يوسف الشهاب يعترض على التطبيل النيابى فى قضية القروض، فالنواب راهنوا على إسقاطها فأوقعوا أنفسهم فى حرج أمام الناخبين

زاوية الكتاب

كتب 511 مشاهدات 0



التطبيل النيابي يا أبوطبيلة 

  إذا كانت الحروب بكل ما فيها من اسلحة وضحايا ودمار لم تستطع الوصول بالاطراف المتحاربة الى اي اتفاق تضع حدا لأسباب اي نزاع عسكري فإن الصراخ والتهديد او التحذير من طرف الى آخر لن تؤدي الى نقطة التلاقي بين هذه الاطراف، وبالتالي الوصول الى نهاية ترضي كل طرف وتقضي على اي توتر مشحون من طرف دون الآخر، فقد علمتنا تجارب التاريخين البعيد والحديث، ان مثل هذا السلوك او النهج في معالجة اي قضية محكوم عليه بالفشل، ولن يؤدي الا الى مزيد من التباعد بين الاطراف ومزيد من التوتر والشقاق، والنتيجة بقاء الازمة او المشكلة تراوح في مكانها، اذا لم تأخذ مزيدا من التصعيد.
في الساحة الكويتية الكثير من القضايا والازمات بين السلطتين التنفيذية من جانب، والتشريعية من جانب آخر، وقضايا في الميادين الاقتصادية والرياضية والصحية والاسكانية وغيرها من القضايا التي نقرأها في صحافتنا او التي يتداولها رواد الدواوين، وكلها تحتاج الى معالجة من اصحاب القرار وذوي الرأي الذين عركتهم التجربة ومنحتهم صكوك القدرة على ابداء الرأي الراجح بالهدوء والعقلانية والموضوعية التي تحتاجها هذه القضايا والازمات، وفق طبيعتها وانعكاساتها على المجتمع، وكل هذه العناصر اللازمة والضرورية رغم توافرها لدينا، لكننا نغمض عيوننا عنها، متجاوزين كل طريق يؤدي بنا الى المعالجة بالعقل والاتزان، بدلا من اختلاف او استنساخ ازمات، وكأننا ماكينة تفريخ للازمات والمشاكل.
يحلو لبعض نواب الصخب الفارغ وعشاق الاضواء الزائفة اختلاق او تجديد قضايا انتهت بتصويت الاغلبية النيابية عليها واغلقت ملفاتها ورفعت اقلامها، كما هو الحال في قضية اسقاط القروض، التي كنا منذ البداية نضع امامها الف ' يتو'، لأن العقل المتعافي لا يرضى مثل هذه السخرية، ومحاولة استعطاف بعض افراد الشارع العام على حساب خزينة الدولة، وكان من الواجب اغلاق هذا الملف منذ انتهاء التصويت عليه بالفشل، وعدم الموافقة، لكن ذلك كما يبدو لم يرق لنواب اسقطوا القروض ولم تعجبهم كلمة الاغلبية النيابية كواقع ديموقراطي، على الجميع القبول به، لم يعجب هؤلاء النواب اسقاط المشروع مع تمنياتي ودعائي باستمرار الفشل به دائما، هؤلاء ما زالوا يعيشون احلام الاسقاط والتهديد لوزير المالية بالويل والثبور وعظائم الامور، وكأن الوزير هو الاغلبية النيابية وليس عودا في حزمة داخل قاعة المجلس.
ان هذا الاسلوب النيابي الرخيص لن يؤدي الى معالجة اي قضية تدخل قاعة المجلس، لأن ابواب الحوار مفتوحة بين اي نائب واي وزير، وان سماع وجهة نظر كل طرف هو مسؤولية، ما دام هذا الانسان قد جاء الى كرسي النيابة او كرسي الوزارة، وكأن الاجدر بنواب اسقطوا القروض، ان يتدبروا ابعاد وانعكاسات ما يطالبون به قبل ان يفكروا في الصوت الانتخابي القادم، لكنها المصالح الانتخابية، التي لا يريد هؤلاء وضعها بعد مصلحة البلد.
ليست قضية القروض وحدها التي تحتاج الى عقلانية بالمعالجة، بل هناك قضايا كثيرة، لو استعان فيها النواب بالكلمة الطيبة وهدوء الطرح لكانت احوالنا افضل الف مرة من هذا الذي نحن فيه، لكن السؤال: من قلبه على الكويت؟ الجواب الذي لدي.. لا ادري.. آه وينك، يا أبوطبيلة.
نغزة:
الذين كانوا يقولون للناخبين خذوا من القروض ما تشاؤون، لأن اسقاطها قادم لا محالة، هؤلاء وجدوا انفسهم في حرج، بعد فشل الاقتراح، ولم يجدوا سوى التطبيل من جديد، اريد ان اقول اكثر، لكن.. اللهم اني صائم.. طال عمرك.
يوسف الشهاب
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك