علي الجابر الصباح يعارض تجنيس 2000 شخص

زاوية الكتاب

كتب 553 مشاهدات 0


قرر السادة النواب تجنيس ألفي شخص, ولو اعتمدت الحكومة هذه الرغبة فإنها ستمنح الجنسية ليس لألفي شخص فقط وانما سيصل العدد لعشرة آلاف على اعتبار أن متوسط عدد أفراد الأسرة خمسة. ما نذكره ليس اعتراضاً على مبدأ التجنيس, فهناك من هو مستحق بالفعل, وغيره ظلم بسبب تأخر منحه الجنسية, وعليه نطرح السؤال وعليكم الاجابة: هل سيتم تجنيس هذا العدد لو لم يكن مجلس الأمة موجوداً? لو عرفتم الاجابة سيتضح لكم المستفيد من تجنيس هذا الكم, وما سيتبعه من اعداد مضاعفة بالمستقبل, والله يعين الوطن ويكفيه شر من لا يريد به خيراً. التجنيس العشوائي وبأعداد تحمل اعداداً مضاعفة لا يجوز, ولا يتفق مع المصلحة العليا وليت من تأخذه الحمية على التجنيس ان تأخذه الحمية على الكويت اولاً, ألا يكفي ان يكون للعاطفة ودغدغة المشاعر والمصالح دور في بعض المواضيع المتعلقة بالناخبين? أما أن يصل هذا الدور الى التجنيس فهذا هو المرفوض. * * * تعتبر الشائعات من أشد الاخطار المدمرة, فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع شائعة جديدة بقصد أم بغير قصد, ورغم مخاطرها الكبيرة واضرارها الفادحة إلا ان مروجيها ليسوا آبهين بالنتائج العكسية, بل هم مستمرون في ترويج أذاهم. فطبيعة النفس البشرية معرضة كالجسد للأمراض من الحسد والبغض والكره, والشائعة وسيلة يفرغ بها الانسان ما في نفسه تجاه الاخرين, كما ان الشائعة هي الكذب, والكاذب لا يوثق به في خبر ولا معاملة, وكثيرا ما تروج الشائعات بين اصحاب المهنة الواحدة, فحينها نكون امام منافسة غير شريفة تنطوي على غش وخداع مؤثم. ولا يخفى على احد ما للشائعات من اثر سيىء وخطر, فهي سلاح فتاك ومن اشد الاسلحة خطرا على المجتمعات والاشخاص, فكم أقلقت الشائعات راحة اشخاص ودمرت حياتهم ,وكم هدمت من بيوت قائمة, وكم فصمت من عرى ووشائج قوية بين الاسرة الواحدة, وكم ارتكبت جرائم كان سببها شائعة كاذبة اطلقتها نفس مريضة, وكم تحطمت صداقات بسببها. فالحذر كل الحذر من تصديق كل ما يقال فهناك فئات واصناف من البشر قلوبها مريضة لا تخاف الله, ووجوهها خالية من الحياء, هوايتها نشر الشائعات في اوساط الناس, تتغذى على لحوم عباد الله, وترتقي على حسابهم, وليكن منهجنا وديدننا عند سماع اي خبر ان نستحضر قول المولى عز وجل: »يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين«, وقال عليه الصلاة والسلام: »كفى بالمرء إثما ان يحدث بكل ما سمع«. ونحن نعيش في زمن كثرت فيه الشائعات, واصبح ترويجها هواية من هوايات الكثير من اصحاب النفوس الضعيفة واصطناعا وكذبا من عندهم, ومجمل الشائعات تكون وليدة دوافع نفسية وسياسية واجتماعية واقتصادية, تتعرض اثناء تداولها للتحريف والزيادة والنقصان, وتميل غالبا للزيادة والبهرجة والغلو, ولها اثر كبير على نفسية الانسان والروح المعنوية للمواطنين. لزاما علينا ان نبتعد عن الشائعات ونحسن الظن بالاخرين, وألا لانروج كل ما نسمعه من دون دليل او برهان, فاتقوا الله في الشائعات, فإن مسؤوليتها عظيمة في الدنيا والاخرة, ولا تتساهلوا في نشرها, فلقد حرص سلفنا الصالح على التثبت والحذر من الشائعات, قال عمر رضي الله عنه: »إياكم والفتن فإن وقع اللسان فيها مثل وقع السيف«. نوصي جميع المواطنين بالتثبت والتروي والتأني وعدم التسرع في نقل الاخبار لحين التأكد من صحتها بالبرهان القاطع, لانه فيما لو تبين عدم صحة ما ينقله سيوصم الناقل بالاخطاء, ويكون عرضة للاستخفاف, فإن حوصرت الشائعات باتباع نهج سليم يعتمد على العقل والبرهان والأدلة القاطعة, فمن الممكن ان نتفادى آثارها الضارة حرصا على مصلحة وطننا وأسرنا ومواطنينا
الآن

تعليقات

اكتب تعليقك