فوائض ماليه بالمليارات، وآلاف الكويتيين يشحذون أمام قصر السيف وبيت الزكاة. مختصر مقالة فيحان العتيبي

زاوية الكتاب

كتب 970 مشاهدات 0


وأما بنعمة ربك فحدث!

د. فيحان العتيبي

الثلاثاء, 25 - سبتمبر - 2007


يواصل سعر برميل النفط الكويتي ارتفاعه ليصل إلى 74.37 دولار في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية، (امسكوا الخشب) ويتوقع للأسعار الارتفاع مع بداية فصل الشتاء لتصل إلى مستويات قياسية وتاريخية، ومن المتعارف عليه أن الميزانية العامة للدولة تُحدد على أرقام أقل بكثير من هذه الأرقام لتغيرها من فترة وأخرى، لكن ارتفاع أسعار النفط، والفائض المالي في الميزانية الذي تعدى المليارات من الدولارات (ميزانية دولتين أو أكثر من دول العالم الثالث).
لم نر أي تغيير على حال البلاد والعباد، أو نلمس أي معالجة لارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية التي أثقلت كاهل ذوي الدخول المحدودة والمتوسطة.
مازال المواطن يعاني الأمرّين من سوء الخدمات الصحية ومصيره معلّق بيد لجنة العلاج في الخارج، فوكيل الصحة لا هم له سوى إقناع الوزير باعتماد مكافآته الشهرية لتصل إلى ستة آلاف دينار، لأن زيادته مرتبطة بأسعار النفط العالمية، أما أوضاع التعليم فمن سيء إلى أسوأ، فالطلاب في الجهراء افترشوا الأرض لأن الطاولات والكراسي لدينا أغلى من كرامة الأطفال، وأزمة ارتفاع سعر النفط الكويتي أثرت في طلاب وطالبات جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي الذين استخدموا الركل والرفس والمشاجرة أثناء عملية التسجيل، بعد أن فقدوا أعصابهم بسبب الشّعب المغلقة، أما القضية الإسكانية فقد تأثرت بارتفاع أسعار النفط وحُلت -ولله الحمد- على أيدي وزراء التنظير، لكنها لم تحل على أرض الواقع، فالمواطن مازال ينتظر أكثر من 17 عاما للحصول على بيت العمر بعد أن قضى نصف عمره بين دهاليز المؤسسات الحكومية.
مع الأسف الشديد، المواطن يرى بلده كالبقرة الحلوب التي مازالت ترضع الشعوب العربية من دون أن تلتفت إليه، فالصور التي نشرتها بعض الصحف المحلية لوجود عشرات المواطنين أمام قصر السيف، طلبا للمساعدة المالية لسد احتياجاتهم المعيشية لا توحي بأن هناك فائضا ماليا في الدولة، وكذلك تدفق الآلاف على بيت الزكاة للحصول على مساعدة الشيخ سالم العلي، تؤكد أن الكويت خارج نطاق التغطية العالمية وارتفاع أسعار النفط، بل إن المحزن في الأمر أن هذه الصور والمناظر تمثل الشعب الكويتي الذي لا يتجاوز المليون نسمة، وكأنه في بلاد فقيرة لا تمتلك ثروة نفطية وأعداد سكانه بالملايين.
لا نريد أن تتحول الكويت إلى طبقتين، إحداهما تتمتع بثراء فاحش، والأخرى تحت خط الفقر، نريد أن يستفيد المواطن من الفائض المالي ويصرف في الوجه الصحيح وعلى التنمية والمشاريع الصحية والتعليمية والإسكانية، نريد أن يعيش المواطن في بحبوحة تتناسب مع ارتفاع أسعار النفط العالمية وتحفظ له كرامته، بدلا من طرق أبواب اللجان الخيرية وبيت الزكاة!
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك