بعد استقالة مجلس ادارة الكويتية يا روح ما بعدك روح، يوسف الشهاب يبدى مخاوفه ويعدد مشكلات الشركة

زاوية الكتاب

كتب 591 مشاهدات 0



حوسة 'الكويتية' .. يا روح ما بعدك روح 

  تضايقني، الكتابة عن الكويتية، الخطوط أعني، ولا شيء آخر غيرها، واشعر بألم حين تكون الكتابة عنها نقدا لا مدحا، فهي جزء من هذه الارض وهي السفيرة الكويتية، المحالة، في كل المطارات التي تحط فيها يوميا واسبوعيا تحمل علم الكويت ومواطنين من الكويت وجنسيات عديدة من الركاب، وهي ايضا بدورها الذي تؤديه رافد اقتصادي كبير له قيمته ومكانته في الاقتصاد الكويتي، كل هذه الاسباب تجعل الكتابة عن هذه المؤسسة ثقيلة ويكون القلم مكرها لا مختارا ولا بطلا، لكن الامور تستدعي الكتابة لبيان ما يمكن بيانه في هذه الظروف التي تعيشها هذه المؤسسة منذ زمن ليس بالقصير وهي امور كان من الواجب الالتفات اليها قبل ان تقع الفأس في الرأس، وقبل ان تصل الاحوال الى هذه النقطة التي وصلت اليها والتي تؤلمنا كمواطنين قبل ان نكون مسافرين، لأن سمعة هذه المؤسسة هي جزء من سمعة الكويت شئنا ذلك أم أبينا.
في عام 1954م تأسست هذه المؤسسة تحت تسمية الخطوط الكويتية الوطنية، برأسمال مدفوع من بعض التجار في تلك الفترة وكانت شركة مساهمة وقد استطاع المؤسسون رغم قلة التجربة في علم الطيران والطائرات ان يسيروا بالشركة نحو النمو في ظل الامكانات المحدودة آنذاك من نوعية للطائرات ومن صيانة وقلة قطع الغيار ونوعية الطيارين وحتى قلة المسافرين، واستطاعت الشركة ان تحقق الارباح وان تضع اللبنة الاولى لمؤسسة رائدة في ذلك الوقت، ثم جاء التأميم الحكومي الذي كان من الواجب ان يقود المؤسسة الى الافضل، وبالفعل هذا تحقق في السنوات الاولى رغم بعض الثغرات والمآخذ التي كانت تعيشها المؤسسة في بداية انطلاقتها الحكومية، وكان من الواجب تدارس كل هذه السلبيات سواء تلك التي تتعلق بالايدي العاملة الاجنبية او بتقنين الصرف او بنوعية الطائرات وتجديدها الى جانب امور اخرى مثل معالجة تكدس العمالة وقطع الغيار وغيرها، لكن كل هذه لم تجد اي علاج جذري وان وجد فإنه علاج مهدئات، وبالتالي، فإن مدته لن تكون طويلة، وكان لغياب هذه المعالجة ردة فعل أدت الى زيادة المشاكل الفنية والمالية والادارية حتى وصلنا الى ما نحن فيه اليوم مع هذه المؤسسة في وقت ظهرت فيه شركات خليجية حديثة، واستطاعت ان تشق طريقها وتجذب الركاب بأسعارها وخدماتها ونوعية طائراتها.
مشكلة الكويتية تكمن في عدة أمور، منها الادارة وهذه ليست جديدة العهد، ومنها التدخل النيابي في قضايا التعيين والواسطات، ومنها ايضا ضعف الصيانة والا كيف يمكن تفسير حوادث طائرات الكويتية أخيرا وقد كانت قبل ذلك مضربا للامثال في الامان، لان الصيانة كانت تأخذ الجانب الاهم باعتبارها مرتبطة بحياة الناس، ثم، وكيف نفسر مسألة عدم التقيد بالمواعيد وغياب المحاسبة؟ وكيف نفسر تأخر قائدي الطائرات عن الحضور الى رحلاتهم المقررة والركاب داخل الطائرة؟، كيف نفسر هذا وغيره؟، وماذا يعني كل ذلك؟، هل يمكننا القول ان الكويتية زينة وعال العال، أم نقولها بالفم المليان الكويتية في حوسة، وتنتظر الطبيب المداوي، الذي لا يعرف المجاملة ولا الخوف من النواب؟، هذا اذا تحقق هذا القيادي - السوبر - الكويتية في الامكان ان تعيد تاريخها الذهبي والريادي، الذي كانت عليه قبل سنوات طويلة سواء بالمواعيد او الصيانة او الخدمات الاخرى، لا شيء مستحيل، لكن السؤال اين القرار؟ واين القيادي السوبر الذي يمكنه ان يعيد هذا الطائر الازرق الى السماء من جديد.

نغزة
لا احب السفر الا على الكويتية، ربما تلك عنصرية او تطرف معها، رغم ما قد أواجهه احيانا من تأخير او الغاء الحجز او غيره، وبعد استقالة مجلس الادارة صار الواحد يضرب اخماسا في أسداس، يا روح ما بعدك روح.. طال عمرك.

يوسف الشهاب
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك