عبدالرحمن العوضي يطالب الإعلام عدم التجاوز والنقد الجارح للخدمات الصحية لأنها أفضل من لندن
زاوية الكتابكتب سبتمبر 27, 2007, 2:05 ص 650 مشاهدات 0
كنت مع ام عبدالله يوم الاربعاء في اول ليلة لشهر رمضان المبارك، متجهين الى ارض المعارض حيث كان هناك معرض لبعض المأكولات الإيرانية، ومعرض للألبسة النسائية، ومعرض للأدوات المنزلية.
ومن عادتي دائما أن أذهب مع ام عبدالله إلى مثل هذه المعارض حتى نتعرف على ما هو جديد، فقد نكتشف شيئا جديدا نشتريه.
وكانت هذه آخر ليلة للمعارض وقررت التوجه الى المعرض وأنا أقوم بقيادة سيارتي.
كنت على أهبة الخروج من الطريق السريع إلى مفرق مشرف، وفجأة رأيت أمامي سيارة واقفة في نصف الطريق وكانت بالنسبة لي مفاجأة، حيث كانت بعض أنوار السيارة مضاءة، اعتقدت انه يهدئ السرعة للخروج من المفرق.
والمفاجأة كانت لي بأن السيارة كانت متعطلة وتركها سائقها في منتصف الطريق، ووقف هو ومن معه بجانب الطريق دون ان يكلفا أنفسهم بتحريك السيارة إلى جانب الطريق.
ولما كانت المسافة قصيرة اضطررت الى تخفيف السرعة الى الحد الممكن والتصادم معه كمخرج من هذا الوضع الذي كنت فيه.
ولله الحمد كان الحادث بسيطا لم نصب بإصابات كبيرة، واتصلنا بالرقم 777 وفي خلال عشر دقائق وصلت سيارة المرور، وبعدها بعشر دقائق وصلت سيارة الإسعاف، وكانت إصابة أم عبدالله تحتاج لمراجعة المستشفى واضطررنا الى نقلها الى المستشفى بالإسعاف.
ووقفت أراقب المسعفين وهم يؤدون واجبهم وكذلك السيارة التي كانت حديثة وبها جميع معدات الإسعاف اللازمة.
والأهم من ذلك ان المسعفين كانوا من الشباب الكويتي المدربين على الإنقاذ بأحسن صورة.
ونقلوا أم عبدالله بأمان إلى سيارة الإسعاف، وعلى الرغم من إصابتها وقلقي عليها إلا انني أخذت أفكر بالتغييرات التي أجريناها قبل 25 سنة، والنقلة النوعية في سيارة الإسعاف وتدريب المسعفين ووصولهم في الوقت المناسب وسعدت أن أرى ذلك.
أوصلتنا فرقة الإسعاف الى مستشفى مبارك ودخلنا قسم الحوادث، فوجدنا الطبيب والممرضين مستعدين لاستقبال المصابين بكل ثقة حيث أجروا الفحوصات اللازمة بكل دقة وحرفية.
لله الحمد لم تكن الإصابة شديدة بل احتاجت أم عبدالله لدخول المستشفى للملاحظة، وبعد إجراء جميع الفحوصات والأشعة العادية والمقطعية التي على اثرها قرر الأطباء إدخالها للمستشفى.
كل هذا تم ولله الحمد بسلام، وكنت ألاحظ جميع الخطوات وأنا سعيد بما أراه رغم انني كنت قلقا على ام عبدالله وأشكو من بعض الآلام في جسمي الا ان ما رأيته من تصرفات مسؤولة منذ وقوع الحادث وحتى دخول عيادة الحوادث والجناح الذي كان منتظما بصورة دقيقة جعلني أفتخر بأن ما وضعنا أساسه قبل اكثر من 25 سنة كان فاعلا امام عيني والكل يعمل بهدوء وثقة، والكل يقوم بواجبه على أحسن وجه.
قد يقول البعض ان هذا قد تم لأنني من المسؤولين في الدولة، وأم عبدالله رئيسة مركز طبي بوزارة الصحة، ولا يمكن ان أنكر ذلك. ولكن كنت ألاحظ ما يتم من اجراءات تلت حالة أم عبدالله تؤكد ان ما لدينا من إمكانيات يجب ان نفتخر به.
وكنت أقارن هذه الحادثة بحادثة اخرى حصلت لنا في لندن قبل اسبوع من ذلك، حيث ان احد افراد الاسرة اصيب بألم طارئ في البطن افترضنا ان يكون زائدة دودية.
ولكن حتى وصول الاسعاف ونقلنا الى المستشفى اخذ اكثر من ساعة ونصف، واستغرق انتظارنا للطبيب المقيم في الحوادث في مستشفى جامعي اكثر من ساعة اخرى اي ان هذا الحادث الطارئ استغرق ساعتين ونصفا حتى نصل الى التشخيص في مستشفى لندن، ومقارنة ذلك مع ما اتخذ من اجراءات في مستشفى مبارك الذي لم يتجاوز نصف الساعة رغم ذلك قابلنا الاطباء المقيمون والمختصون وقرروا التصرف بالحالة، كان مثل هذا التصرف عاديا وروتينيا مع جميع من كانوا في الحوادث رغم اختلاف إصاباتهم ومللهم وجنسياتهم، فحمدت الله كثيرا على هذا المستوى الصحي لدينا في الكويت.
أقول للناس، احمدوا الله على ما نحن عليه واشكروه على نعمه. وأتمنى لو ان صحافتنا ووسائل إعلامنا تنقل الإيجابيات في مستشفياتنا والمراكز الصحية بدلا من التجاوز والنقد الجارح للقائمين على الرعاية الصحية بكل تقنية ومهارة.
فغالبية الأعمال هي الناجحة في جميع معاملاتنا مع الحوادث، على الرغم من انها من أصعب لحظات العلاج وإنقاذ الأرواح.
أحمد الله على السلامة، وأتمنى ألا يتعرض إنسان لحادث، ولكن نحن محظوظون لأننا نعيش في دولة فيها العطاء والخير للجميع.
تعليقات