جاسم الشمري يرى أن المساجلة الإعلامية بين الحميضى وبورمية ستضر الطرفين

زاوية الكتاب

كتب 604 مشاهدات 0



بين الحميضي وبورمية من يقطع الشعرة
جاسم محمد الشمري 


السجال بين وزير المالية بدر الحميضي والنائب الإسلامي ضيف الله بورمية لا يعكس حالة سياسية صحية إذ أن الجدل اشتد واتهامات النائب الإعلامية لا مجال للقبول بها لأنها تمس الوزير في مقتل دون وجود دلائل حقيقية وملموسة سوى تلويحات بأوراق ستكشف لاحقا وهو الأمر الذي لا يمكن الركون إليه لسوابق نيابية في ذلك.

الوزير الحميضي كان لزاما عليه أن يرفع دعوى سب وقذف علني ضد النائب بورمية إن كان مؤمنا ببراءته من التهم التي يسوقها خصمه فتلك الوسيلة ستبرهن حتما على أن الحميضي لا ريح في بطنه، وأنه يستند إلى حجج قوية ، فيما كان اللازم من بورمية أن يسارع إلى تقديم استجوابه الموعود إن كان يعتقد أن الوزير مدان سياسيا أو أن يتقدم إلى النيابة العامة إن كان يظن أنه مدان قانونا تطبيقا لمبدأ كل مواطن خفير فما بالنا إذا كان هذا المواطن هو المشرع المأمول منه تشريع القوانين ومراقبة تطبيقها. المساجلة الإعلامية سوف لن تفيد أحدا منهما إن لم تضر الطرفين فقد غدا النائب بورمية مخدوش المصداقية أمام جمهور الناخبين إذ هدد باستجواب الوزير طيلة عام مضى دون أية خطوة فعلية وملموسة وهو إن تعذر بتنفيذ توجيهات سمو الأمير فإن ذلك ليس عذرا له لأن التهديد والوعيد كانا سابقين وبفترة طويلة عن خطاب سموه أولا ثم ثانيا ماالذي استجد ليعاود النائب تهديداته الإعلامية فتوجيهات سمو الأمير لاتزال قائمة ولا تزال الحكومة في شهورها الأولى، ولم يمض على تشكيلها العام المضروب موعدا لمحاسبتها إن أخفقت.

وإن غدا بورمية مخدوشا فإن الحميضي الذي كثر اللغط حوله مسؤول عن مواجهة ذلك اللغط ليس بتصريحات صحافية، ولكن بخطوات عملية تضع النقط فوق الحروف فإما أن يكشف أسماء المساهمين باكتتاب أمانة ليبرهن صدق موقف أن لا قرابة تربطه بهؤلاء، وأن يكشف المسؤول عن تمرير مرسوم القانون وما إذا كان له دور في ذلك ثم ثالثا المسارعة وكما قلنا إلى المحكمة مقاضيا بورمية في اتهاماته له.

آفة ساستنا أن الهون أبرك ما يكون وأن المشي تحت الساس هو الموصل إلى بر السلامة والسلامة هنا تمضية الفترة الوزارية على خير وبأقل الخسائر الممكنة وكفي المؤمنين شر القتال وهذا المنهج سوف لن يؤصل اعرافا سياسية رصينة ولن يؤسس لحالة من الاحترام المطلوب بين أعضاء السلطتين بل وأجزم أنه يولد حالة من الإحباط عند رجل الشارع الذي يرى جعجعة ولا يرى طحينا فيصور الطحين هنا غنائم اختلف على توزيعها. بين الحميضي وبورمية من يقطع الشعرة

 

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك