حصة الرفاعى تدعو السلطات المعنية لانقاذ سمعة الكويت مما ترتكبه الخطوط الكويتية بحق المسافر

زاوية الكتاب

كتب 831 مشاهدات 0


 

الكويتية' تطير بسمعة الكويت .. فهل من منقذ؟ 
  د. حصة الرفاعي
في كل أرجاء العالم تتنافس شركات الطيران في مواسم السفر على جذب المسافرين بتقديم العروض المغرية، ليس في الأسعار فحسب، بل في التسهيلات الفائقة في خطوط الرحلة والخدمات التي تشعر المسافر بالأمان والاطمئنان، وهو يتعامل مع اناس اتكل بعد الله سبحانه وتعالى على جهودهم المخلصة في توفير سفر ميمون وعود حميد الى ارض الوطن.
ولا يهم عدد المسافرين الذي ربما يجاوز مئات الالاف في اسلوب التعامل مع المسافر ومراعاة حقوقه المشروعة. فكل مسافر له الحق في الخدمة الكاملة التي توفر له سفرا مريحا على متن الطائرة وصيانة أمتعته من التعرض للضياع.
في احدى السنوات كنت مسافرة - كالعادة - مع شركة الخطوط الجوية البريطانية، التي لدي معها عضوية درجة رجال الاعمال، كما لي مع شركات اخرى اجنبية، واكتشف في بداية الرحلة ان مسند القدم لا يعمل بالصورة المطلوبة، واخبرت المضيفة التي احتارت في حل المشكلة. فالسفرة طويلة جدا، وليس هنالك كرسي آخر شاغر فقامت باحضار علبة فارغة وضعت عليها محرمة وهي تعتذر بشدة عن تقصير وخطأ لم ترتكبهما. ولم تكتف بذلك بل احضرت لي ورقة تقويم الخدمة التي اشرت فيها الى الخلل الموجود في المقعد. ولدى عودتي من السفر بعد شهرين، كنت احمل امتعة زائدة ابديت استعدادا لدفع ما يترتب عليها من رسوم. ولكن الموظفة فاجأتني قائلة وهي تبتسم: لن تدفعي شيئا فقد تم تحويل مقعدك الى الدرجة الاولى. فطلبت منها التأكد من ذلك لأنني حصلت على امتياز الاشتراك في السنة الماضية وليس من المعقول ان يتكرر ذلك لعامين متتاليين. فقالت: لا عليك فان مقعدك في الدرجة الاولى. وتذكرت ما حدث في رحلة الذهاب والتقويم الذي كتبته وأمانة الموظفين في حمل التقويم الى الجهات المعنية لأجد تعليلا معقولا لتغيير درجة سفري.
يا لها من معاملة تجذب المسافر وتشعره بالتقدير بين ملايين المسافرين على تلك الشركة العريقة. ويا لها من امانة تجعل الموظف يحمل نقدا سلبيا ربما يعرضه للفصل الى جهات مسؤولة عن تفادي كل ما من شأنه ان يزعج المسافر ويعكر صفو رحلته.
هذه الحكاية استدعتها سفرتي الاخيرة مع الخطوط الجوية الكويتية شركتنا الوطنية التي يجب ان تكون المفضلة لدينا من دون الشركات الاخرى والتي غدت شركة خطوط طاردة للزبائن بدلا من كونها جاذبة للمسافرين. وبالمناسبة لقد قاطعت هذه الشركة منذ اعوام طويلة. وتحديدا منذ آخر رحلة تفرغ علمي في عام 1993 حينما اخطأ احد موظفيها في قراءة خطاب الجامعة الواضح في طلب الحجز الى جامعة انديانا الواقعة في مدينة بلومنكتون- انديانا ليجعل الحجز الى بلومنكتون في ولاية الينوي. ومع ذلك رفضت الشركة الاعتراف بالخطأ، بل وفرضت علي دفع فرق المسافة!! وعندما عدت وطلبت من الجامعة مخاطبة الشركة مع ارفاق الخطاب بصورة الكتاب الذي يحمل اسم انديانا لم يكلف المسؤول في الشركة خاطره في الرد على الخطاب!!. ولا تزال المؤسسة مدينة لي بمبلغ دفعته عوضا عن خطأ احد موظفيها في قراءة خطاب الجامعة. والادهى من ذلك انني اكدت عليه اثناء الحجز أن هنالك مدينتين تحملان الاسم ذاته تقع كل منهمها في ولاية، وان وجهتي هي المدينة الواقعة في إنديانا، ولكنه لغبائه فهم العكس أو ربما تعمد الخطأ لأنه أمن العقاب!
ونظرا لاتفاقية جامعة الكويت مع مؤسسة الخطوط الكويتية فقد اضطررت للسفر عليها هذا العام، لأنني في مهمة علمية. مع قيامي بدفع ما يزيد على نصف التذكرة لتحويلها الى درجة الواحة.
وكان السفر من الكويت الى فرانكفورت في ألمانيا والعودة من نيويورك الى الكويت أكثره مشقة. أما الرحلتان من فرانكفورت الى سان فرانسيسكو ومن سان فرانسيسكو الى نيويورك على متن خطوط شركة يونايتد الاميركية، فقد كانتا مريحتين جدا لجودة خدمات الشركة الجوية والارضية. فبالإضافة إلى الوجبات الجيدة والمرافق النظيفة، تم توزيع أجهزة كمبيوتر صغيرة على المسافرين لإنجاز الأعمال أو الاستمتاع بالأفلام مع استرجاعها في نهاية الرحلة. أما المقاعد فقد كانت مريحة جدا والمسافة بينها تتيح للراكب فرصة الاسترخاء الكامل من دون مضايقة الصف الذي يسبقه أو يليه أما رحلة الكويت ـ فرانكفورت بواسطة الخطوط الجوية الكويتية، فقد كانت سفرة متعبة جدا. فكل شيء في مقعد الجلوس كان معطلا والمسافة بين المقعد والذي يتقدمه غاية في الضيق، كأنها مقاعد درجة اقتصادية. أما الوجبات فتدعو المسافر الى الصوم قبل اربعة اشهر من رمضان المبارك.
أما العودة من نيويورك فما حدث كان مزعجا بكل المقاييس ويدل على إهمال وتسيب واضحين. فبعد خمس ساعات من الرحلة من سان فرانسيسكو الى نيويورك، فوجئت بأن حجزي من نيويورك الى الكويت قد ألغي على الرغم من تأكيدي الحجز قبلها بأسابيع ووجود رقم التأكيد على التذكرة وبالكاد تم اعطائي مقعدا غير مريح في مؤخرة درجة الواحة على الرغم من أنني دفعت مبلغا كبيرا جدا في سان فرانسيسكو زيادة وزن لحقيبة كبيرة واحدة واثنتين صغيرتين وكنت في الأعوام الماضية احمل معي ضعف العدد من دون أن أدفع نصف المبلغ. ووصلت الى الكويت ولم يصل شيء من أمتعتي وبعد يومين من الاستعلام المتواصل عن المفقودات وصلت حقيبتان حملهما سائق الشركة الأجنبي الى خيطان بدلا من كيفان! ولولا مكالمة السائق الذي يحمل جنسيته نفسها ليدله على المنطقة لتعرضت الأغراض للضياع. وحتى هذه الساعة لا يعرف العاملون في المطار اين ذهبت الحقيبة الثالثة؟. وهذا لم يحدث في السنوات الماضية أثناء سفري مع شركات ذات نظام وخبرة واسعة في خدمة المسافرين وتأمين راحتهم وسلامة أمتعتهم.
ولا يبقى إلا التوجه الى السلطات المعنية برجاء انقاذ سمعة الكويت مما ترتكبه هذه الشركة بحق المسافر الذي ينقبض قلبه وهو يغامر بالسفر على خطوطها ويشعر أنه ذاهب في سكة محفوفة بالمخاطر والأهوال والمفاجآت غير السارة. ولا يكون هذا الإنقاذ إلا بتحويل شركة الخطوط الجوية الكويتية الى قطاع خاص مزود بكوادر أمينة ومخلصة وغيورة على مصلحة الوطن والمواطنين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك