لأن الموجود اليوم هو المحسوبية والقبلية والطائفية والعائلية..مفرح العنزي يري أن المعايير السليمة التي تحدد لون وطعم ورائحة الهوية الكويتية مفقودة

زاوية الكتاب

كتب 753 مشاهدات 0





الهوية الكويتية 
 
الاثنين 8 فبراير 2010 - الأنباء
 

كانت ولا تزال الهوية الكويتية تعاني من افتقار بنائها على أسس واضحة ومتينة، وهذا الأمر أدى إلى تعاطف الرأي العام الكويتي مع المستجدات السياسية والإقليمية سواء أكانت هذه المستجدات سلبية أم إيجابية، وطيلة العقود الماضية لم تحصل الهوية الكويتية على استقلال واضح يحد من تفاعلها الإقليمي والعالمي ومن خلال نظرة تاريخية سريعة نجد أن الجماهير الكويتية هتفت لجمال عبدالناصر وذلك القائد المصري الثوري الراحل الذي أبهر العرب بخطاباته المذهلة بعد أن خسر معاركه مع إسرائيل، أما الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات فقد كان يعمل بصمت حتى أذهل العالم بتحطيم خط بارليف الحصين واستعاد سيناء المحتلة من قبل إسرائيل لكنه وصف بالخائن والخاسر عندما وقّع اتفاقية كامب دي?يد فامتعضت منه الهوية الكويتية وحاربته وخلال الحرب العراقية الإيرانية ادعى طاغية العراق أنه حامي البوابة الشرقية فصدقه الكثير باستثناء الإسلاميين الكويتيين الذين يرون أن مبادئ حزبه فيها شيء كثير من الالحاد وقد برهنت الأيام على أنه حرامي البوابة الشرقية وليس حاميها.
وبعد تحرير الكويت هتف الكويتيون بالموقف السعودي المشرق تجاه الكويت وشعبها ودور السعودية الفاعل سياسيا وعسكريا لتحرير الكويت من قوات الغزو العراقي الغاشم ولا يزال الكويتيون يقرون ويثنون على الموقف السعودي التاريخي المشرف تجاه الكويت ولكن هناك من الكويتيين من هاجم السعودية بصورة غير مباشرة وتحت مظلة «مزدوجي الجنسية» وهناك من الكويتيين من أدخل الخلافات المذهبية كسبب لتوتير العلاقات السعودية ـ الكويتية، إلا أن متانة العلاقات السياسية الكويتية ـ السعودية كانت أكبر بكثير مما يتوقعه أصحاب هذه الادعاءات، تلك هي عينات من تفاعل الهوية الكويتية على المستوى الخارجي.

أما على المستوى الداخلي فهي كذلك ايضا فالخلاف الذي يمس شريحة ما في المجتمع الكويتي تكون الشرائح الأخرى في مأمن منه فالانتخابات الفرعية معارضة للدستور لكنك لا تجدها إلا في شريحة القبائل أما في الشرائح الأخرى فإننا نجد أن هذه الانتخابات غير ملائمة.

ويمكننا القول إن المعايير السليمة التي تحدد لون وطعم ورائحة الهوية الكويتية مفقودة وهذا يعود إلى مخرجات التعليم وغياب القيم التربوية وغياب المعايير الالتزامية التي تنتقي القادة الناجحين بعناية. أما الموجود اليوم فهو المحسوبية والقبلية والطائفية والعائلية كما أن الدور الفاعل للتوتر والمشاكل والأزمات التي تمر بها الدولة على المستوى الداخلي بين الفترة والأخرى لها دور كبير في خلط الأوراق واختلاط الحابل بالنابل من أجل خلق حالة من التوازن في الأصوات المطلوبة للقرارات الصادرة من داخل قاعة عبدالله السالم، ولو أن المشرع اراد أن يحدد شكل الهوية الكويتية ويقودها بالاتجاه الذي يريده لاستطاع فعل ذلك بكل بساطة. أما إذا ترك الأمر كما هو فإننا سنتحول في يوم ما من أيام المستقبل تحت ظل الديموقراطية الى نظام حكم مشابه للنظام اللبناني.

أخيرا: طرح سؤال على أحد القادة العسكريين في الجيش الروسي اثناء الحرب الباردة: ماذا قدمت للأميركان بعد أن دفعوا لك هذا المبلغ الضخم كرشوة؟ فقال: لقد طلبوا مني أن أضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب.
 
 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك