من حسابه الخاص وتبخل عليه الهيئة حتى بالحصول على ملعب للتمرين وتطوير نفسه.

ستقام في شهر ابريل المقبل بطولة في الكويت لهذه اللعبة بمشاركة عشر دول بما فيها الكويت التي سيمثلها الفريق الباكستاني فهل يجوز ذلك؟ على الهيئة أن تتحرك وعلى لجنة الشباب والرياضة البرلمانية أن تُسأل نريد ان نرى الشباب الكويتي بقيادة رئيس الفريق طاهر البستكي مشاركا في هذه البطولة بغض النظر عن النتائج.

أبيات أعجبتني

 

إذا أنت رافقت الرجال فكن فتى... كأنك مملوك لكل رفيق

وكن مثل طعم الماء عذبا بارداً... على الكبد الحري لكل صديق

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك